عقب أحداث الأقصى ... الدعوة لإقامة مجلس ديني يشمل ممثلين عن جميع الديانات السماوية في برنامج إيمان القاسم سليمان
خصصت الإعلامية إيمان القاسم سليمان حلقة برنامج فنجان قهوة المذاع بصوت إسرائيل للعبرة التي يجب أن يتم اتخاذها في أعقاب أحداث القدس والأقصى الأخيرة والتي شهدت احتقاناً شديداً في أقدس مدن العالم، وتناولت الحلقة موضوع الأماكن الدينية المختلفة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد لأبناء جميع الديانات وواجب الحفاظ عليها واحترامها.
المرشد السياحي ومختص الآثار مخول مخول قدم صورة شاملة عن الأماكن الدينية موضحاً المراحل التاريخية التي مرت بها منطقتنا منذ مئات السنين حتى يومنا هذا مؤكداً أن توالي الطبقات الجيولوجية الواحدة فوق الأخرى لا يعني أن أي ديانة تريد أن تأتي على حساب الديانة الأخرى. المواقع الدينية يجب ألا تكون موضعاً للخلاف، جميع الديانات السماوية تدعو إلى المحبة واحترام الآخر وبأن لا يمس أبناء أي ديانة بالآخرين ولا بأماكنهم المقدسة. والأمر ذاته ليس فقط بالنسبة لمدينة القدس بل للجليل، الناصرة، طبريا، حيفا، بيت لحم، الخليل ونابلس وغيرها.
رئيس بلدية سخنين مازن غنايم قال إن الإنسان أغلى من الأرض التي يقف عليها، وهذا ما يجب أن يفهمه أي شخص يحاول أن يعتدي على شخص آخر. احترامنا يجب أن يكون لجميع الأماكن المقدسة إنحناءً لله سبحانه وتعالى، ومع تداخل الطرح السياسي بالطرح الديني في هذه البلاد بالذات المطلوب أن تتحمل الحكومة المسؤولية وتوفير الحقوق والمساواة للمواطنين العرب. كما أشار إلى الدور الهام الذي تقوم به لجنة المتابعة العربية واللجنة القطرية للسلطات المحلية، ورؤساء السلطات المحلية عرباً ويهوداً يجب أن يقوموا بعمل مشترك إيجابي يعود بالفائدة على جميع سكان هذه البلاد.
فرج خنيفس عضو جاهة الصلح القطرية أضاف في مداخلته بأن الله أرسل أنبياءه لصالح الإنسان والمجتمعات، ويجب على كل واحد منا أن يقبل الآخر كما هو على دينه، بدون الإستيلاء آو الإساءة أو الفرض على الدين الآخر. لا يوجد دين يأمر بإلغاء الدين الآخر أو بالسيطرة والهيمنة.
مدير عام منتدى الوفاق المدني إبراهيم أبو شندة أشار إلى تدهور العلاقات في الآونة الأخيرة وينبع من توجّه المسؤولين الكبار والتصريحات المتطرفة. لذلك شدد على أهمية تغيير النهج والتعامل مع المواطنين على اختلاف قومياتهم ودياناتهم. ودعا إلى إقامة منتدى يضم رجال الدين ومنهم تنبثق الدعوة لحرية العبادة والاحترام بين الديانات. كما دعا إلى أن تدمج وزارة التربية والتعليم موضوع المؤاخاة بين الأديان في مناهج التعليم في المدارس العربية واليهودية.
رئيس الاتحاد الكشفي الإسرائيلي وعضو الوكالة اليهودية موريس زلخا قال أن القدس مدينة ذات أهمية دينية لأبناء جميع الديانات. يوجد مليون ونصف عربي وخمسة ملايين ونصف يهودي في هذه البلاد ولا يمكن لأحد أن ينهي وجود الآخر لذلك يجب إيجاد المعادلة للحياة المشتركة. كما طالب زلخا بتعليم اللغة العربية في جميع المدارس اليهودية كلغة إلزامية لخلق تواصل بين الشعبين في هذه البلاد. كما دعا إلى لقاء بين حاخامات يهود وبين شيوخ مسلمين لإيجاد صيغة مشتركة وحل المشاكل المتعلقة بالأحداث الأخيرة.
