قبل خمس وستون عاما وفي نفس التاريخ 29/11/1947 القيت الكرة في ملعب هيئة الامم المتحدة وصدر قرار بتقسيم فلسطين الى دولتين ولكن اتفق على ان تكون القدس منطقة دولية لاهميتها التاريخية والدينية لكل الاطراف واليك اخي القارئ بعض الحقائق التاريخية التالية التي حدثت قبيل هذا التاريخ والظروف التي ادت الى هذا القرار التاريخي وهنا اليوم نلاحظ ان هيئة الامم المتحدة تصوت اغلبية الثلثين على قيام الدولتين الدولة اليهودية والدولة الفلسطينية ولكن المنقوصة فقط اخذت دولة فلسطين في القرار الجديد الذي صدر في هذه الليلة 29/22/2012 بان تكون لهذه الدولة العتيدة مكانة المراقب فقط واحتفل الفلسطينيون في هذا الحدث التاريخي والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن ان نعتبر ذلك بداية لنهاية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي؟ او ان هذا الحدث سيزيد من الصراع ؟ والاشهر القادمة كفيلة بان تجيب على هذا السؤال بالرغم من حصول محمود عباس على التصفيق الحار بعد خطابه في اورقة الامم المتحدة؟ او ان الفرح سابقة لاوانها؟
والسؤال هو: ماذا حدث قبل 65 عاما وفي نفس التاريخ؟؟!
عقدت الجمعة العامة للامم المتحدة بناء على طلب المندوب البريطاني جلسة خاصة بتاريخ 1947/4/28 لبحث قضية فلسطين, شكلت على اثارها لجنة تحقيق دعية ب “اونسكوب” “اللجنة الخاصة للامم المتحدة بشان فلسطين”, شملت اللجنة 11 عضوا ممثلين عن 11 دولة. زار اعضاء هذه اللجنة معسكرات اللاجئيين اليهود في اوروبا بناء على اصرار ممثل الولايات المتحدة في الجمعية العامة مع معارضة شديدة من الجانب العربي وفلسطين . كذلك استمعت اللجنة الى شهادة قيادات الوكالة اليهودية . اما الهيئة العربية العليا التي تمثل الشعب العربي ممثلة الفلسطينييين، فقد رفضت الاجتماع مع اللجنة وادعت ان الامر لا يحتاج الى تحقيق او بحث لان الحل استقلال فلسطين وانهاء الانتداب البريطاني بدون تردد وبدون تأجيل ولا حاجة للتحقيق في معسكرات اللاجئيين في اوروبا لان هذه القضية قضية اوروبية ولا يمكن ان يكون حل قضية اللاجئين اليهود على حساب الشعب الفلسطيني لانهم غير مذنبين بذلك, فالكارثة التي حلت باليهود كانت سبب النظام النازي, فاوروبا يجب ان تتحمل مسؤوليتهم وليس العرب الفلسطينيين . قدمت اللجنة الخاصهللامم المتحدة بشأن فلسطين مشروعين:
1-مشروع الاقلية : ينص على قيام دولة اتحادية ثنائية القومية (דו-לאומית) في فلسطين بين العرب واليهود, وقد ايد هذا المشروع كل من ممثل: يوغسلافيا ، الهند ,ايران , فقد حصل هذا المشروع على ثلاثة اصوات من 11.
2-مشروع الاكثرية : ايد هذا المشروع 8 دول من 11 أي الاكثرية من اللجنة التي جاءت للتحقيق قبل عرض الفكرة على هيئة الامم المتحدة. والذي ينص على تقسيم فلسطين الى ثلاثة مناطق: تبنت هيئة الامم المتحدة مشروع الاكثرية وبُحث هذا المشروع في اروقة الامم المتحدة في نيويورك , وحمل رقم 181, وصدر هذا القرار في 29/11/1947. نص قرار التقسيم على ما يلي:
تقسيم فلسطين الى ثلاث دول او ثلاثة اقاليم:
أ–دولة يهودية: تضم الجليل الشرقي, ومرج بن عامر ,والقسم الاكبر من السهل الساحلي, منطقة النقب, وبئر السبع, وقد شكلت هذه المساحة اكثر من 50% من فلسطين.
ب-الدولة العربية الفلسطينية : تضم الجليل الغربي, ومنطقة نابلس الجبلية, والسهل الساحلي الممتد من اشدود في الجنوب الى الحدود المصرية (رفح) . وقد كانت مساحتها اقل من 50% .
