يحتلنا مجتمع (أقل ما يشبه به حبل المشنقة الإنكليزي).. هذا المجتمع لم يخلق من عدم بل من أسماء علم وأسر صحَت على إرث أثقل من برجي التجارة العالميين قبل 2001. وعندما أصبح الفرد أسرى بنى فوقها طابقه الخاص مضيفا نكهته المتخلفة الخاصة به. وكنت أنت أيها الشاب المتطلع للنهوض يدك بيد الجميع تحت كل هذا الركام الذي يأخذ شكل المجتمع.. في كل حديث نقدي أو إشارة إلى تخلف ما أو خطأ في مكان ما يقولون لك لماذا أنت متشائم ولماذا تنظر للنصف الفارغ فقط من (البطيخة) عفوا من الكأس. أعزائي إذا كنا سنتحدث عن النصفين الفارغ والملآن سوية في مقال واحد فإن صفحات الجرائد لن تكفينا فلندع النصف الملآن للصحف التي قضت نصف عمرها بالمديح (هذا يختلف عن الإشارة إلى الجيدين) بل هذا يسمى المديح الأعمى تجده في الشريط الإخباري أو النشرة الاقتصادية حيث أن الأمور ولا أحلى (من هيك). وكله تمام كأننا في السويد وفي أسوأ الحالات في سويسرا الديمقراطية. أنا دخلت بالموضوع منذ الكلمة الأولى وما سبق جزء لا يتجزأ من العنف الأسري، فأنت تتعلم من أباك طريقة العيش بأحلام مقتضبة مبرية مقلمة قد لوثتها الرقابة الذاتية منذ كنت مشروعا للبكاء الأول يغدو سقف أحلامك السترة والسمعة الجيدة وتمارس بحقك وبحق أوراقك الرقابة الأسرية حتى لا تتكلم أو تكتب ما ينتقد أو يشير إلى الوضع بالبلد. المكان هنا لا يتسع لرصد كافة الممارسات النفسية الأسرية على الشبان والشابات. لكن قد يكون إيراد مثال أو أثنين مختلفين بالنوع كاف إلى حد ما لكشف ما غطي وعتم عليه وعد من المحرمات المليون في وسطنا الحالة الأولى الفتاة التي أفُهمت أن سقف أحلامها الزواج والتي تفقد ألقها ومبادئها واهتمامها بالثقافة عند أول طالب ليدها.... (كأنها كانت تفعل كل ذلك للفت نظر رجل ما) هي نتاج عنف نفسي أسري أوصلها لهذا الحال، وأوصلها إلى أن تقيم حفلة كبيرة عندما تحصل على وظيفة بالدولة } بالواسطة طبعا{ العنف النفسي الأسري هو من قال لها أن الوظيفة بالدولة هي كنمرة اليانصيب الفائزة وهو من أشلحها طموحها وموهبتها وملكاتها في تكوين بناء حياتها الخاصة. الحالة الثانية: الشاب الذي مازال يعتقد أن رضا أهله هو أهم من كل شيء حتى أهم منه شخصيا، ومن مستقبله وحياته كلها... هو نتاج عنف أسري أصولي. صحيح أن الكتب المقدسة أوصت برضا الوالدين لكن لم توصي برضا مزاجية الأهل ولم تقل أرضي أهلك ولو كانوا على خطأ برأيه هو.. فيتزوج ويعمل ويصاحب حسب هوى أهله، كي لا يخسر الكنز المفقود (الرضا) والرضا عند بعض الأسر العنيفة نفسيا معقد حيث لا يعجبهم شيء أو بسيط جدا كأن تكون نسخة فوتوكوبي عن أباك وفي حال كان الوالد مخنثا عن خالك. بمعاييره وثقافته وعمله حتى وجلبابه.. أن تكون هناك طاولة فقط للخبز والملح بين العائلة ولا يكون هناك جلسات حوار أو تبدل أراء فهذا جزء من العنف النفسي. الكبت الجنسي الذي لا أستطيع إحصاء نتائجه والوصول إلى سن الزواج دون أدنى ثقافة جنسية لدى الرجل أو المرأة هو برأي من أعنف الممارسات النفسية الأسرية وهو الأخطر والأكثر توليدا لتشوهات النفس والشخصية وفي إحساس ذاك الشاب أو (الشابة) الذي وجدناه هناك تحت الركام.. ركام العنف النفسي الأسري.
خاص: "نساء سورية"