سيادة المطران بطرس معلم أشار إلى أهمية التعقّل لإنهاء حالة العنف التي تمر بها المنطقة. لا يمكن أن يكون سلام بدون عدالة، وعلينا مسؤولية بأن يخرج السلام من هنا إلى جميع أنحاء العالم، وواجب القيادات الدينية هي التوعية، كما أن عمل السلام هو عمل مشترك يجب أن نسعى إليه جميعاً، ولكن المسؤولية الكبرى على القيادات الروحية والسياسية، وضرورة تشكيل مجلس ديني يشمل رجال الدين من أعلى المستويات من مختلف الديانات تعترف به الدولة كمرجعية تحتكم إليها في الأمور الصعبة.
الإعلامية شوقية عروق منصور دعت إلى البقاء على الأماكن المقدسة وعدم المس بها أو الإعتداء عليها، وناشدت البلديات والمجالس إلى المساهمة في الحفاظ على المقدسات والجمعيات بأن تعمل وفقاً للميزانيات التي تمتلكها، تعليم الدين في المدارس بشكل ينشيء جيلاً صالحاً بعيداً عن المظاهر الاجتماعية السلبية التي يشهدها مجتمعنا. كما أشادت بالدور الذي تلعبه حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكان في الحفاظ على المقدسات على مدى ثمانمائة عام.
المحامي أحمد بلحة شرح القانون المتعلق بالأماكن المقدسة في البلاد، حيث يتم تقسيم التعريف إلى أماكن العبادة وهي لجميع الديانات السماوية أما تعريف الأماكن المقدسة فالتعريف يتطرق للأماكن اليهودية فقط ، ولذلك لا بد من سن قوانين تمنح الحماية للأماكن المقدسة ورجال الدين من جميع الديانات وهذا لا بد أن يتم في المسار البرلماني أي في الكنيست.
القانون يمنع المس بالأماكن المقدسة والإعتداء عليها يعتبر مخالفة قانونية، والأمر يعتمد على السلطة التنفيذية، وعلى السلطات أن تمنع أي استفزاز لأبناء أي دين أو الإعتداء على المقدسات.
الصحفي زيدان خلايلة انتقد الدور الذي لعبته وسائل الإعلام العبرية في تغطيتها للأحداث الأخيرة، ومن هنا يجب التعبير عن الرأي في وسائل الإعلام تلك لتمرير وجهة النظر العربية رغم صعوبة النشر فيها. كما أشار إلى الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام في صياغة الرأي العام ودعا إلى وضع ميثاق يدعو للحفاظ على الأماكن المقدسة والإلتزام بعدم التطرف وعدم إعطاء مساحة للمتطرفين تتم دعوة جميع الصحفيين للإنضمام والتوقيع عليه.
مشاركات المستمعين نادت إلى إقامة مجلس ديني يشمل ممثلين عن مختلف الديانات وبأعلى المستويات من حاخامات وشيوخ وبطاركة لتناول موضوع الأماكن الدينية من مساجد وكنائس وكنس وخلوات يضمن حرية العبادة للجميع وعدم المس بأي مكان ديني، على أن يكون هذا المجلس رسمياً ومعترفاً به وذا صلاحيات.
وأجملت إيمان القاسم البرنامج بضرورة اتخاذ العبرة من الأحداث التي شهدتها مدينة القدس للنظر إلى الأمام ومحاولة إيجاد معادلة ترضي جميع الأطراف وتضمن حرمة المقدسات وحرية العبادة لأبناء مختلف الديانات مع التركيز على الدور الكبير الذي يجب أن يلعبه رجال الدين بالجلوس معاً والتحاور والنقاش ووضع الخطوط العريضة لإلتزامات متبادلة تنعكس على الشعب بالاحترام المتبادل.. فالدين لله والوطن للجميع.