إن تشخيص آفات الشرج و العجان ( و التي هي اضطرابات عرضية ) يمكن أن يتم عادة بالقصة السريرية فقط . و تتضمن الأعراض المعتادة الناجمة عن هذه الآفات ما يلي : · نزف أحمر فاتح . · ألم شرجي . · تلوث على الملابس الداخلية . · حس حكة أو حرق حول الشرج . · تبارز كتل من فوهة الشرج . الآفات التي تسبب أعراضا" شرجية : و تتضمن : 1. البواسير : تبارزات ممتلئة بالدم تبرز من فوهة الشرج . و تشمل الأعراض : · النزف : هو العرض الأكثر شيوعا" و يحدث عندما تبرز الوسادات الوعائية الموجودة تحت بطانة القناة الشرجية العلوية ، هذه الوسادة تحتقن بسبب ضغط ألياف المعصرة الشرجية الباطنة . يؤدي الاحتقان الإضافي و التخريش أثناء مرور البراز إلى نزف هذه الوسادات ، و غالبا" ما يكون هذا النزف غزيرا" . يؤدي الاحتقان المزمن أيضا" إلى ضخامة هذه الوسادات . و حالما تعود هذه الوسادات الوعائية إلى داخل القناة الشرجية ( كما يحدث مع تقبض الألياف العضلية و المرنة الطبيعية لتحت المخاطية ) ، يتوقف النزف . · التورمات التي تبرز من داخل القناة الشرجية : و هي العرض الثاني من حيث الشيوع للبواسير و يصنف عادة إلى درجة 1 أو 2 أو 3 . · التورم الخارجي المتخثر : و هو واحد من أكثر التظاهرات الحادة شيوعا" في البواسير ، ينجم عن تشكل خثار في أحد الكييسات الوريدية الخارجية في الجزء الخارجي من القناة الشرجية . يطلق عليه أحيانا" ( و بشكل خاطئ ) تسمية الورم الدموي حول الشرج . يؤدي هذا الخثار إلى ظهور تورم ممض قاسي مزرق يزول تلقائيا" خلال 10 أيام أو أكثر . سببه غير معروف . 2. الشق الشرجي : هو تشقق في البشرة الشرجية يمتد من الخط المسنن للخارج ، و غالبا" ما يترافق مع ثنية جلدية متوذمة على حافته الخارجية ( الثلمة الحارسة ) . عند مرضى الشق الشرجي المزمن يمكن أن نشاهد أحيانا" الألياف الدائرية للقسم السفلي من المعصرة الشرجية الباطنة في عمق الشق . يحدث الشق الشرجي في الخط المتوسط ، و عادة ما يكون في الخلف . و إن شوهد في مكان آخر ، قد لا يكون شق شرجي حقيقي ، بل قرحة شرجية . عادة ما يكون الشق الشرجي مؤلم بشدة خلال التغوط و لفترة 1 – 2 ساعة بعده . أحيانا" قد يكون الألم خفيفا" نسبيا" خلال مرور البراز لكنه يحدث بشكل شديد بعده و يستمر لأكثر من ساعتين ( غالبا" بسبب تشنج المعصرة ) . 3. القرحات المزمنة المتعددة أو الجانبية : أقل شيوعا" ، و تشاهد عند مرضى داء كرون و التدرن . و تكون القرحات المؤلمة الهادمة أحيانا" تظاهرات لإفرنجي بدئي ( خاصة عند مثيلي الجنس الذكور ) . 4. الخراجات و النواسير : تكون الخراجات حول الشرج عادة مؤلمة بشدة و لا تشخص إلا بعد مرور 2 – 3 أيام على بدء الألم بسبب أن القيح يكون بطيئا" في خلق طريقه نحو الجلد . يبدأ الخراج عادة بشكل التهاب في إحدى الغدد الشرجية التي تنفتح ضمن القناة الشرجية فوق الخط المسنن مباشرة . تبدأ الغدد المصابة بالانتان عادة ضمن المعصرة الشرجية ، لكنها قد تشق طريقها بين المعصرة الباطنة و الظاهرة . يؤدي الألم الناجم عن الخراج إلى إحداث تشنج في العضلة المعصرة بحيث أن القيح يشق طريقه للأعلى و الأسفل . أحيانا" ، يمكن للقيح الناجم عن خراج خلف الخط المتوسط أن يشق طريقه حول فوهة الشرج ، و هكذا يصبح الخراج أحادي أو ثنائي الجانب ( بشكل حدوة الحصان ) . ينجم الناسور عن خراج أصبح ينز للخارج مع بقاء اتصاله مع الغدة الشرجية الأصلية . و عادة ما يكون هذا المنشأ فوق نقطة الاستمساك الشرجي ، مما يؤدي إلى إحداث طريق ينز و يتلوث بشكل دائم . 