عناية جابر الأربعاء 29/4/2009 في تذكير بالفنان الراحل زكي ناصيف، أنه من مواليد 1916، بلدته مشغرة في القطاع الغربي، بدأ دراسته الموسيقية في بيروت منذ كان في الثامنة من عمره وتعلم العزف على العود، كما التحق طالبا في المعهد الموسيقي في الجامعة الأميركية وأفاد من الموسيقى الأوروبية مدعّما بعلوم العزف على البيانو، حافظا قواعد الصرف والنحو الموسيقي، مهذبا صوته بعلوم السولفيج (تمارين الصوت). زكي ناصيف الذي أزيح الستار عن نصبه أمس الاثنين، كان واحدا من الخمسة الكبار المؤثرين في الموسيقى اللبنانية: (الأخوين رحباني) (توفيق الباشا) (توفيق سكر). اهتمام ناصيف انصب على العمل في أساس البنية التحتية لموسيقانا، حين استنبش الفولكلور اللبناني، وأضاء فيه أحلاه وأكثره رسوخا في الذاكرة ليعود ويقدمه بصيغة حديثة، سواء بالتوزيع او في كتابة أغان جديدة مستلهمة من روح الوقت القديم ومن الموسيقى الفولكلورية التي صاحبته. ناصيف الى ذلك، تميز بصوت عذب وسلس. سرّ صوته العذوبة، وليست الخصائص الأكاديمية التي تصنع صوتا عظيما. مهرجانات بعلبك في انطلاقتها شهدت له أياديه البيضاء (1955) في مجال صناعة أغنيات الدبكة، وكان تعاونه مع الرحابنة لافتا في انكبابهم جميعا على جمع الموروث الفولكلوري معيدين له رونقه عبر أهازيج وأغنيات على وزنه. ناصيف في تحويره الـ «دلعونا» الى «طلو حبابنا» وضع بصمته الخاصة ليس بعيدا عن الفولكلور وليس موروثا في آن، ظهرتها فرقة «الأنوار» التي وقعت بدعساتها الساحرة كل الخيال الذي حلم بتقديمه ناصيف. لحن ناصيف للكثيرين: فيروز، صباح، وديع الصافي، سميرة توفيق، نصري شمس الدين، ماجدة الرومي، سلوى القطريب، ماري سليمان. من أجمل وأبدع ما غنت فيروز من كلمات وألحان ناصيف أغنية (أهواك بلا أمل) أما أغنيته المؤثرة بصوته، من كلماته وتلحينه فهي: «يا عاشقة الورد». ظل زكي ناصيف هاويا للغناء والموسيقى، رغم اشتغاله عليهما، ما أكسبه رهافة زائدة، تحسب في العادة للهواة، إذ يبقون على شغفهم الذي يظهر جليا في أعمالهم. انصرف للعمل الفني متأخرا (1953)، لانشغالات عائلية استوجبت التفاته وجهده بعد وفاة والده. عمل في إذاعة الشرق الأدنى منذ انطلاقتها حيث نشاط الرحابنة وفيروز كان طاغيا حينها بالاضافة إلى صبري الشريف الذي كان مشرفا على القسم الموسيقي الذي حثّ ناصيف على وضع أغنيات للكورس كانت تُسمع في الفترات الصباحية على معظم الإذاعات العربية. ([) على هامش تكريم زكي ناصيف أول أمس في جامعة سيدة اللويزة - ذوق مصبح، والاحتفال، فيها، برفع الستارة عن النصب التذكاري له.
عن "السفير"