كنتُ في شهري الثاني من التدريب الطبي، عندما فاجأنا أستاذُنا بامتحان قصير. كنتُ طالباً ذا ضمير وعرّجتُ على الأسئلة إلى أن وصلت إلى السؤال الأخير: “ما الاسم الشخصي للمرأة التي تُنظّف الكليّة”؟ كان هذا بالتأكيد نوعاً من المزاح. كنتُ قد شاهدتُ المرأة عدّة مرّات. كانت طويلةَ القامة، شعرُها أسودُ، وهي في الأربعينات من عمرها، ولكن كيف لي أن أعرف ما ٱسمها؟ سلّمتُ ورقة الامتحان ولم أجِب على السؤال الأخير. قُبيل انتهاء الحصّة تقدم أحدُ الطلبة وسأل الأستاذَ فيما إذا كان للسؤال الأخير أيّ نصيب في نتيجة الفحص. بالطبع، أجاب الأستاذُ! “في حياتك المهنية ستلتقي بالكثير من الناس وكلّهم يستحقّون اهتمامَك ورعايتَك حتى ولو كان كلّ ما تفعله هو مجرّد ابتسامة وقول ”مرحبا”. لم أنسَ أبداًَ ذلك الدرسَ، تعلّمت أيضاً أن اسمَها كان “كاثي”.