د. شروق الفواز يقولون شر البلية ما يضحك ، فهل بدأ العالم يضحك على بلية فرنسا بعد أن شرعت في تطبيق قانون منع النقاب في الأماكن العامة؟ الجواب على الأرجح نعم، خصوصا بعد أن تناقلت وسائل الإعلام صور وحكاية هند، وهي سيدة مسلمة من أصل مغربي تحدت قانون منع النقاب ووقفت أمام قصر الإليزيه منقبة.
لم تكن المرأة الوحيدة التي قبض عليها في ذلك اليوم بل كان هنالك امرأتان منقبتان قبض عليهما بتهمة أخرى لكن أخلي سبيل جميعهن دون أن تعاقب أي منهما، أو تطالب بدفع غرامة على لبس النقاب.
والسبب أن الحكومة الفرنسية وضعت قانونا يبدو أنها تخشى أن تنفذه!
ومع أنها قد حاولت التحايل والتلاعب في ألفاظه عندما أصدرته على أنه قانون يمنع تغطية الوجه بشكل عام ، بأي قناع أو نقاب حتى لا يؤخذ على أنه قانون عنصري ضد الإسلام أو المسلمين إلا أنها مع ذلك لم تجرؤ على تطبيقه بعد!
حتى لا تثير بلبلة أو تطلق شرارة يمكن أن تشعل نارا يصعب إطفاؤها في أجواء محتقنة قابلة للانفجار.
من يخشى من ؟
سؤال لولبي يصعب تفنيد أي إجابة له، لأنها على الأرجح قد تحتار بين الاثنين.
(ايسلاميك فوبيا) أو الفوبيا من الإسلام هو مصطلح بدأ يتردد كثيرا في الأوساط الأوروبية وقبله كانت نظرية المؤامرة وتبعات ومساوئ العولمة، كلها مخاوف لو جمعت في وعاء، لاستعديت تقبل قرب نهاية العالم واندلاع الحرب الكبرى أو الحرب العالمية الثالثة فقد تنتهي بكارثة.
فرنسا لم تحرج نفسها وحسب بل وضعت لنفسها فخا قد لا تخرج منه بسلام. فالقوانين تسن لتطبق وكيف لها أن تطبق قانونا خطرا وتصب الزيت على النار؟!
أحد المسؤولين في الشرطة الفرنسية علق على قانون منع النقاب بأنه صعب التطبيق، ولو طبق فإنه سيكون محدودا جدا وبأنه لايمكن أن يتخيل ما يمكن أن تقع به الشرطة الفرنسية من متاعب لو أنها بدأت في ملاحقة النساء المنقبات في بيئة محتقنة حساسة ومليئة بالرجال الغيورين!
إذا لماذا شرعت فرنسا هذا القانون؟
وإلى أي مدى يمكن لها أن تطبقه ؟
إجابة هاذين السؤالين قد تبشر بما هو قادم . وكأن البشرية خلقت لتبحث لنفسها عن متاعب ولتعيش دوما في كبد