استعمال سلاح الإضراب بدون وجود إستراتيجية سياسية للجماهير العربية هو سيف ذو حدين موقف علي سلام (الناصرة) وأمين عنبتاوي ( شفاعمرو) هو موقف عقلاني ومتفهم لواقعنا السياسي الراهن ملزمون بالقرار رغم التسرع باقراره
تطرقت سابقا مرات عديدة لموضوع إعلان الإضراب في الوسط العربي بالأساس بمناسبة يوم الأرض. وقلت رأيي بوضوح ان إعلان إضراب بانقطاع عما هو سائد في الشارع، وبانقطاع كامل عن الجمهور العربي هو أشبه بقائد عسكري يصدر أمرا بالهجوم ولكن جنوده يغطون بنوم عميق.
الإضراب هو سلام فعال إذا أحسن استعماله. لكني ألاحظ ان إعلان إضراب للوسط العربي أصبح نوعا من لعبة سياسية تنافسية بين الأحزاب لا علاقة لها بالجماهير العربية واستعداداهم لتلبية مثل هذه الخطوة النضالية، بل وأقول ان تكرار إعلان إضرابات للوسط العربي بات يشكل عائقا على مجتمعنا العربي وليس رافعة لانجاز حقوق إضافية نحن بأمس الحاجة إليها.
سلاح الإضراب أصبح بلا قيمة ولا ينفذ بالشكل المرجو، ليبقي تأثيره على الواقع السياسي في إسرائيل.. ليهز الدولة سياسيا!!
لا ادعي ان الإضراب خطأ ، لكن الإضراب هو سلاح يوم الدين، عندما نعلن إضرابا يجب ان تكون جاهزية الشارع قد بلغت مستوى مرتفع جدا بحيث لا يضرب ربع العمال فقط ونصف المحلات التجارية ، بل يكون القرار قد أصبح مسألة مصيرية لا يمكن التعامل معها بأنها نزوة سياسية لقادة أحزاب منقطعين تماما عن جمهورهم، يتخذون قرارات بدون فهم جاهزية الجمهور لتلبية قرار الإضراب، الأخطر ان اللجنة الموقرة (اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية) تكاد تكون لجنة تشريفات منقطعة عن الجمهور الذي تدعي تمثيله. قراراتها تتخذ بدون أي تحضير سياسي، بدون إعلام منظم يجهز الجمهور ويقنعه ان الإضراب هو الحل الوحيد أمامنا بعد فشل كل جهودنا التفاوضية، ولم تعد أمامنا حلول أخرى.
حسنا، أعلنتم الإضراب! هل يعي الجمهور الدوافع التي قادت إلى إعلانكم الإضراب أم هي منافسة بين الأحزاب داخل لجنة المتابعة؟ من يبرز أكثر زخما في اتخاذ قرار هو أشبه بالسلاح الأقوى بين أيدينا؟ لا أعزائي قرارات الإضراب أصبحت مهزلة بالطريقة التي تقر فيه. قرارات الإضراب أصبحت عقابا لجمهورنا وليس خدمة لقضاياه. قرارات الإضراب أصبحت لعبتكم لإثبات وجودكم وتغطية على عجزكم القيادي للجماهير العربية من اجل حقوقها بالمساواة .
وزير المالية موشيه كحلون اتصل مع اللجنة القطرية أثناء اجتماعها في سخنين وطلب عدم اتخاذ قرار الإضراب من أجل الوصول إلى تفاهمات. ان اتصال الوزير هي إشارة ايجابية، فهل قرار الإضراب يمكن ان يخدم الوصول إلى تفاهمات مع وزير المالية أم يعمق الخلاف؟
الم يكن من الايجابي تماما قبول طلب الوزير وتأجيل إعلان الإضراب حتى يتبين مدى استعداد الوزير للوصول إلى تفاهمات؟
يمكن إعلان الإضراب بعد أسبوع مثلا أو أسبوعين إذا تبين ان وزير المالية عاجز عن تلبية طلبات السلطات المحلية العربية.
من الواضح لي ان رئيس بلدية الناصرة ، المدينة المركزية للعرب في إسرائيل،(90 إلف مواطن)لا قيمة لموقفها، في الوقت الذي إنضم أيضا أمين عنبتاوي رئيس بلدية مدينة شفاعمرو المدينة الثانية بأهميتها للعرب في إسرائيل، إلى جانب رئيس مجلس الكعبية طباش حجاجرة وغيرهم.
من الواضح ان إقرار الإضراب هو ملزم للجميع، لكن من المؤسف حسب رأيي ان يتخذ مثل هذا القرار بدون أي تحضير سياسي فعلي، وأنا متأكد ان أكثرية المواطنين العرب لن يعرفوا الأسباب الحقيقة وراء اتخاذ قرار الإضراب، لذلك من المؤلم ان نشاهد إضرابا جزئيا آخر لا يخدم أي هدف سياسي او ضغط على السلطة لتحقيق انجازات ما للجماهير العربية، بل ربما يكون فشل الإضراب أو جزئيته دافعا لاستمرار سياسة التنكر الحكومية !!
nabiloudeh@gmail.com