عالجت قبل أيام خلت في عجالة إحصائيّة رقميّة معتمدة على أرقام دائرة الاحصائيّات المركزيّة وعلى قانون الانتخابات، تحت عنوان "قوة العرب الانتخابيّة 17.9 عضوا... ولكن !"، أعود على بعض ما جاء فيها: العرب ، كل العرب ، %15 من عدد الناخبين في إسرائيل عامة وما يقارب ال-800 ألف صوت، وبغض النظر كم يمتنع منهم فإذا تساوت النسبة بين اليهود والعرب فهذه هي القوّة الفعليّة العلميّة، ولا علاقة لنسبة التصويت المهم أن تتساوى. ال"ولكن" في عنوان المعالجة المذكورة (بالمناسبة التي تدخّل فيها محرر الاتحاد حين نشرتها مبدلا ال- "ولكن" ب"بشرط"أفقدت العجالة حدة الرسالة التي فيها)، وبغض النظر فال-"ولكن" هذه معناها: أن هذه القوة ال-17.9 مقعدا ومرّة أخرى إذا تساوت النسب بين اليهود والعرب، تشمل في داخلها مقعدين وزيادة (2) هما قوّة العرب الدروز في البلاد، وتشمل في داخلها مقعدا أو اثنين (1-2) للأحزاب الصهيونيّة من بقيّة الشرائح، ومقعدا إلى اثنين (1-2) فرقيّة نسبة التصويت، هذه المعطيات يجب أن تكون المنطلق أمام قادة المشتركة وأكثر أمام العرّابين لا أن تكون الفقاعات الرنانة عن 15 عضوا ولا نتائج الاستطلاعات أمامهم، فالاستطلاعات بغالبتها تنطلقوتفترض مسبقا التساوي في النسب، يعني تأخذ %15 من المستطلعة مواقفهم من العرب بكل فئاتهم والنسبة الكاملة لقوتهم الانتخابيّة. وبالكلام "المْشَبْرَح"وما دمنا اختزلنا المعركة إلى هذا متنازلين عن الفكر والمواقف فيها، فالتحدّيات و- "بلا ما حدا يقلّي وشو جابت من بيت أبوها" مسبقا لأني سأعود إلى ذلك لاحقا، هي: أولا: العمل على مساواة نسبة التصويت بين العرب واليهود ففيها مقعد إلى اثنين. ثانيا: العمل على اختراق قطاعات الضعف وفي سياقنا العرب الدروز وقد اثبتت انتخابات ال-2003 حتى ال-2009 هذه الإمكانيّة ولا يستهيننّ أحد في الفارق بين مئات وآلاف وأثرها على النتائج، ولكن هذا أولا منوط بعمل القوى الوطنيّة العربيّة الدرزيّة وليس فقط، وما تشهده الساحة اليوم لا يبشر بالخير والحسابات الصغيرة ما زالت سيّدة الموقف، بغض النظر عن ندوة هنا وأخرى هنالك يغيب عنها من لا تغيب أسماؤهم عن صفحات الاتحاد وفقط بسبب عريف الندوة، ومنشور هنا وآخر هنالك يجتر طروحات أكل الدهر عليها وشرب، وكفى المؤمنون شرّ القتال. ثالثا: العمل على قطاعات أخرى لا تختلف كثيرا عن العرب الدروز في سلوكها الانتخابيّ لا بل هنالك اختراقات و-"اللي ما بدو يشوف من الغربال أعمى"، ونعم للقضيّة الإقليميّة المغيّبة دور. رابعا: العمل على الأقل على المحافظة على المصوتين اليهود سابقا والذين حتما بغالبيتهم سيذهبون إلى "ميرتس"، فلن يهون عليه أن تسقط. خامسا: الحد من اختراقات الأحزاب الصهيونيّة وعدم الغزل مع مرشحيها العرب كما هو حاصل اليوم، كنداءات العودة إلى البيت وما شابه، فإذا كانوا ينفعون أن يكونوا من أهل البيت فما المانع من التصويت لهم؟!. خامسا: إنهاء ظاهرة القوائم الأخرى وعدم الاستهتار بها،بغض النظر عن حجمها. سادسا: الامتناع عن تأجيج المعركة مع الممتنعين وإبقائها في سياق النقاش الحضاريّ يعني "بلاش" استفزازهم. وربّ قائل: آه... "وشو جابت من بيت أبوها...ما إحنا عارفين هالحكي"؟! القضيّة ليست في المعرفة فإذا لم تتحول المعرفة إلى عمل ميداني ف-"لا فيك ولا في معرفتك" وهذا الكلام صحيح لكل أولئك الذين أقنعونا أن القائمة المشتركة ستفتح علينا أبواب الجنّة، وأنا أعرف على الأقل بعض ما طرحته أعلاه حقّ المعرفة وأعرف أن ترجمة المعرفة لعمل ميدانيّ غير قائمة، وفي الأخرى اعتقد (لا أعرف) أن هذا هو الوضع واتمنى أن أكون غلطان، ولكن بغض النظر وفيما تبقى من أيام... إذا لم تتساوى نسبة التصويت فاخصم مقعدين (1-2) وإذا لم يُحد من الاختراقات بكل أشكالها أعلاه فاخصم أربعة (4) أخرى على الأقل، وهذه لا تكفيها المعرفة. الخوف كلّ الخوف أن التصريحات المتفائلة عن 15 مقعدا والنتائج الجيّدة في الاستطلاعات (12-13) ستدخل الارتخاء إلى النفوس وستكون أخشابا في العجلات، إن لم تكن قد دخلت العجلات. وأخيرا... أعتقد أن هذا الركود القائم اليوم والتكتيك المعتمد على بذل الجهد يوم الانتخابات يحمل في طيّاته مخاطر جمّة، فلا ضير من تأجيج المعركة اليوم وهذا لا ينتقص من النية ببذل الجهود يوم الانتخابات بل يكملها ويهيء النفوس ليوم الانتخابات... "قلت قولي هذا واستغفر الله لي ولكم". سعيد نفاع – أوائل آذار 2015