تُكوّن مساحة العالم العربي عُشرَ مساحة اليابسة في العالم. بالنسبة للثروة النباتية، الفلورات، تتبوّأ المملكة المغربية مكان الصدارة، ٤٣٩٠ نوعا تقريبا وتأتي البحرين في المؤخرة بواقع ٢٤٨ نوعا؛ أما فلسطين ففيها ٢٣٩٠ نوعا. ’’الفيجن‘‘ أو ’’الفيجم، الفَيْجل، الحزاء، الخُفْت، السَذاب/الشذاب‘‘ وبالعبرية פֵּיגָם (في المشناة والتلمود وردت هذه الأسماء للفيجن: פיגם, פיג’’ן, זדאבה, אל סד’’ב, פיזל, רודא, רודע, רוטא, רוטה)، لفظة متحدّرة من اليونانية peganon، اسمه العلمي Ruta Chalepensis/Graveolens، ومعنى ruta التسريح والعتق وتطلق عليها بالإنجليزية : , herb of grace, fringed rue, Aleppo rue, Egyptian rue, rue. اعتقد الإغريق بمفعول الفيجن في مداواة المرء من المرض البيولوجي ومن الوسواس. وفي اليونانية تعني كلمة rhit الحزن والحسرة و pegos تعني ’’قوي‘‘، لما نُسب لهذه النبتة من قوّة ومفعول. ּּأبُقراط، أبو الطبّ (ت. ٣٦٥ ق.م.) نصح باستعمال الفيجن لمعالجة تسمّم المعدة في حين أن الطبيب ديسكوريدس (ت. ٩٠م.) ادّعى أن الفيجن نافع في علاج أمراض العين، التهاب الرئة ولسعة الأفعى. تستعمل هذه النبتة في العديد من الدول مثل شمال إفريقيا وبعض الدول العربية والحبشة والهند والمكسيك، وتعتبر النبتة الوطنية في ليتوانيا وهي رمز العذرية؛ تضع العروس الليتوانية تاجا من هذه النبتة ثم يحرق بعيد الزفاف. هذه نبتة عشبية طبية معمّرة دائمة الخضرة تتكاثر بالبذور، وموطنها الأصلي، على ما يبدو، هو تركيا واليونان. الاسم ’’السذاب‘‘ معرّب من الهندية، وقد ذكره كل من يوسف الفيومي المعروف بالاختصار رساچ (רס’’ג = רב סעדיה גאון, ت. ٩٤٢) وموسى بن ميمون (رمبام، רבי משה בן מימון، Maimonides, ت. ١٢٠٤). تنتشر هذه النبتة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. يحلو للبعض من المؤثّلين الشعبيين أن يشتقّ هذه الكلمة من ’’في‘‘ و ’’جن‘‘ أي ’’يوجد جن‘‘، بسبب ما نُسب لهذه النبتة من قوى وتأثير في طرد الأرواح الشريرة والعفاريت. يدعو اليهود اليمنيون هذه النبتة أيضا باسم שדאב أي שד בו ּ ’’جن فيه‘‘، ويؤمنون بقوة هذه النبتة المتحمّلة لظروف الجفاف والحرارة، ضد العين الشرّيرة، ولذلك يعلّقون بعض السيقان المستديرة المتفرّعة على فستان العروس وعلى ملابس الطفل المختون أو وضعها تحت الوسادة. يبدو أن هذا الاعتقاد ناشىء من شكل أوراق الفيجن الريشية الشبيهة بكفّ اليد أي ’’خمسة‘‘ على عين الشيطان إلخ. وفي مراكش تدعى هذه النبتة ’’روته‘‘وهذا اسم لعفريت ميثولوجي. يُذكر أن الطبيب والفيلسوف اليهودي الشهير، موسى بن ميمون، قد اعترف بخصائص الفيجن العلاجية لا سيّما بالنسبة لاضطرابات الأمعاء وتكوّن الغازات. وقد شاهدتُ مؤخرًا نبات الفيجن بجانب قبر الرمبام في مدينة طبرية، ولا أدري فيما إذا كان ذلك مقصودا أم لا. تنتشر هذه النبتة في البلاد بخاصّة في منطقة جبل