ج-المنطقة الدولية: التيتضم القدس وبيت لحم (الاماكن المقدسة بحيث تكون هذه المناطق المختلف عليها تحت الوصاية الدولية او بمعنى وصاية الامم المتحدة). كذلك تقرر بعد قرار التقسيم اجبار بريطانيا علىاالااخلاءوالجلاءعن ميناء واحد لاستيعاب المهاجرين اليهود , كذلك عينت الجمعية 5 اشخاص لتسلم الحكم بعد انهاء الانتداب , كذلك اوصت اللجنةعلى التبادل السكاني بين الدولتين الفلسطينية واليهودية , وبناء علاقة جديدة تعتمد على حسن الجوار والتبادل الاقتصادي وغيرها من المجالات. هكذا هذه قرارات هيئة الامم المتحدة التي كانت حبر على ورق بالنسبة للعرب الفلسطينيين .
عرض الاقتراحيين على الجمعية العامة لهيئة الامم ونال مشروع الاكثرية , اكثرية الاصوات وعرف هذا القرار الذي صدر في 29/11/1947 بقرار التقسيم رقم 181. كذلك تقرر في 29/11/1947 ارغام بريطانيا على اخلاء جيشها من فلسطين حتى آب 1948 أي انهاء الانتداب البريطاني
موقف اليهود من قرار التقسيم:
وافقت بل قبلت المنظمهالصهيونيهوالوكالة اليهودية اقتراح الاكثرية وبفرحه كبيره, لان مطالبها باقامة دوله يهودية اخذ يتحقق, ويكسب تاييدا وشرعية دوليه. واستقبل يهود فلسطين قرار التقسيم بالفرحة والابتهاج, واعلنوا عن استعدادهم لمساعدة الامم المتحدة في تنفيذه, وشهدت المدن اليهودية في فلسطين, مثل تل ابيب, وغيرها, حفلات رقص, وسهرات طويلة تعبيرا عن سرورهم باعتراف الامم المتحدة بحق اليهود في قيام دوله يهودية في جزء من فلسطين. وهكذا راينا هذه الليلهالفرحه قريبا من قبر ورفاة الرئيس السيد ياسر عرفات والمدن االاخرى والقرى في الضفهالغربيه اما الفرحهالصامته ظهرت نوعا ما على وجوه مواطني قطاع غزه فرحه مشوبه ببين الشك واليقين وذاللك بسبب المفاوضات العبثيه على حد قول القيادات هناك والمحللين السياسسين.والسؤال هو هل سيطبق المثل القائل يافرحهماتمت ويستمر الوضع كما كان او اسوا او بالعكس موقف العرب الفلسطيني من قرار التقسيم:رقم 18129/11/1947
رفض العرب الفلسطينيون هذا القرار, واعتبروه مؤامرة يهودية عالميه, حيث راى عرب فلسطين ان حقوقهم في فلسطين غير قابله للمساومة, وطالبوا بكامل التراب الفلسطيني معلنين عن انهم غير مستعدين للتنازل عن شبر واحد من بلادهم المقدسة, وانهم سيقدمون كل ما يملكون من طاقات بشريه وماديه لمنع قيام الدولة اليهودية على جزء من ارضهم. كان الرفض الفلسطيني لقرار التقسيم يكاد يكون بالاجماع العام باستثناء فئه قليلة نادت بقبوله, وهؤلاء هم الذين كانوا من الحزب الشيوعي المنضمين الى عصبة التحرر الوطني او الحزب الشيوعي لعرب فلسطين, وقد وافقوا على قرار التقسيم بسب موقف موسكو ووزير خارجية الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة الذي يدعىغروميكو. الذي صوت الى جانب قرار التقسيم معترفا بقيام دولة اسرائيل. لقد عبر عرب فلسطين عن رفضهم لقرار التقسيم بالمظاهرات الشعبيه التي شهدتها جميع المدن الفلسطينية, والاضراب العام ليوم واحد مباشرة بعد صدور قرار التقسيم, واحيانا تحولت هذه المظاهرات الى مصادمات مع قوات الشرطه والجيش الانجليزي الذي مازال متواجدا في فلسطين. علما ان حكومة الانتداب اعلنت عن انهاء الانتداب البريطاني, واخلاء قواتها حتى 15 ايار سنة 1948 ,ونفذت بريطانيا انسحاب اخر جندي لها من فلسطين في ليلة 15 ايار 1948 وفي هذه اليلة اعلن بن غوريون عن قيام دولة اسرائيل حسب قرار التقسيم الذي يحمل رقم 181.راينا هذه الليه موقف اسرائيل الرافض مع تسعة دول وامتناع مايقارب الاربعين دوله.ولكن السيد عباس حصل على الغلبيه وتعدى الثلثين ولكن الولايات المتحده وقفت وصوتت ضد القرار ومهما يكن من امر اقول للطرفين ان الفرحهالعارمه في الشارع الفلسطيني المنقسم على نفسه قد تكون قدبلغت اللامعقول والمبالغه وكان من الجدر ان تتوحد القوى وهنا تكون الفرحه شرعيه مستحقه ومرة اخري نتناول الامر عكسيا ولكن لا باس وربما ان هذه الفرحه هي مطلب الجماهير من القيادات للوحده ويجب على القيادات ان يعوا ذلك جيدا حتى يكسبوا الشرعيهالجماهيريه قبل ان يكسبوا الشرعيهالدوليه ولكن الايام القادمه كفيله بان تضعالقيادات بامتحان صعب . الموقف البريطاني:
اتخذت بريطانيا موقف الحياد ولم تصوت الى جانب قرار التقسيم , واعلنت حكومة الانتداب عن انهاء الانتداب البريطاني, واخلاء قواتها حتى 15 ايار سنة 1948 ,ونفذت بريطانيا انسحاب اخر جندي لها من فلسطين في ليلة 15 ايار 1948 وفي هذه الليلة اعلن بن غوريون عن قيام دولة اسرائيل حسب قرار التقسيم الذي يحمل رقم 181.