5. التهاب الجلد حول الشرج : إن إصابة الجلد العجاني حول الشرج بالانتان أو الالتهاب تؤدي إلى إحساس بالحكة أو بالحرق . و تشمل العوامل المؤهبة كلا" من : · التلوث بالبراز طويل الأمد ( مجتمعات فقيرة صحيا" ) . · حساسية جلدية ( غالبا" ما تترافق مع آفات جلدية في أماكن أخرى من الجسم ) . · الرض الناجم عن الحك المستمر . · تطبيق مركبات عالية التحسس ( خاصة المخدرات الموضعية ) . · آفة شرجية مرافقة ، مثل البواسير أو الشقوق الشرجية أو النواسير الشرجية . 6. الخباثات : يمكن للسرطانة المستقيمية المنخفضة أن تنمو للأسفل لتصيب الشرج ، و عادة ما تكون أعراضها قليلة حتى مرحلة متقدمة من المرض . تتضمن الخباثات الأخرى الأقل شيوعا" كلا" من السرطانة شائكة الخلايا و الميلانوما الخبيثة للشرج . عادة ما تكون السرطانة شائكة الخلايا مؤلمة في مرحلة باكرة و قد يلتبس تشخيصها مع بواسير أو شق شرجي . لذلك فإن حالات الألم الشرجي المزمن عند المسنات يجب أن تستدعي إجراء فحص تحت التخدير العام مع أخذ خزعة . 7. الديدان :تشكل الديدان الشريطية القسم الأكبر من الطفيليات التي تعطي أعراضا" شرجية ، خاصة الحكة . 8. الثأليل الشرجية : ( اللقمومة المؤنفة ) تنجم عن الفيروسات الحليمومية . إن الثأليل الشرجية تنتقل عادة عن طريق التماس الصميمي ( و ليس بالضرورة عند مثليي الجنس ) . 9. الهبوط و عدم الاستمساك :عند المرضى المصابين بدرجة شديدة من البواسير ( بواسير درجة 3 ) ، يمكن لهبوط الغشاء المخاطي أن يعطي منظرا" شبيها" بالهبوط المستقيمي كامل السماكة ( prociedentia ) . لكن في البواسير المتدلية ، لا يمكن للفاحص إدخال إصبعه بين الهبوط و بين المعصرة الشرجية . إن الهبوط الحقيقي يعتبر شائعا" نسبيا" في الطفولة و يترافق عادة مع الإمساك . و عادة ما يحتاج إلى القليل من المعالجة و يميل لأن يتراجع لوحده حالما يزول الإمساك . أما الهبوط المستقيمي فيعتبر شائعا" عند المسنين و غالبا" ما يترافق مع عدم الاستمساك . ينجم التدلي جزئيا" عن ضعف المعصرة و جزئيا" عن ارتخاء النسيج الجانبي الداعم للمستقيم . يمكن للتسريب عبر الشرج و عدم الاستمساك أن ينجم عن العضلة المعصرة للشرج أو تعصيبها الذي يصاب بالضرر بسبب رضي أو مرضي . و يكون عدم الاستمساك المستمر منذ الطفولة عادة ناجما" عن آفة خلقية . إن الرض المباشر على الشرج نادر نسبيا" ، لكنه قد ينجم عن تداخل جراحي ( معالجة غير مناسبة لعدم انثقاب شرج / بضع الفرج أثناء الولادة / ترك ناسور شرجي عميق مفتوحا" أو المعالجة العنيفة لداء باسوري عبر التوسيع اليدوي للشرج ) . أما الاضطرابات العصبية التي تسبب عدم الاستمساك فتتضمن الداء المزيل للنخاعين و عدم الاستمساك مجهول السبب عند المسنين . تقييم الأعراض الشرجية : 1. القصة المرضية :إن السبب الأساسي في الصعوبات التي ترافق تشخيص آفات الشرج هي خجل المرضى في وصف أعراضهم بشكل مفصل . فالطبيب يجب أن لا يقبل وصف المريض لشكواه على أنها بروزات كروية ، بل يجب أن يحصل على وصف دقيق للأعراض ، حيث أن النزف الشرجي قد غالبا" ما ينجم عن البواسير ، لكنه قد يكون أيضا" مؤشرا" لتنشؤ قاصي في الأمعاء الغليظة . يشكو مرضى البواسير الداخلية من أنهم يشاهدون دما" أحمر ناصع يتساقط بعد مرور بارز طبيعي غير مصبوغ بالدم . و يتوقف النزف حالما يعود البروز إلى داخل القناة الشرجية و تتقلص المعصرة الشرجية . إن النزف نادرا" ما يتساقط في الشق الشرجي و عادة ما يترافق مع ألم شديد موضع خلال التغوط . و يكون الدم أيضا" أحمر ناصع ، لكنه لا يظهر عادة إلا على ورق المحارم . و نادرا" ما يحدث الألم في الشق الشرجي عفويا" . و حتى لو استمر الألم لحوالي 1 – 2 ساعة ، إلا أنه لا يعاود إلا عند التغوط التالي . 