من ميرل ديفيد كيليرهالس، المحرر في موقع أميركا دوت غوف
واشنطن – قالت مسؤولة تجارية أميركية رفيعة المستوى إن الهدف الرئيسي من العلاقات التجارية الأميركية مع منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هو إرساء قاعدة لتوسيع النمو الاقتصادي الأفريقي.
وقالت مساعدة الممثل التجاري الأميركي فلوريزيل لايزر في شهادة أدلت بها في جلسة استماع في الكونغرس يوم 24 حزيران/يونيو "إن حصة دول أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى الحالية من التجارة العالمية أقل من 2 في المئة، منخفضة عن المستوى الذي كانت عليه عام 1980، حيث بلغت حينها 6 في المئة.
وأضافت "أنه إذا كان للدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى أن تزيد حصتها بواقع نقطة واحدة، إلى 3 في المئة، فإن من شأن ذلك أن يدر على هذه الدول إيرادات إضافية من التصدير تبلغ قيمتها 70 بليون دولار سنويا. وهذا يمثل ثلاثة أضعاف حجم المساعدات السنوية الحالية لأفريقيا من جميع الجهات المانحة. وهذا أمر يعكس أهمية التجارة بوصفها قاعدة بالغة الأهمية للنمو الاقتصادي في أفريقيا."
وأوضحت لايزر أن الصادرات من القارة تتركز على السلع الأساسية مثل النفط والمعادن والكاكاو والبن، مضيفة أنه "لا يوجد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى سوى القليل من محركات التصنيع التي ساعدت على إذكاء النمو الاقتصادي وتقليص الفقر في مناطق أخرى من العالم."
وقالت لايزر إن الزراعة التي تعتبر نقطة قوة أفريقيا، لم تكن عاملا ايجابيا يساهم في تجارة التصدير، حيث تحولت المنطقة في عام 2005 من مصدِّر وحسب إلى مستورد وحسب للمنتجات الزراعية.
وتابعت تقول: "إننا نعتقد أن تنويع الصادرات والمعالجة الإضافية للمنتجات الزراعية وتحويلها إلى صادرات ذات قيمة عالية يمكن أن تساعد على تحسين الأمن الغذائي في المنطقة من خلال معالجة قضايا توفر واستقرار الإمدادات الغذائية."
وقالت إن قانون الفرص والنمو في أفريقيا المعروف اختصارا بقانون أغوا، وهو قانون تجاري أميركي تم التوقيع عليه ليصبح قانونا في عام 2000 في عهد حكومة الرئيس بيل كلينتون، هو عبارة عن أداة تتيح زيادة حجم وتنوع التبادل التجاري بين الولايات المتحدة ودول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. ويرى خبراء الاقتصاد أن تحقيق توازن حاسم بين حجم التبادل التجاري وتنوع الصادرات يعتبر أمرا ضروريا للتنمية الاقتصادية والنمو الإقليمي على المدى البعيد.
وأكدت لايزر "أن قانون أغوا يشجع التعاون الاقتصادي والتجارة البينية بين الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى من خلال تعزيز التجارة الإقليمية بين البلدان المستفيدة من قانون إتاحة الفرص والنمو في أفريقيا." وأضافت أن قيمة التبادلات التجارية ذات الاتجاهين بين الولايات المتحدة وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بلغت 104.6 بليون دولار في 2008، التي تشمل الصادرات والواردات، وهذا يمثل أكثر من ثلاثة أضعاف قيمة التبادلات في عام 2001، وهو أول عام كامل يجري فيه العمل بقانون أغوا.
بيد أن لايزر أبلغت المشرعين في جلسة الاستماع أن الولايات المتحدة تدرك أن التبادل التجاري بينها وبين أفريقيا قد تدنى بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة. وقالت إن العديد من الدول الأفريقية تستغل الفرص التجارية المتحررة التي يتيحها قانون أغوا، ولكن العديد غيرها من الدول الأفريقية تواجه تحديات كبيرة في جهودها الرامية إلى زيادة حجم التبادل التجاري.
وأردفت تقول "إننا نواصل جهودنا من أجل زيادة عدد البلدان المؤهلة للاستفادة من برنامج قانون إتاحة الفرص والنمو في أفريقيا، ونحاول أيضاً معالجة القيود الكثيرة الجانبية المتصلة بالإمداد التي يواجهها الأفارقة ومساعدتهم على زيادة تشكيلة وجودة المنتجات التي يتم المتاجرة بها وتحسين القدرة التنافسية الشاملة في أفريقيا.
نبذة عن التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والبلدان الأفريقية
ارتفع إجمالي التبادل الجاري الكلي بين الولايات المتحدة والبلدان الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، والذي يضم كلا من الصادرات والواردات، بنسبة 28 في المئة عام 2008، عما كان عليه في العام الذي سبقه، حيث ارتفع حجم الصادرات و الواردات على حد سواء، طبقا لما جاء في تقرير أصدرته دائرة التجارة الدولية في وزارة التجارة الأميركية حول التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية. فقد بلغ إجمالي قيمة الصادرات الأميركية 18.6 بليون دولار، مقارنة بمبلغ 14.4 بليون دولار في عام 2007، وبلغ إجمالي الواردات العام الماضي 86.1 بليون دولار، مقارنة بـ 67.4 بليون دولار في عام 2007، بحسب ما جاء في تقرير دائرة التجارة الدولية الأميركية.
وقد دفع الزيادة في حجم الصادرات الطلب على الآلات والسيارات وقطع الغيار، والقمح والنفط غير الخام والطائرات والأجهزة الكهربائية التي تتضمن معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية. وذكر التقرير أن النفط الخام وناقلات الركاب تصدرت قائمة الواردات الأميركية من المنتجات الأفريقية.
وقال التقرير إن أكبر خمس وجهات أفريقية للمنتجات الأميركية هي جنوب أفريقيا ونيجيريا وأنغولا وبنين وغانا. وأضاف أن الواردات الأميركية من البلدان المنتجة للنفط نمت في كل حالة من نيجيريا وأنغولا وجمهورية الكونغو وغينيا الاستوائية وتشاد والغابون.
وسينعقد منتدى أغوا السنوي الثامن خلال الفترة الممتدة من 4 إلى 6 آب/ أغسطس في العاصمة الكينية نيروبي مركز كينياتا للمؤتمرات الدولية.
والسؤال الذي يتعين طرحه الآن هو: ماذا على الرئيس أوباما أن يتخذ من تدابير بشأن قضايا الشؤون الخارجية؟ يمكن كتابة تعليقاتكم على المدونة الخاصة بذلك على موقع أميركا دوت غوف