موقف الجامعة العربية او موقف الدول الاعضاء في الجامعة العربية التي تأسست عام 1945:
كانت الجامعة العربية في بداية تأسيسها تضم سبع دول عربية فقط وهي الدول العربية المستقلة وهي: 1. الجمهورية السورية 2.الجمهورية اللبنانية 3.المملكة الاردنية 4. المملكة العراقية 5.الممكلة المصرية 6.المملكة العربية السعودية 7. اليمن اعلنت هذه الدول بدون استثناء عن رفضها لقرار التقسيم وعدم الاعتراف بالدولة اليهودية المقترحة, ثم انها ستمنع قيام الدولة اليهودية بالقوة ,ومناصرة اخوانها العرب الفلسطينيين. عند اتخاذ قرار التقسيم شهدت بعض العواصم العربيه اجتماعات شعبية احتجاجية ضد ذلك القرار . عندما اعلن دافيد بن غوريون في ليلة 1551948 عن قيام دولة اسرائيل اعلنت الدول السبع العربية المستقلة الحرب على دولة اسرائيل, وهكذا بدأت حرب 1948 ,والتي تعرف عند اليهود بحرب الاستقلال, وعند العرب بالنكبة.
قام الجيش السوري واللبناني بمهاجمة اسرائيل من جهة الشمال, اما الجيش الاردني والعراقي هاجم اسرائيل من جهة الشرق , اما الجيش المصري الجبهة الجنوبية واما السعودية واليمن لم ترسل جيوشهما .انتهت هذه الحرب بانتصار اسرائيل واستطاعت اسرائيل الحفاظ على ما قررته الامم المتحدة, واحتلال اجزاء واسعة من اراضي الدوله الفلسطينية المقترحة ,مثل منطقة الجليل, ومنقطة بئر السبع ,ومنطقة اللد ,والرملة . ولم يبقَ من فلسطين الى الضفة الغربية التي اصبحت تحت حكم المملكة الاردنية الهاشمية وقطاع غزة الذي اصبح تحت حكم جمهورية مصر العربية.
ابعاد حرب 1948 كان من ابعاد هذه الحرب انتصار اسرائيل وتوسعها وعرفت هذه الحرب بحرب الاستقلال بالنسبة لجيش الدفاع الاسرائيلي (צה”ל)ولدولة اسرائيل حيث نجح جيش الدفاع الاسرائيلي في التوسع في جميع الجبهات, وبقي من فلسطين ما يعرف بالضفة الغربية , التي اصبحت تحت الحكم الاردني الهاشمي وقطاع غزة الذي اصبح تحت الحكم المصري وتعرف هذه الحرب
بعامالنكبة بالنسبة لعرب فلسطين وذلك لظهور ما يعرف بقضية اللاجئين,وفقدان قراهم ومدنهم فقد هاجرت مئات الآلاف من مدن وقرى فلسطينية الى منطقة غزة الفلسطينية, ومنطقة الضفة الغربية الفلسطينية, واقيمت هناك مخيمات اللاجئين وهناك من هاجر الى خارج فلسطين الى الدوله العربية المجاورة, وبخاصة الاردن, ولبنان, وحتى العراق, ومصر, وهناك اقيمت مخيمات اللاجئين, وما زال هؤلاء العرب الفلسطينيون ينتظرون تنفيذ قرار حق العودة الى قراهم الذي يسمى بقرار 194.
يعتبر حق العودة من اهم القضايا المختلف عليها حتى يومنا هذا بين دولة اسرائيل والسلطة الفلسطينية, وقد فشلت معظم المفاوضات, بسبب حق العودة ,وبسبب قضية القدس .
باحترام: الاستاذ فؤاد كبها معلم التاريخ في مدرسة عتيد الطيبة الثانوية