2. التظاهرات السريرية : يعتبر الفحص السريري الدقيق مع وجود إضاءة كافية أمرا" ضروريا" . و فقط بوجود إضاءة جيدة مع تبعيد حذر للإليتين يمكن أن يتم تقييم وجود التهاب جلد حول الشرج أو وجود فتحة لناسور داخلي . و يعتبر التأمل مع التقسيم الحذر لجلد الشرج الطريقة الأفضل لتقييم وجود شق شرجي . يساعد جس جلد العجان في تقييم باسور خارجي متخثر ، و توضع منطقة المضض الأقصى في خراج حول الشرج ، و اتجاه مسير ناسور . إن الإصبع المحاطة بمزلق جيد أكثر حساسية من الإصبع الجاف . يمكن مشاهدة الديدان الشريطية على سطح البراز الحديث ، و يمكن رؤيتها بسهولة على سطح البراز في المستقيم أثناء تنظير السين . و يمكن تمييز البيوض نسيجيا" في عينة من البراز . 3. التنظير : و يتضمن : · تنظير الشرج ( تنظير المستقيم ) : و يستخدم أداة طولها 4 سم مع منبع ضوئي و ذات نهاية مفتوحة ، هذه النهاية يمكن أن تكون مستقيمة ( للتأمل التشخيصي للقناة الشرجية ) أو منحنية ( و التي تسمح لجزء من القناة الشرجية العلوية أن تتدلى إلى نهاية الأداة ) . و يعتبر هذا الجهاز مفيدا" في معالجة البواسير الداخلية عبر الحقن أو التخثير الضوئي . · تنظير المستقيم ( تنظير السين ) : و يستخدم أداة طولها 25 سم صلبة مع منبع ضوئي و نافذة لشفط الهواء في النهاية ، مع تكبير قليل للصورة . يستخدم في نفخ المستقيم بحيث يستخدم هذا المنظار في المادة البرازية و الصمامات الشرجية. · تنظير السين المرن ( تنظير الكولون ) : لا يستخدم بشكل شائع في تشخيص الآفات الشرجية و العجانية ، لكن يجب اللجوء إليه طالما هنالك شكوى نزف مستقيمي . أحيانا" يكون الاقتصار على تنظير السين و المستقيم في التشخيص أمرا" عمليا" ، لكن يجب الانتباه إلى أن السرطان السينية يمكن أن تكون ترافق آفة شرجية أو مستقيمية . 4. الاستقصاءات الأخرى : هنالك استقصاءات نوعية تكون مطلوبة عندما تتضمن الأعراض الزحير الشرجي أو عدم الاستمساك أو الهبوط . و تتضمن هذه الاستقصاءات قياسات الضغط في المصرة الشرجية ( و فيها يتم قياس قوة المعصرة الشرجية الباطنة باستخدام أنبوب مفتوح النهاية أو بالون صغير ) . و هنالك تزايد مستمر في استخدام التصوير بالإيكو عبر الشرج و المرنان الحوضي لتحديد مدى و عمق انتشار الأورام و تفرعات البؤر الإنتانية . المعالجة : تقوم المعالجة بشكل أساسي على التشخيص ، لكنها أيضا" تعتمد على الأعراض . 1. البواسير : و تشمل المعالجة : · المعالجة الطبية : تشمل طرق للسيطرة على الشد أثناء التبرز . ينصح المرضى بتناول عوامل تزيد حجم البراز و تطريه مثل الخضروات و الفاكهة ، و يمكن أن تدعم بإضافة الملح المسهل لمنع فرط التجفف في البراز . كذلك ينصحون بعدم تأجيل التغوط عند الحاجة ، و بعدم اللجوء إلى الشد أثناء التغوط و عد محاولة تمرير القطعة الأخيرة من البراز . هذه النصائح يمكن أن تسيطر على الأعراض في أكثر من 50 % من المرضى في المراحل الباكرة للبواسير . إن الاستخدامات الموضعية للمغاطس منتشرة بشكل واسع سواء" من