نشرت صحيفة (هآرتس، وفي ملحقها الأدبي قصيدة للشاعر الناقد يتسحاق ليئور، وهذا الشاعر له قصائد كثيرة إنسانية تتحدث عن الاحتلال ومعاناة الفلسطينيين. وقد قمت بنشر قصائد له ترجمتها أسوة بشعراء عبريين آخرين، فأصدرت عن دار (سفرا) في تل أبيب مجموعة (مدارات)=אדוות.2005. ستصدر قريبًا مجموعة أخرى مترجمة، وسأثبت النص باللغتين، وكلها تتحدث بنفس إنساني ضد الغطرسة وضد الاحتلال، وفي تقديري أن من الواجب أن نركز على هذه الأصوات ونشجعها، لا أن نقول: "هم قلة"، "هذا تمثيل دور"، "غدًا ينسى ما كتب" إلخ من الدعاوى اليائسة التي لا تقدم ولا تؤخر. امرأة في الدَّور يتسحاق ليئور (1) في تلك الأيام وقفت آنا أخماتوفا سبعة عشر شهرًا في أدوار أمام سجن ليننغراد. مرة تعرّفها أحدهم، وعندها كانت امرأة زرقاء العينين تقف خلفها (لم تكن تعرف قبلئذ اسم الشاعرة) تبرّأت من تبلّد الحواس الذي كان مزية جميعهم (هكذا كتبت أخماتوفا عن تلك الأيام)، مرّرتْ بالسر سؤالها للشاعرة (جميعهم تهامسوا، كتبت أخماتوفا عن تلك الأيام): "هل تستطيعين أن تصفي هذا؟" فأجابتها الشاعرة: "أستطيع". وعندها روت أخماتوفا "أمرًا ما أشبه بالبسمة، رصَدَ ما كان مرة وجهَ المرأة التي كانت في الدَّور". (2) هل الأدوار أمام سجن عوفر أقصر؟ هل هناك نساء بعيون لونها سماوي وهن يقفن في أدوار أمام السجون؟ كم جنديًا عملوا في الحواجز خلال تلك السنين الطويلة؟ كم جندية؟ هل هن يزدرين الرجال- الذين يقفون بالدور؟ هل تُـبرَّأ ذمتهن يومًا ما؟ والجنود هل هم يقرأون الشعر؟ ومن يقرأ الوصف؟ (هل يتجمع جنود الحواجز يومًا ما ويغنون أناشيد الحنين لأيامهم الجميلة في الجيش؟) *نشرت في ملحق (هآرتس) 3 كانون الثاني 2014. آنا خماتوفا المذكورة في القصيدة شاعرة روسية (1889- 1966). يتسحاق ليئور: ولد في بردس حنا سنة 1948، ناقد لاذع ضد الاحتلال كتابة وفعلاً، سجن سنة 1972 بسبب رفضه الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة. حصل على جوائز أدبية عديدة، وله في الشعر والسرد القصصي أكثر من عشرين إصدارًا. حرر مجلة رفيعة المستوى هي (مطاعام)، وقد احتجبت مؤخرًا. ترجمت أشعاره إلى عدد من اللغات. يكتب باستمرار في صحيفة هآرتس.