نظمت مدرسة عهد الأهلية للعلوم في بئر السبع جولة لبعض القرى غير المعترف بها في النقب، حيث حلت ضيفاً على المجلس الإقليمي لهذه القرى. وهدفت هذه الزيارة للتواصل والتعرف عن قرب لطبيعة هذه القرى وأهلها وظروف حياتهم اليومية وما تعانيه من مختلف الأمور المعيشية الأساسية.
انطلاقة اليوم كانت بتقسيم الطلاب لمجموعتين مع مرشد مختص في الإرشاد من قبل المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، وهما الأستاذ علي أبو صبيح والأستاذ سليمان أبو عبيد.
افتتاحية اليوم كانت بزيارة لقرية السرة غير المعترف بها، حيث تلقوا الطلاب معلومات من المرشدين عن ميزات سكان هذه القرى وما هي الظروف المحيطة بكل قرية، وعرضوا عملية الترحيل التي تعرض لها سكان هذه المنطقة وهدم منازلهم، وتجميعهم على مدار الفترات الزمنية المختلفة في مناطق سكانية محددة.
كما وتطرق المرشدان إلى المجلس الإقليمي وما هو الدور الذي يقوم به من تحركات سياسية وطرح هذه القرى على الخارطة السياسة وتأكيد وجودها، ودوره كذلك في عملية تقديم الإرشاد في مسالة التخطيط البديل وتدعيم المجتمع المدني المحلي لمختلف الأمور الهامة.
استمرارية الجولة كانت بزيارة ميدانية لقرية السرة غير المعترف بها وزيارة لمنزل السيد احمد النصاصرة رئيس اللجنة المحلية في القرية وعضو المجلس الإقليمي، والذي قدم شرحاً عن قرية السرة والتي تعتبر من أقدم القرى في النقب، وتطرق إلى مسألة عيش سكان القرية وتأقلمهم مع الواقع الموجود، ورغم كل هذه الظروف الصعبة الموجودة، أكد على أنهم باقون في أرضهم مهما حدث.
المحطة القادمة من الجولة كانت في منطقة قرية خشم زنة والتي سميت بهذا الاسم نسبةً لرجل صالح ومتعبد اسمه زنة سكن هذه المنطقة، وروايات أخرى نسبةً للجبل التي عليه القرية بأنه شبيه للأنف.
الأستاذ إبراهيم الوقيلي رئيس المجلس للقرى غير المعترف بها في النقب، شارك بهذه الجولة وأكد من خلال كلمته أمام الحضور على أن المجلس الإقليمي يعمل على ترسيخ الثوابت والقيم في نفوس أهالي المنطقة ويعمل على تقديم كل ما بإمكانه أن يقدمه من اجل أهل وسكان هذه القرى، وحث الطلاب على المضي قدماً فهم رمز التغيير وصناع المستقبل المشرق لمنطقة النقب، فسلاح العلم هو المنقذ للأهل في النقب. وأكد على أن المجلس الإقليمي يعمل على تفعيل عدة مشاريع حيوية تعود بالفائدة على جمع القرى وسنسمع عنها قريباً.
هذا وقد زار الطلاب منطقة قرية وادي النعم والتي يحيطها مصنع للكيماويات ومحطة لتوليد الكهرباء وما تسببه من تلوث للجو، الأمر الذي يؤثر على سكان المنطقة ويتسبب بالإصابة بمرض السرطان وحالات للإجهاض عند النساء والعديد من الأمراض عند الشيوخ.
تخللت الجولة زيارة لمدرسة الاعسم الابتدائية (ب) ولقاء مع نائب الدير المربي سالم النباري والذي قدم شرحاً عن المدرسة وعن طبيعة الطلاب الملتحقين بها وما هي الإمكانيات المتوفرة للطلاب.
الفقرة الأخيرة كانت زيارة لقرية بئر المشاش، واستضافة وترحيب للحضور ودعوتهم لوجبة غداء من قبل السيد سالم الوقيلي الناطق باسم المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها بالنقب. وبعدها قدم لهم شرحاً مفصلا عن القرية والتي يشكل عدد سكانها قرابة 3 ألاف نسمة، وسبب تسميتها يعود إلى بئر المشاش والذي يعود حفره إلى زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام. وتطرق إلى وضع السكان في مختلف القرى غير المعترف بها. وحث الطلاب على العمل من اجل التسلح بسلاح العلم والمعرفة، فالمنطقة بأكملها بحاجة إلى طلاب يتمتعون بعزيمة عالية.
الفقرة النهائية كانت تلخيص للجولة والفائدة المستخلصة المرجوة منها، فكانت كلمة لمربين ومدرسو مدرسة عهد تحدث عنهم المربي سعيد دراوشة والذي أكد للطلاب والحضور على انه بفكرهم وسواعدهم والتحامهم يداً بيد سيصنعون فجر التغيير.
كلمة طلاب المدرسة ألقاها الطالب كتيبة السيد والذي شكر القائمين على هذه الجولة المفيدة، وأكد على أن الطلاب سيأخذون بكل النصائح المستفادة والعبر من اجل التطوير.
كلمة الأستاذ صالح شيني ممثلاً عن رابطة عهد الأكاديمية، أكد بان رابطة عهد ما هي إلا استمرارية وجز لا يتجزأ من سكان هذه البلاد الطيبين، وبان رابطة عهد تعمل جل اهتمامها لتقديم كل ما هو مفيد وقيم للمجتمع العربي بالجنوب بأسره.
د. صالح أبو حماد أشاد من خلال مداخلته على تمسك السكان بأرضهم، ودعا إلى العمل على برنامج لاستمرار هذه الفعاليات من خلال تواصل مستمر بين طلاب مدرسة عهد وطاقهما من خلال تقديم كل التطوع لاستمرار ها التواصل مع المجلس الإقليمي، كما وقد اقتراحات وأفكار عديدة للعمل بها بأقرب فرصة ممكنة.
كلمة المجلس الإقليمي كانت مع الأستاذ إبراهيم الوقيلي والذي شكر بدوره كل من ساهم في إنجاح هذا اليوم، وأكد على أن المجلس الإقليمي يسعى جاهدا من اجل خدمة أبناء بلده وأهله.
المربي د. سالم أبو عبود مدير المدرسة، اقترح أن يكون تعاون مشترك بين مدرسة عهد والمجلس الإقليمي من خلال إقامة يوم مفتوح بمدرسة عهد، يتم التعريف به بالقرى غير المعترف بها في النقب، وعن ضرورة إنشاء وتدوين كراس بمبادرة من طلاب مدرسة عهد، يتطرق من خلاله عن كل الاحتياجات والأشياء الأساسية لهذه القرى.