بركة: لأزقة عكا هوية ولغة وتاريخ ورواية وكل محاولات الاقتلاع والتزوير لا يمكنها تغيير الحقيقة-أحمد عودة: الشعلة رمز لنضال متوهج ومستمر ضد الغبن والاحتلال والعنصرية.
بادرت جبهة عكا الديمقراطية مساء أمس السبت إلى مسيرة مشاعل رمزية، بمناسبة الذكرى الـ 61 للنكبة، طافت أزقة عكا العتيقة، تظللها الرايات الحمراء والسوداء والفلسطينية، بمشاركة جمهور من كوادر الجبهة الديمقراطية، وتقدم المسيرة النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وعضو بلدية عكا الجبهوي أحمد عودة، وعدد من قادة فرع الجبهة.
وطافت المسيرة عدد كبير من أزقة عكا بمسيرة صامتة، ويتقدمها شعار وهو "نعم للبقاء والصمود والتطور".
ومع وصول المسيرة إلى إحدى الساحات الداخلية للبلدة القديمة، ألقى عضو بلدية عكا أحمد عودة كلمة قال فيها، إن هذه المشاعل التي أضاءت مسيرتنا اليوم هي رمز لنضال متوهج لم يهدأ منذ أن وقعت النكبة، ولا يمكنه أن يهدأ لطالما بقي الاحتلال وسياسة التمييز العنصري.
وأضاف عودة قائلا، إن السلطات الإسرائيلية اقتلعت أكثر من 90% من أهالي عكا الأصليين، الذين غالبيتهم لجأوا إلى دول مجاورة، وتمت مصادرة بيوتهم التي تحولت إلى عقارات تحت وصاية ما يسمى بـ "حارس أملاك الغائبين"، ودائرة أراضي إسرائيل، وهذه العقارات يتم تسريبها لليهود، أو يجري تدميرها، عدا عن محاولات اقتلاع أهالي عكا الباقين في بيوتهم حتى يومنا هذا، وهم باقون فيها يدفعون عن بقائهم وصمودهم في مدينتهم التاريخية.
وكانت الكلمة للنائب محمد بركة، الذي قال إن هذه الأزقة وحجارة هذه البيوت لها ملامح تؤكد هويتها، ولكن لهذه الحجارة أيضا لغة وتاريخ وحكاية، وهناك من يحاول أن يزور التاريخ والرواية، ليكتبها من جديد، ولكن هذه المشاعل التي أضاءت مسيرتنا اليوم، تؤكد حقيقة هذه الرواية.
وتابع بركة قائلا، منذ العام 1948 وهم يحاولون كتابة تاريخ بلغتهم هم، وفق راويتهم هم، ولكن الحقيقة لا يمكن أن يتم تزويرها لا بالكتابة ولا بسن القوانين، فآخر ما سمعناه أن أحد أعضاء الكنيست من حزب "يسرائيل بيتينو" العنصري، يسعى لسن قانون يفرض عقوبة السجن حتى ثلاث سنوات على كل ما يحيي ذكرى النكبة.
وقال بركة، إن هذا القانون يلائم جدا كتاب القوانين الإسرائيلي والعقلية التي تحكم سياسة التمييز العنصري، وقد يجد له أغلبية، ولكنه بطبيعة الحال لا يلائمنا ولن يلائمنا، لذلك فإن سنوا القانون أم لم يسنوه، فما علينا أن نفعله من واجب وطني تجاه أجيالنا سنستمر بفعله، ففي الماضي سنوا قانونا يمنع الالتقاء مع منظمة التحرير الفلسطينية، وقد رفضنا القانون وأجرينا هذه اللقاءات في كل لحظة قررنا أن تكون، غير آبهين بمثل هذه القوانين.
واختتم بركة كلمته قائلا، مهما تفننوا بعنصريتهم وجرائمهم فرسالتنا واضحة وقلناها لهم على مر السنين وهي رسالة الأجيال: "هنا على صدوركم باقون".