قبل الأطباء أو من قبل المريض نفسه . و العديد من المرضى يؤكدون أن هذه الاستخدامات الموضعية أدت إلى شفاء البواسير لديهم ، لكن من الصعب جدا" فهم الآلية الدوائية لحدوث ذلك . و يعتبر الاستخدام الأساسي لها هو ترطيب البواسير الداخلية الهابطة أو الثنيات الجلدية , و بالتالي تمنع ألمها أثناء المشي . · المعالجة المحافظة : تقوم المعالجة المحافظة للبواسير الداخلية على أساسية تثبيت ( تصليب ) النسيج الباسوري الوعائي ضمن القناة الشرجية لمنعه من الهبوط عبر الشرج ، أو منع المخاطية المنسدلة الهابطة من الانعقال و الاحتقان بالمعصرة الشرجية الباطنة البعيدة . و ندرس : 1. تثبيت المخاطية : إن الحقن الخلالي للفينول الممدد بالزيت يعتبر عملية سهلة و غير مؤلمة إذا تم الحقن ضمن قاعدة الباسور بشكل أكيد . و يجب استخدام إبرة خاصة لتجنب خطورة الحقن بالعمق بشكل زائد ، خاصة للأمام حيث يمكن أن تتم إصابة البروستات أو المهبل . يمكن إجراء تثبيت المخاطية أيضا" عبر شد المخاطية عند قاعدة الباسور باستخدام ربطة مطاطية مرنة أو عبر تخريبها بواسطة ربطة مخربة أو تخثير أو تجميد لدرجة – 80 درجة مئوية . و يعتبر استخدام الربطة المطاطية الطريقة الأكثر فعالية و الأكثر فائدة عند كبار السن ذوي المخاطية المترهلة . أما عند المرضى الأصغر سنا" ، فيمكن للربط أن يسبب ألما" و نزف تاليا" قد يحدث لدى 1 % من المرضى . يحدث التخثير الضوئي ألما" أقل و لا يسبب حدوث نزف تالي . لذلك يعتبر الطريقة الأبسط في علاج البواسير درجة 1 و 2 ، خاصة عند صغار السن ، وذلك بسبب سرعتها و بساطتها و خلوها من الاختلاطات . يمكن تخثير قاعدة جميع البواسير الأساسية في الجلسة العلاجية الأولى . و يحتاج حوالي 20 % من المرضى إلى معالجة إضافية تجرى عادة بعد 6 – 8 أسابيع ، حالما يزول التورم الناجم عن الحرق البدئي . و من الهام جدا" هنا تذكر أنه في حال كانت الشكوى هي النزف المستقيمي و أظهر التشخيص وجود بواسير داخلية ، يجب إعادة تقييم المريض في حال عدم السيطرة على النزف ، حيث يمكن اكتشاف بوليب أو سرطانة على مستوى أعلى في الأمعاء الغليظة . 2. منع الاحتقان :يمكن منع حدوث احتقان الوسادة الوعائية الهابطة ( الناجم عن نهاية سفلية متقلصة للمعصرة الداخلية ) إما عبر تمطيط الشرج يدويا" ( و يسمى أحيانا" بشكل غير مناسب التوسيع اليدوي ) ، أو عبر قص الأجزاء السطحية من المعصرة الداخلية في الحافة الجانبية ( الساعة 3 ) للقناة الشرجية . و بكلتي الحالتين يمكن أن ينجم عن ذلك عدم استمساك بالشرج . · المعالجة الجراحية الجذرية : إن حوالي 20 % من مرضى البواسير الذين يراجعون العيادة الجراحية يحتاجون لتداخل جراحي لاستئصال البواسير . تعتبر عملية استئصال البواسير عملية فعالة عند كبار السن مع معصرات ضعيفة و الذين يكون الألم لديهم أقل بعد الجراحة . كذلك ينصح بالجراحة للمرضى صغار السن ذوي البواسير الكبيرة التي تستمر بالظهور رغم محاولات العلاج المحافظ . و يبقى هنالك احتمال هنا لحدوث عدم الاستمساك . يمكن لعملية استئصال البواسير أن تكون مفتوحة ( حين يترك الجرح مفتوحا" ليندمل بالتحبب ) أو مغلقة ( عندما يتم شق البشرة الشرجية و إجراء بعض التسليخ تحت المخاطية و من ثم خياطة الجروح ) . يوجد حاليا" مناصرين ينادون باستخدام اللازر في تخريب البواسير بسبب نتائجه الأفضل . و في بريننغهام الإنكليزية ، تمت مقارنة نتائج استخدام اللازر مقابل استخدام التقليدي في استئصال البواسير ، و تبين أن الفعالية متساوية . لكن يبدو أن استخدام يسبب ألما" أقل بعد الجراحة و يمكن للمريض أن يبقى ليوم واحد في المشفى بعد الجراحة . و حيث أن أرخص من المعالجة باللازر ، لذلك يعتبر اليوم خيارنا الأفضل في استئصال البواسير . لا توجد حاجة للربط أو الخياطة ، و تكون الجروح جافة في نهاية العمل الجراحي بحيث لا يكون هنالك حاجة لدكة أو ضماد بعد الجراحة . 