بعد طول انتظار ... وكالة أممية جديدة للمرأة

في 14 أيلول/سبتمبر 2009، صادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار إنشاء وكالة جديدة للمرأة والمساواة بين الجنسين. وجاء هذا القرار بعد دراسة استمرت ثلاث سنوات، بعد مضي عقود طويلة على إنشاء الأمم المتحدة لوكالات متخصصة للطفل، واللاجئين، والسكان، والبيئة، والتعليم، والصحة، والغذاء.. الخ. يذكر أن هناك أربع هيئات في الأمم المتحدة تعنى بقضايا المرأة وهي: صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم)، ومكتب المستشارة الخاصة لقضايا الجنسين، وشعبة الأمم المتحدة للنهوض بالمرأة، والمعهد الدولي للبحث والتدريب من أجل النهوض بالمرأة. ولم يكن أي من هذه الهيئات قويا سياسيا أو مستقرا ماليا كباقي وكالات الأمم المتحدة. ومع اتخاذ القرار الجديد، طلبت الجمعية العامة من الأمين العام السيد بان كي مون وضع اقتراح شامل يحدد تفاصيل الوكالة الجديدة وكذلك التمويل اللازم لها، وتشكيل المجلس التنفيذي للإشراف على أنشطتها التنفيذية. ويعتبر إنشاء هذه المنظمة (لم تمنح اسما بعد) انتصارا كبيرا لحقوق المرأة، نتج عن تحالف المنظمة الأممية ومنظمات المجتمع المدني التي عملت بجد لأكثر من ثلاث سنوات لإنشاء هذه الوكالة. وقد أكد السيد بان كي مون على أن هناك حاجة ملحة لضمان عدم فقدان الزخم وللحصول على الدعم السياسي الذي تستحقه قضية المرأة.
وقد جاء في بيان أصدر ائتلاف منظمات المجتمع المدني الذي يضم ثلاثمئة منها إثر صدور القرار: "نحن نحث الأمين العام بان كي مون على البدء فورا في عملية التوظيف لتعيين قائد قوي على الأرض في مجال حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين بوصفه وكيل الأمين العام الذي سيقود هذه العملية لتوطيد المنظمات الأربعة الموجودة حاليا". وتعهدت الدول المانحة بدفع مبالغ كبيرة (حوالي مليار دولار) لدعم الوكالة الناشئة، وأكدت أن على هذه المنظمة أن تنجح في تحقيق الوعود التي قطعتها الحكومات والأمم المتحدة لنساء العالم منذ 1975، السنة الدولية للمرأة أي منذ اعتماد اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، وهي الوعود التي تبنتها المؤتمرات العالمية للأمم المتحدة في نيروبي (1985) وبكين (1995).