ولد المخرج السوري أسامة محمد في عام 1954 مدينة اللاذقية السورية التي انجبت العديد من رجال الثقافة البارزين في البلاد. وقد تشبع منذ طفولته بحب الفنون ولاسيما السينما ولذا لم يكن غريبا ان يلتحق بمعهد السينما بموسكو (فغيك) وانجز لدى التخرج في عام 1979 اول فيلم قصير له هو" خطوة فخطوة " واعقب ذلك اخراجه لفيلم قصير آخر في عام 1981 هو " اليوم وكل يوم". وعمل في البداية بسورية مساعد مخرج مع الفنان الكبير محمد ملص ابن القنيطرة لدى اخراج فيلم " احلام المدينة ". لكن محمد اخرج فيلمه الروائي الاول " نجوم النهار" الذي جذب اهتمام النقاد فورا لأصالة معالجة الموضوع. وحاز الفيلم على عدة جوائز في مهرجانات سينمائية عربية وعالمية منها في فالنسيا والرباط. كما حصد فيلمه الثاني " صندوق الدنيا" في عام 2002الجوائز في مهرجان لشبونة وغيره.
وساهم اسامة محمد في كتابة سيناريو فيلم" الليل " مع محمد ملص في عام 1992 والذي يعتبر محاولة لإستكشاف اغوار الواقع الاجتماعي وسبل معالجة مشاكل الناس المزمنة في بلاده.كما اخرج عدة افلام منها " الحياة اليومية" و" الدجاج" و" السد" و" الطوفان " و"قطعة الحلوى"و" الليل الطويل" و" انا التي تحمل الزهور في قبرها" و" زبد وصمت" وتعرضت عدة اعمال له للمنع من قبل الرقابة .كما شارك المخرج على هامش مهرجان كان السينمائي في دورته الرابعة والستين في لقاء مائدة مستديرة حول السينما والحرية طرح فيه رؤيته حول حرية الفنان في الابداع وحرية الكلمة و" السينما في زمن الدكتاتورية".
يطرح أسامة محمد رؤيته لرسالة الفن السينمائي الاجتماعية بقوله: ان السينما هي التي صنعت الكثافة النوعية للحظة الفرد المعتل(المريض) المضحك المبكي. بذرة ضحية الجلاد المنافق الصادق. البذرة التي انبتت غابة الفساد التي تنهش جثة الوطن... نجوم النهار .. المواطن يأكل نفسه الاولى ليصبح هذه التي تستبدل القانون بشهادة الزور..