لا يكفي أن الانحطاط في الأغنية العربية قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة سواء من حيث المضامين، أو الأشكال التي تقدم فيها، بل إن البعض يسابق في الترويج للعنف على مسمع ومرأى من القوانين في المنطقة التي تطال كل أشكال الثقافة التي لا تعجب هذا أو ذاك، بينما تؤيد وتدعم الانحطاط طالما هو يؤدي إلى المزيد من إخضاع النساء. المدعو "فارس اسكندر" أغرق في هذا المنحى، بأغنية سوف تبقى عارا صريحا على الفن العربي، وخاصة على من ألفها، ولحنها، وغناها، وروجها.. فهي انتهاك صريح لأدنى القيم الإنسانية، ودعوة صريحة للعنف ضد المرأة، وتصريح لا لبس فيه أن المرأة هي "متعة جنسية جمالية" فحسب! ولا علاقة لها بالإنسانية ولا بالمواطنة ولا بالشراكة ولا بالاحترام أو الحب.. "الأغنية" التي أطلقها مروج العنف هذا، تدعو صراحة إلى إلغاء التعليم للمرأة، فـ"نحنا ما عنا بنات تتوظف بشهاداتها"! البنات عند هذا الذكر هن ملكية خاصة يقرر إن كن سيتعلمن أم لا، ويقرر إن كنا سيعملن أم لا! ويعتبر "إحساسه" المنحط هو مقياس وجود المرأة: "بس يا ريتك بتراعي إحساسي"! فالمطلوب من المرأة أن تتحول إلى غانية لكي لا "تتحسس" مشاعره الذكورية! ويرى في عمل المرأة "تفريقا" بينه وبينها! فمكانها التجمل والسرير، وليس الحياة! بل إنها غانية هو "قوادها" بكل بساطة! فهو لا يعرف كيف سيتصرف حين تشتغل ويراها مدير العمل "بجمالها"! مرصد نساء سورية يدين هذه الكلمات، وكاتبها ومغنيها والشركة التي أنتجتها، وبشكل خاص كل محطة إذاعية تبثها. ويدعو المحطات الإذاعية السورية بشكل خاص، إلى مقاطعة هذا الانحطاط مقاطعة كاملة، بل مقاطعة مغنيها نفسه ما دام لم يعتذر عنها لكل النساء السوريات، والعربيات، اللواتي يمضين كل حياتهن في عمل شاق يومي، في المنزل أو خارجه، لكي تستمر الحياة التي يريد ذكور مثل هذا أن يجعلوها حياة لمتعهم الجنسية وغريزتهم الذكورية على أجساد وأرواح النساء. وندعو كل النساء السوريات، والرجال الذين يتمتعون برجولتهم (وليس بانحطاط الذكورة) أن يراقبن/وا الإذاعات السورية ويرسلوا الاحتجاج مباشرة إلى أي إذاعة تقوم بتأييد هذا الانحطاط عبر بث الأغنية. الكلمات المنحطة التي قالها المدعو "فارس اسكندر": "نحنا ما عنّا بنات تتوظّف بشهادتها/ عنّا البنت بتدلّل كل شي بيجي لخدمتها/ حقوق المرأة على عيني وعراسي، بس يا ريتك بتراعي إحساسي/ وشو هالوظيفة اللي بَدّا تفرّق ما بيني وبينك/ يلعن بيّ المصاري بحرقها كرامة عينك/ شغلك قلبي وعاطفتي وحناني/ مش رح تفضي لأي شي تاني، شيلي الفكرة من بالك أحلالك/ ليش بتجيبي المشاكل لحالك/ تَ نفرض بقبل تشتغلي/ شو منعمل بجمالك/ بكرا المدير بيعشق وبيتحرّك إحساسو/ وطبيعي إنّي إنزل هدّ الشّركة عَ راسو".
نساء سورية، (مروجون للانحطاط والعنف تحت اسم "الفن"!)