بريطانيا تجلي عائلات دبلوماسييها من طهران
رفض الاتحاد الأوروبي اتهامات طهران للدول الأعضاء فيه بالتدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية، وقال إنها "لا أساس لها من الصحة"، في حين قررت بريطانيا سحب أسر موظفيها الدبلوماسيين في طهران.
وأكد بيان مشترك للدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي أنها تعتبر الاتهامات التي وجهها لها مسؤولون إيرانيون، والمتعلقة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في 12 يونيو/حزيران الجاري، "اتهامات غير مقبولة".
وأضاف البيان الذي أعدته الرئاسة التشيكية للاتحاد أن الدول الـ27 الأعضاء فيه تتعامل بـ"احترام كامل لسيادة إيران".
وأعرب بيان الاتحاد عن "قلقه العميق لاستمرار العنف الوحشي ضد المتظاهرين" على إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد في هذه الانتخابات، ودعا السلطات الإيرانية إلى "الكف عن أعمال الاعتقال التعسفي والجماعي"، كما أدان "القيود" التي قال إن السلطات الإيرانية تفرضها على وسائل الإعلام.
استدعاء الدبلوماسيين من جهة أخرى استدعت وزارة الخارجية التشيكية الاثنين رئيس البعثة الدبلوماسية الإيرانية في براغ، وعبرت عن "رفضها القاطع" للاتهامات الإيرانية للاتحاد.
وطلبت الجمهورية التشيكية –التي تتولى رئاسة الاتحاد في دورته الحالية- من الدول الأعضاء استدعاء كبار الدبلوماسيين الإيرانيين وإعلان احتجاجهم على الاتهامات الإيرانية.
وقال البيان إن "من حق الاتحاد الأوروبي أن يعبر عن شكه في ما إذا كانت المعايير الموضوعية من الشفافية والعملية الانتخابية الديمقراطية تم اتباعها في أي دولة".
وفي السياق نفسه أعلنت وزارة الخارجية البريطانية الاثنين أنها ستسحب أسر موظفيها العاملين في سفارتها بإيران نتيجة لأعمال العنف التي تشهدها البلاد في أعقاب الانتخابات الرئاسية.
وقال متحدث باسم الوزارة إن "أعمال العنف الجارية لها أثر كبير" على أسر الدبلوماسيين البريطانيين الذين لم يعودوا قادرين على المضي في حياتهم بشكل طبيعي"، مشيرا إلى أنه نتيجة لذلك ستسحب الوزارة كل من يعولهم موظفو السفارة "إلى حين تحسن الوضع".
وأضاف المتحدث "لا نعتقد أن من الضروري خفض عدد العاملين في هذا الوقت، لكننا نراقب الوضع بأقصى درجات اليقظة".
كما نصحت كل من بريطانيا وكذلك إيطاليا رعاياها بعدم السفر إلى إيران "إلا للضرورة القصوى".
قيود الإعلام كما دعا رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الاثنين إيران إلى رفع القيود عن الإعلام والإفراج عن المعتقلين الذين ألقي القبض عليهم في الاحتجاجات التي تلت الانتخابات. وقال هاربر إن على السلطات الإيرانية أن "تكف عن استعمال العنف ضد المتظاهرين".
ومن جهتها أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن أوضاع الصحافة في إيران "تتفاقم مع فرض السلطات إجراءات صارمة على وسائل الإعلام الأجنبية العاملة في البلاد".
وقال الأمين العام للمنظمة جان فرانسوا جوليارد إن ما لا يقل عن 34 صحفيا إيرانيا قد اعتقلوا، مضيفا أن بعض المراسلين الأجانب طُلب منهم مغادرة البلاد وفُرض على البعض الآخر حظر نقل أنباء المظاهرات في الشوارع.
وفي واشنطن صرح وكيل وزارة الخارجية الأميركية جيم ستاينبرغ الاثنين بأن الولايات المتحدة تشعر بالقلق بخصوص "العنف في إيران" وتريد أن تتم تسوية النزاع بشأن نتائج الانتخابات الرئاسية "من خلال عملية تتسم بالنزاهة".
وقال ستاينبرغ للصحفيين "نحن نعتقد أنه من المهم أن تسمع كل الأصوات وينبغي أن تكون العملية نزيهة وينبغي السماح للناس بالتعبير عن رأيهم".
دعم لنجاد وفي موقف مخالف لما ذهبت إليه الدول الغربية، أعلنت الخارجية الروسية دعم موسكو للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وقالت في بيان لها "إن النظام الدستوري داخل البلاد ينبغي أن يحفظ في جميع الأحوال" بعد أن صعدت المعارضة من احتجاجاتها.
وأضاف البيان أن روسيا "تحترم إرادة الشعب الإيراني"، وأن "التدخل الأجنبي في الشأن الإيراني أمر مرفوض"، معتبرا ما يقع في إيران "شأنا داخليا".
ومن جهته أعرب الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز تأييده لنجاد، وحث المجتمع الدولي –في برنامجه التليفزيوني الأسبوعي أهلا بالرئيس-على "احترام إيران".
واتهم شافيز قوى لم يسمها بالسعي لزعزعة أركان الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقال إن فوز نجاد في الانتخابات "كان مُستحقا".
المصدر: الجزيرة + وكالات