اقرأوهما في هذه الأيام العصيبة المُريبة، وقولوا لي رأيكم من فضلكم، فقد أصبح المشهد العربي سرياليًا إسراأمريكيًا بامتياز. ..........................................................................
رأسي ... رأسي!
أراد ملك أن يرسل مساعِــده إلى خصم ليفاوضه في شأن من شؤون المملكة. قال المساعد: ولكن يا سيدي هذا الرجل قيل لنا إنه عدو لا يرحم، وربما قطع رأسي أنا.....ولا يحجم. - لا عليك! فنحن لدينا أكثر من رهينة من التابعين له، فسنقطع خمسة رؤوس بدلاً من رأسك، وستظل ذكراك خالدة عطرة، وستتركز الإذاعات على أفضالك وأعمالك، وسنقيم لـك حفلة تأبينية أشارك فيها أنا بنفسي. - ولكن يا سيدي، هل تظن أن أحد الرؤوس البديلة سيركب فوق رقبتي. - سنحاول ذلك بكل إخلاص. كن مطمئنًا! فأحد الرؤوس لا بد إلا أن يطابق رأسك. تعليق- يقول شاعر أحببته: " فتحسس رأسك"!
هل نجا الذين صلَّوا؟
كان الواعظ ينص وقد انتفخت أوداجه، والمستمعون يهزون رؤوسهم وهم يحركون شفاههم: " وهكذا سلط الله عليهم تسونامي لتبيدهم عن بكرة أبيهم، ولتقوّض ديارهم جزاء بما ظلموا، فحق عقاب! تصوروا! هدمت البنيات كلها.... وبقيت المساجد شامخة تسبح الله عز وجل، أفليس في ذلك عبرة لمن اعتبر؟؟؟!!! " استغرق السامعون في التسبيح والتهليل ..... وإذا بطفل يسأل: هل نجا الذين صلوا يا سيدي الشيخ، وعادوا إلى أطفالهم ليحتضنوهم؟
*من مجموعة (مرايا وحكايا) – قصص قصيرة جدًا، دار أسية، دالية الكرمل- 2006، ص 38، ص 42