ربطت الإعلامية والإذاعية سمر فطاني بين تدني مستوى الدخل وازدياد معدل العنف الأسري ضد الأطفال، مشيرة إلى أن 29% من العائلات التي تشهد مثل هذه الظاهرة يقل فيها الدخل عن 3000 ريال. جاء ذلك في المحاضرة التي نظمتها نسائية النادي الأدبي الثقافي بجدة مساء أمس الأول (الأربعاء) بمناسبة احتفال منظمة الأمم المتحدة للطفولة باليوم العالمي للأطفال الأبرياء والذي يصادف يوم الرابع من يونيو من كل عام، حيث جاءت محاضرة فطاني تحت عنوان “اليوم العالمي للأطفال الأبرياء.. ضحايا العنف” استعرضت في ثناياها المواثيق الدولية الخاصة بالطفولة والتي وقعت عليها المملكة مثل مصادقة المملكة على حقوق الطفل في الإسلام الصادر عن منظمة المؤتمر الإسلامي 2005 في المؤتمر الذي ترأسه خادم الحرمين الشريفين والتي تضمن الحقوق المتساوية في التعليم والحياة، مؤكدة أن هذه المعاهدة تدل على اهتمام المملكة في تنمية واقع الأطفال، كما صادقت المملكة على اتقافية 1989 في الأمم المتحدة لحماية الطفل من كافة أشكال العنف أو الضرر وتساؤلات أين نحن الآن من كل هذه العهود. منوهة إلى أن عدد الشباب ومن هم أقل من 15 عاماً يمثلون 62% من نسبة الشباب في المجتمع، مشيرة إلى أن أبرز التحديات التي تواجه واقع الأطفال الآن هو إيجاد التعليم لضمان مستقبل الأفضل للأطفال، والآثار السيئة للتحولات الاقتصادية، وتراجع دور الأسرة، وضعف مشاعر الانتماء، واستمرار وجود أنماط سلبية مع التقاليد الموجودة كما تطرقت إلى 12 بنداً من بنود العهد الدولي لاتفاقية حماية الطفولة مثل بند الهوية، وتماسك الأسرة، والحريات، والمستوى المعيشي، ومسؤولية الوالدين، والحماية من الممارسات الضارة، وكذلك تطرقت إلى حقوق الأطفال اللاجئين. مختتمة بالتشديد على أهمية إدراك هذه النصوص وهذه الاتفاقيات والعمل على تنفيذها ونشر الوعي في المجتمع الذي يفتقر لأي دراية بحقوق الطفل. مداخلات وردود وقد شهدت المحاضرة العديد من المداخلات، حيث أشار الإعلامي سعود الكاتب إلى افتقار المملكة للأرقام والإحصاءات الدقيقة برغم احتضانها لعشرات من المؤتمرات والأنشطة الخاصة بالطفولة، فيما ألفتت سهام القحطاني عضو النادي الأدبي الانتباه إلى أن المثقفين يستعلون على الأطفال ولا يحترمون الطفولة، وأن هناك لا مبالاة وعدم اكتراث من النخبة تجاه الأطفال، موضحة أن النادي الأدبي في مكة قد أقام نشاطًا لأدب الطفل وكان الحضور فيه شبه خالٍ مما يظهر أن المثقف يتشدق ويتهرب من مسؤولياته تجاه الطفل. وفي مداخلته أبان الدكتور حسن النعمي أن هناك عنفًا فرديًا وعنفًا مؤسساتيًا، مؤكدًا أن المؤسساتي أكثر تعقيدا من الفردي، ضاربًا لذلك مثلاً بعدم استخراج الأب هوية لابنه وضمه في أوراقه واستخراج وثائق له، والجاهل الذي لا يمنح حق التعلم يمثل عبئا اقتصاديا، وعدم تشريع سن للزواج عنف آخر وخطير. كما تداخلت أيضًا الدكتورة سعاد الجابر من لجنة حماية الأسرة في جامعة الملك عبدالعزيز.
جريدة المدينة