الكرمل الجنوبية والمركزية. ذِكْرُ اسم هذه النبتة لصيق عادة بالزيتون الأسود الملّيصي المكبوس بخاصة وبكبيس بعض الخضراوات، وقلّما يعرف العربي العادي عنها شيئا ذا بال. سيقانها متعددة وفروعها كثيرة وأوراقها مركّبة صغيرة خضراء مائلة إلى الزرقة ذات رائحة نفّاذة، تنبعث من زيوت عطرية مذاقها مرّ جدا، وأزهارها صفراء مخضرّة تظهر في شهري آذار ونيسان. ثمرة الفيجن كروية كالكبسولة. أزهار الفيجان تجذب شتّى أنواع الحشرات ولا سيّما النحل، أما باقي أجزاء النبتة فمنفّرة لها ولباقي الطيور والحيوانات، اللهم باستثناء نوع من الفراشات الجميلة في البلاد الذي يتغذى من الأوراق ولا يتسمّم. قد يصل ارتفاع هذه الشجيرة مترا. عرف الطبّ الشعبي الطبيعي هذه النبتة منذ القِدم، ولا بدّ من الحذر في استعمالها ويفضّل أن يكون ذلك خارجيًا. استعمال مفرط بها قد يؤدّي إلى التسمّم والهذيان لتأثيرها على الجهاز العصبي. لا مندوحة دائمًا من استشارة المختصّين بموضوع الأعشاب الطبية وتجنّب استعمال هذه النبتة وزيتها المستحلب من الأوراق لمدّة طويلة. أثبتت بعض الأبحاث الحديثة أن أوراق الفيجن تحتوي على مواد شافية لبعض الحالات المرضية مثل مادة الروتين الموسّعة للأوردة ومادة الروطمرين التي تساعد على ارتخاء العضلات ولها تأثير على الجهاز العصبي، ومادة الكومرين لمنع تختّر الدم. وهذه طريقة لتحضير زيت الفيجن: وضع حفنة كبيرة من أوراق الفيجن في مرطبان زجاجي بسعة لتر أو لتر ونصف وملئه بزيت الزيتون ووضعه مكشوفا للشمس مدة ثلاثة أسابيع. يستعمل أهل دول البلقان مثلا أوراق الفيجن في السلطات وأنواع الحساء وأطعمة اللحم وفي الشاي. وقد استخدم هذا النبات في القرن السادس عشر لمعالجة الجنون والصرع.
من فوائد واستعمالات الأوراق بعد غليها بالماء ּأو زيوتها:
يشاع عنها قوّتها في إحداث الإجهاض. تستعمل زيوتها في تصنيع العطور والصابون. مقاومة لاضطرابات الطمث. تقاوم الالتهابات الجلدية والأذن واللوزتين والعينين واللثّة والمفاصل. معالجة لمشاكل في الهضم. لمعالجة آلام العضلات والظهر والرأس بواسطة التدليك. لمعالجة تسمّم المعدة. لتفعيل الدورة الدموية. لخفض حرارة الجسم. فعّالة في علاج الروماتيزم والإسهال والحمّى. فعّالة في مقاومة آلام الأسنان والقيء. مدرّة للبول. فاتحة للشهية وطاردة للغازات والديدان. طاردة لشتّى أنواع الحشرات المنزلية وحتى القطط. تقضي على القمل في شعر الرأس. الفيجن خطر بالنسبة للمرأة الحامل إذ أنه يسبّب انقباضات، وقد يؤدى إلى الإجهاض، إلا أنّه مفيد عند الولادة، بعد الطلق وذلك بتدليك منطقة القدمين والحوض والعمود الفقري. قد تسبب الأوراق حساسية جلدية. مقاومة للسعة الأفعى. تطرد شتى الحشرات الضارّة والطاقات السيئة. مسكنة أوجاع محلية. لمعالجة جميع الفطريات الخارجية. تدليك عام لزيت الفيجن وشمّه يساعدان على رفع مستوى التركيز واليقظة والاستيعاب والوعي.