الجنس ليس رغبة الجسم وحده، ولكن رغبة الجسم والعقل والنفس، لهذا لا يمكن لنا أن نفسر الجنس بيولوجياً فنقول أنه ضروري للتناسل، أو نفسره فيزيولوجياً فنقول أنه بسبب التغيرات التي تحدث في نسب الهرمونات في الدم. إن الجنس أكبر بكثير من هذه التفسيرات العلمية المحدودة، والتناسل ليس إلا أحد وظائف الجنس المتعددة الشاملة لجميع مكونات الإنسان. التناسل وظيفة الجهاز التناسلي في الإنسان أما الجنس فهو وظيفة أجهزة الإنسان جميعاً جسماً ونفساً وعقلاً. الجنس عمل إنساني يرتبط بكيان الإنسان لا من أجل التناسل وإنما من اجل النمو الروحي في الإنسان. وكما يقول برديسيف: "إن معنى اتحاد الرجل والمرأة ليس بسبب استمرار النوع ولكن بسبب نمو شخصية الإنسان ورغبته الجامحة لبلوغ الكمال والخلود" (السعداوي، 1990، 106 – 107) هناك تشابه كبير في نوعية الاستجابات الجنسية بين الذكر والأنثى بما في ذلك التشابه في ادوار هذه الاستجابات من حيث التتابع والمدة الزمنية والتغيرات الفيزيولوجية والمحتوى الشعوري الذي يصاحبها. وهذا التشابه ليس مستغرباً إذا أخذنا بعين الاعتبار بأن معظم الأعضاء الجنسية في الذكر والأنثى لها مصدر بيولوجي واحد، ثم أن الجنس بالنسبة لكل من الذكور والأنثى هو عملية جسمية عاطفية تشمل الجسم بكامله كما تشمل التفاعل الكامل بين الجسم والعقل للوصول إلى نهاية الاستجابات الجنسية. كما أن المراكز العصبية المركزية العليا والمراكز العصبية المحاطة التي تخدم الاستجابات الجنسية هي واحدة في الجنسين، كما أن الأساس الهرموني الذي يشارك في تنظيم الاستجابات الجنسية متماثل في الجنسين مع فروق نسبية بينهما تلائم طبيعة المرأة وطبيعة الرجل ولإغراض تناسلية أكثر منها جنسية. (كمال، 1994 ج1،122) أطوار الاستجابات الجنسية عند الأنثى وجد أن كلا من الرجل والمرأة يمر بأربع مراحل منذ حدوث الإثارة الجنسية حتى العودة إلى الحالة الأولى قبل حدوث هذه الإثارة. وتتلخص هذه المراحل في الآتي: 1- مرحلة الإثارة 2 - المرحلة المرتفعة 3 - مرحلة الأورجازم 4 - مرحلة الهبوط وقد وجد أن أي نشاط جنسي يمر بهذه المراحل الأربع من أجل أن يحدث ما يسمى الإشباع. وفيما يلي تفصيل هذه المراحل: مرحلة الاستثارة: كان الاعتقاد القديم يقول أن مرحلة الإثارة عند المرأة سلبية. أي أنها تتلقى الإثارة من الرجل، وتنتظر منه أن يكون هو البادئ بالإثارة، لأن الرجل هو الإيجابي، لكن اتضح أن المرأة تصبح إيجابية كالرجل حين تشعر باستقلالها وكيانها. (السعداوي، 1976، 110) والحقيقة أن إحداث طور الإثارة لدى الجنسين يتم من خلال مثيرات فيزيائية ونفسية مختلفة، فإذا ما تناسبت هذه الإثارة مع الحاجة الفردية للشخص فإن الإثارة تزداد بسرعة. ويمكن للإثارة غير الملائمة أو قطع الإثارة أن تقود إما إلى إطالة زمنها أو إلى قطعها كلياً. (رضوان، 2009، 121) وتقود الإثارة الفاعلة والمستمرة إلى طور الاستقرار أو ما يسمى المرحلة المرتفعة وكان العلماء يعتقدون أن المرحلة المرتفعة عند