أشرف ابريق: البروفيسور الأول في أبوسنان وأول بروفيسور في الكيمياء في الوسط العرب

الاتحاد تلتقي أشرف ابريق: البروفيسور الأول في أبوسنان وأول بروفيسور في الكيمياء في الوسط العربي

الجمعة 29/4/2011

أجرى اللقاء: مفيد مهنا - رعى مؤخرا مجلس أبوسنان المحلي حفل تكريم ابن حي "كرم الرجمة" الابوسناني البروفيسور اشرف صالح إبريق (38) عاما الذي تعود جذوره الى قرية كويكات المهجرة. حيث نال منذ شهر تقريبا درجة بروفيسور في علم الكيمياء، ليكون أول من يحمل هذا اللقب في قريته أبوسنان وأول بروفيسور في مجال الكيمياء على صعيد المجتمع العربي، وبما انه لم يتجاوز الـ (38عاما). فقد يكون الأصغر سنا بين حاملي هذا اللقب. والبروفيسور ابريق، رجل مغمور بالتواضع يكتنف محياه مسحة من خجل محبب، لم يرغب في اخذ صورة له مع تلك المجموعة من الشهادات ودروع التكريم التي قدمت له خلال حفل التكريم، لكنه أجاب بالترحاب على أسئلة "الاتحاد" مستهلا حديثه بالقول: بعد تخرجي من ثانوية أبوسنان عام 1991 انتقلت لمواصلة دراستي في جامعة النقب (بن غريون) الى ان نلت عام 1996 اللقب الأول في الكيمياء، ثم على اللقب الثاني من معهد التخنيون، وبالتنسيق بين التخنيون ومعهد سكربس في الولايات المتحدة حصلت على اللقب الثالث (الدكتوراة)، ثم واصلت ما يعرف بمرحلة ما بعد الدكتوراة (هي مرحلة تخصص لتمهيد الطريق وكبطاقة دخول للعالم الأكاديمي كمحاضر وباحث جامعي)، بعد هذه المراحل عدت للعمل في جامعة النقب كباحث ومحاضر من الدرجة الأولى في مجال الكيمياء. الاتحاد: حدّد لنا باختصار خصوصيات هذا الموضوع.

أشرف: الكيمياء هو علم يتناول كيفية تركيب المادة الكيميائية ودراسة صفاتها، وهذه العلوم تخص مجمل الحياة اليومية، تتناول الغذاء والدواء ومجمل الخواص، والمركبات العضوية. وهي تصب في إيجاد وتطوير أدوية لمكافحة أمراض مستعصية مثل السرطان والايدز، حيث نقوم بتحضير مواد طبيعية يتم استخلاصها من الأعشاب والبكتيريا كما ان كثيرا من أبحاثي تتعلق في تحضير البروتينات وما الى هذا من خصوصيات الكيمياء العضوية. الاتحاد: كيف يتم منح لقب بروفيسور.

أشرف: بعد المرور بالمراحل الأكاديمية الثلاث وخوض غمار الموضوع من مختلف جوانبه ونشر الأبحاث والمقالات، ومن ثم تصل الجامعة التي تدرس فيها الى قناعة بأنك جدير بالتقدم لمثل هذا اللقب، تبادر بدورها إلى إقامة لجنة من أربعة حاملين للقب بروفيسور من مختلف أنحاء البلاد، بدورهم كلجنة يقومون بطلب من سبعة علماء عالميين من الدرجة الأولى بتقييم الأداء العلمي المطروح لنيل الدرجة، ويجري الأمر بطريقة سرية للغاية الى درجة ان الباحث الذي يخصه الأمر لا يعرف تركيبة اللجنة. ولجنة العلماء هي التي توصي اللجنة المحلية اذا كان صاحب البحث يستحق اللقب وعلى ضوء ذلك تقوم الجامعة بمنحه. الاتحاد: أنت تعمل كمحاضر وباحث!

أشرف: أنا محاضر في الجامعة وأشارك في ندوات وأبحاث ومؤتمرات عالمية، لكن جل وقتي مكرس للأبحاث العلمية، وأقود فرقة بحث من تسعة أشخاص منهم 3 يدرسون للماجستير و3 للدكتوراة و3 لما بعد الدكتوراة ومع هذا الطاقم وما نقوم به في المختبر الجامعي توصلنا إلى 30 بحثا تم الاهتمام بهم على الصعيد المحلي والعالمي. الاتحاد: خلال حفل التكريم الذى جرى لك قال الباحث ايهود كينان انه يتوقع بعد 10 سنوات ان تحصل على جائزة نوبل للكيمياء.

