سمير شطارة - أوسلو كشفت دراسة علمية نرويجية أن المركب الدهني المستخلص من بيض سمك السلمون يعمل على شد الجلد ويُكسب الوجه واليدين نضارة ويعيد للجلد عافيته وشبابه لفترات طويلة.
وتوصل العلماء لهذه النتيجة بعد دراسة استغرقت عشر سنوات، وذلك عندما لاحظوا في الثمانينيات من القرن الماضي تميز أيادي العاملين في مزرعة تفقيس سمك السلمون بالنضارة والحيوية رغم ظروف عملهم الشاقة.
ويُرجع البروفيسور برنت والثر المشرف الرئيسي على الدراسة الفضل في هذا الاكتشاف إلى عاملة في مزرعة سمك السلمون بمنطقة هردنغر النرويجية كانت تقضي ساعات طويلة في التقاط بيض سمك السلمون الفاسد لتفصله عن السليم.
ولاحظ القائمون على الدراسة أن العاملة لم تكن ترتدي قفازات أثناء عملها الشاق نظراً لحجم البيض المتناهي في الصغر حيث كانت تلتقط البيض من مياه مالحة وباردة في آن واحد، وكان من الطبيعي أن تخلق ظروف العمل هذه وتعدد أنواع المياه أمراضا جلدية، أو تتسبب في تشققات باليد، لكن اختصاصيي أمراض الجلد الذين يقومون بمتابعة العاملين في تلك الظروف وجدوا أن النتيجة مع تلك المرأة عكسية، حيث ظهر أن جلد المرأة العاملة أكثر نضارة وحيوية ونعومة.
وقد دفعت هذه الظاهرة بالبروفيسور والثر مدير مؤسسة بيولوجيا الجزيئيات بمدينة بارغن ثاني أكبر مدن النرويج بعد العاصمة أوسلو أن يأخذ عينة من بيض سمك السلمون لإجراء دراسة يمكن من خلالها تحديد العلاقة بين سلامة بشرة الإنسان، وبيض السمك الذي يحتوي على إنزيم معين.
وأوضح والثر للجزيرة نت أن الدراسة ركزت كذلك على البروتينات وبقية "الجزيئيات" الموجودة على قشرة بيض سمك السلمون وهو الذي قاده لاختراع المرهم الدهني "المعجون" المستخلص من بيض سمك السلمون، ويحتوى إنزيم بيض السمك على مواصفات وخواص كثيرة تسبب نعومة البشرة نتيجة لاحتكاكها بالجلد.
ووضع والثر تصوره لطريقة عمل الإنزيم الذي يسميه بـ"زونة" الناتج عن بيض سمك السلمون، ويقول إنه في حال إصابة الجلد بخدش أو جرح سطحي يقوم الإنزيم زونة بإرسال إشارة كيميائية إلى الجلد الذي يجدد نفسه بنفسه، ودور الإنزيم زونة يبدأ أثناء عملية التغيير للجلد ليصبغ عليه رونقاً وجاذبية للبشرة دون أن يترك أي آثار سلبية على الجسم.
وأكد البروفيسور أن الغاية من تصنيعه هذا المرهم ليست بقصد كسب الربح المالي، مشيرا إلى أنه سيتبرع بكافة أرباح وعائدات بيعه وتسويقه لدعم مشاريع وتجارب علمية تخدم البشرية.
الجدير بالذكر أن البروفيسور برنت والثر ذاع صيته وعرف كباحث علمي نال ثقة جهات دولية بعدما قدم نظريته الجديدة عن الازدياد والتكاثر التي عرضت على عدة جامعات عالمية، كما حاز جائزة علم البحار من جامعة بارغن على أبحاثه المميزة في هذا الجانب.
مراسل الجزيرة نت
المصدر: الجزيرة