الرجل تصل إلى قمة عالية كقمة الهرم. أما عند المرأة فهذه المرحلة لا تصل أبدا إلى هذه القمة الهرمية وإنما تشبه السفح أو الهضبة التي لا ترتفع إلى قمة حادة أبداً. (السعداوي، 1976، 110) ويتعلق زمن طور الاستقرار بفاعلية الاستثارة من جهة وبرغبة الفرد في تحقيق الذروة من جهة أخرى. فالتهيج غير الكافي ونقص الاستعداد للذروة وقطع الاستثارة يقود إلى إعاقة بلوغ الذروة. وفي هذه الحالة تتناقص الاستثارة بالتدريج ويكون طور التراجع النهائي طويل جداً على غير المعتاد. ويؤدي اشتداد التهيج إلى الذروة وتكون علامتها القذف عند الرجل والتقلص العضلي في محيط الرحم والمهبل عند الأنثى، ويستمر هذه الطور لثوان قليلة، وبعد ذلك يبدأ طور التراجع شريطة أن تتوقف الاستثارة. (رضوان، 2009، 121) وكان يعتقد أن مرحلة الهبوط عند المرأة بطيئة ولا تنتهي بسرعة إنهاء الاورجازم والقذف عند الرجل. وكانوا يدللون على ذلك بأن الرجل ينتهي من العملية الجنسية بسرعة وتتلاشى رغبته في المرأة بانتهاء مرحلة الهبوط السريعة، ولذلك يشعر الرجل برغبة الانفصال بسرعة عن جسد المرأة، وكثير من الرجال يعطون ظهورهم لزوجاتهم لمجرد انتهاء العملية. أما المرأة فإنها تظل راغبة في الجنس لفترة أطول بسبب طول مرحلة الهبوط. (السعداوي، 1976، 110) والحقيقة الفيزيولوجية أنه بعد وصول المرأة إلى قمة اللذة فإن طور الهبوط يحتاج من 10 إلى 15 دقيقة، ولذلك فالمرأة قادرة على الوصول إلى أكثر من لذة واحدة (قمة واحدة) أثناء العملية الجنسية في الوقت الذي يصل فيه الرجل إلى قمة اللذة مرة واحدة أثناء العملية الجنسية، وإن لم تستطع المرأة بلوغ قمة اللذة فإن طور التراجع قد يستغرق ساعات عديدة. (كمال، 1994، 124). مخطط البحث مقدمة الفصل الأول استجابات الأنثى الجنسية أطوار الاستجابات الجنسية عند الأنثى الفصل الثاني الإضطرابات الجنسية عند الأنثى - اضطرابات الرغبة الجنسية اضطرابات نقص الرغبة الجنسية * المحكات التشخيصية لاضطراب نقص الرغبة الجنسية (DSM IV) أسباب اضطراب الرغبة الجنسية علاج اضطراب نقص الرغبة الجنسية اضطراب النفور الجنسي المحكات التشخيصية لاضطراب النفور الجنسي (DSM IV) علاج اضطراب النفور الجنسي - اضطرابات الإثارة الجنسية عند الأنثى الأسباب العلاج - اضطرابات (الايغاف) هزة الجماع - المحكات التشخيصية لاضطراب الإيغاف عند الأنثى (DSM IV) - العلاج - اضطرابات الألم الجنسي اضطراب عسر الجماع المحكات التشخيصية لاضطراب عسر الجماع (DSM IV) العلاج اضطراب تشنج المهبل المحكات التشخيصية لاضطراب تشنج المهبل (DSM IV) العلاج
الإضطرابات الجنسية عند الأنثى- حلقة بحث جامعية صفاء ديوب جامعة دمشق كلية التربية، قسم الإرشاد
2009
لقراءة الدراسة كاملة، الرجاء انقر هنا..
هذا الملف من نوع PDF، تحتاج إلى برنامج "ادوب أكروبات" لقراءته، إن لم يكن متوفرا على كمبيوترك، يمكنك تحميله مجانا من هنا.. حجم الملف: 346 KB
صفاء ديوب، (الإضطرابات الجنسية عند الأنثى) خاص: نساء سورية