أشرف: البروفيسور كينان باحث كيميائي ورئيس الجمعية الإسرائيلية للكيمياء ورافق دراستي للقب الثالث، وأكن له الاحترام والتقدير ومع ان كل باحث وعالم يطمح إلى الأفضل ويطمح الى تكريمه وتقدير أبحاثه، إلا أني أرى بالجوائز أمرا ثانويا وليست هدفا، وهي تأتي مع الزمن والركض وراءها غير دارج في حساباتي. الاتحاد: بالمناسبة من يموّل أبحاثك؟

أشرف: أولا أود الإشارة بأني ابن عائلة "على قد حالها" وخلال مسيرتي التعليمية اعتمدت على نفسي كما حصلت على منح مختلفة من الجامعة من وزارة العلوم كما استطعت تجنيد أكثر من مليون دولار من جهات مختلفة مما مكنني من مواصلة إدارة أبحاثي. الاتحاد: الكيمياء موضوع غير مطروق بشكل واسع هل أنت اخترته ام تم توجيهك إليه؟

أشرف: منذ صغري وانا شغوف بموضوع الكيمياء ولم أكن بحاجة إلى توجيه دراسي. فكل ما كنت اعرفه أنني أحب هذا الموضوع، ومع إنهاء الثانوية توجهت لدراسته.. وبودي التأكيد أن الأمور في عصر الميديا والثورة التكنولوجية تتطلب الكثير من الاهتمامات، وفي مثل هذا الوضع تصبح الاستشارة المهنية ضرورية أكثر من أي وقت مضى، خاصة وان الإحصائيات تشير الى أن 40% ممن يتقدمون للبجروت في الكيمياء طلاب عرب، ومع اننا نشكل 20% من مجمل سكان البلاد، لكن نسبة الدارسين لموضوع الكيمياء في الجامعة تكاد لا تذكر. العديد من الطلاب يتسجلون في الجامعات لسنة تحضيرية والعديد منهم على قناعة بان تلك السنة ذهبت هدرا.. مع العلم أن 45% من طلاب الجامعات العرب يغيرون الموضوع الدراسي بعد السنة الأولى. وأيضا 75% قالوا انهم نادمون على ما تعلموه في اللقب الأول. هذا وهناك 2000 طالب عربي يدرسون مواضيع الصيدلة سنويا، رغم انه لا يوجد أكثر من 200 فرصة عمل كل سنة، مما يسبب أزمة نفسية وحالة إحباط للطالب ولأسرته. كما ان 30% ممن يدرسون الطب بعد السنة الثالثة يتركون الموضوع وهذا الأمر يؤدي الى استنزاف لقدرات المجتمع وخسارة لملايين الشواقل فمن المسؤول؟ الطالب، أولياء الأمور، المدرسة، الدولة.. كثيرة هي الأمور التي بحاجة الى تقييم من جديد. وبدون شك فإن مجتمعنا بحاجة لجيل يضع على سُلم أولوياته الأولى دراسة مواضيع مثل الفيزياء والسياسة والفن وعلينا أن ننفتح على مواضيع نستطيع من خلالها إحداث تغيير والرقي العلمي محليًا وعالميًا. الاتحاد: لوحظ خلال حفل التكريم مشاركة واسعة من مختلف أطياف المجتمع الابوسناني، كما قُدم لك العديد من شهادات التقدير والدروع وباقات الزهور.

أشرف: ان ما قام به المجلس المحلي والمدرسة الثانوية التي تخرجت منها والمركز الجماهيري وكل المبادرين والمشاركين في هذا الحفل وتلك الكلمات الجياشة وما تخلل الحفل من برامج وفقرات ان دل على شيء فهو يدل على طيبة هذا البلد بجميع أهاليه وهذا التكريم زادني شعورا باني مأسور لخدمة بلدي ومجتمعي العربي ولا شك بانه دليل كبير على ان أهالي ابوسنان والمجتمع العربي عامة يقدرون ويحترمون نجاح وتفوق أي شاب او شابة الأمر الذي يدفع المحتفى به ليكون قدوة ويزداد طموحا لمزيد من نهل العلم.