2. الشقوق الشرجية : · المعالجة الطبية : لا تملك المعالجة الطبية الكثير لتقدمه في تدبير الشقوق الشرجية . إلا أن زوال الإمساك عند الأطفال يؤدي إلى الشفاء العفوي . و يمكن أن يتم استخدام مراهم التخدير الموضعي إلى فترة قصيرة من زوال الأعراض . لكن الاستخدام المستمر لها في الشقوق الشرجية المزمنة أو الناكسة قد يؤدي ( خاصة عن الكبار ) إلى تحريض تحسس جلدي و لا يعتبر عمليا" مثل المعالجة الجراحية المحافظة . · المعالجة الجراحية : و تتضمن معالجة التشنج الشرجي و / أو التضيق الذي يرافق الشق الشرجي . حيث أنه حالما يزول التضيق ، تندمل جميع الشقوق الشرجية تقريبا" . يتم إجراء عملية تمطيط ( توسيع ) الشرج عادة تحت التخدير العام . يتم إدخال إصبعين ضمن القناة الشرجية و يتم تبعديهما عن بعضهما بالتدريج مع تدويرهما من أجل تمطيط الجزء المتضيق من الشرج . و من ثم يتم إدخال أربع أصابع و إجراء توسيع تدريجي يستمر لحوالي 2 – 4 دقائق . يتم إجراء خزع للمعصرة عادة عبر شق صغير جانبي ( خزع المعصرة الجانبي تحت الجلد ) . يستند مناصروا عملية الخزع على فكرة أنها أكثر دقة من تمطيط الشرج ، لكنها أيضا" تعتبر أكثر صعوبة و قد يتلوها نزف غزير . و أحيانا" يحدث الإنتان و يتطور في المنطقة خراج حول الشرج . تبلع نسبة النكس بعد أي من العمليتين أقل من 10 % . إلا أن 2 – 3 % من المرضى تصبح القدرة لديهم على الاستمساك بالنسبة للمواد البرازية السائلة أو الصلبة أقل مما يجب . 3. النواسير حول الشرج :و ندرس : · داء كرون : ينصح عادة عند مرضى داء كرون أن يتم علاج النواسير الشرجية بشكل محافظ حيث أن المعالجة الجراحية للنواسير العميقة تحمل معها خطورة حدوث عدم الاستمساك . و قد تكون الصادات ( خاصة تلك الفعالة ضد العضويات اللاهوائية ) مفيدة في السيطرة على الأعراض . كما أن فعالية المعالجة بمثبطات المناعة عند مرضى الشكل العجاني من داء كرون مثبتة ، لكن هذه الأدوية نادرا" ما توصف. · النواسير الأخرى غير داء كرون : نادرا" ما تكون المعالجة المحافظة ناجحة في معالجة النواسير الشرجية الأخرى غير الناتجة عن داء كرون . تهدف المعالجة هنا إلى إيجاد الفوهة الداخلية للناسور ، و أفضل طريقة لذلك تتضمن استعمال لطيف لمجس منحني خاص ، و نادرا" ما يكون تصوير مجرى الناسور مفيدا" . كما أن حقن زرقة الميتلين في مخرج الناسور يساعد في تحديد مجراه و تفرعاته . إن التفرع الوحيد الهام هو الذي ينفتح ضمن القناة الشرجية . و حالما يتم علاج هذا التفرع عبر قص الألياف السطحية للمعصرة أو عبر تفجيره على فتيل مرن ، تندمل الامتدادات الجانبية عفويا" . و يجب أن ينتبه الجراح لعدم أذية المعصرة الباطنة . 4. التهاب الجلد حول الشرج أو الحكة الشرجية : تتضمن أساسيات المعالجة هنا إيقاف استخدام أية مواد محسّسة فعالة و العناية بالنظافة الموضعية لمنطقة الشرج عبر الغسيل المتكرر و التنشيف الجيد . كذلك يجب تطبيق الأدوية القابضة ( مثل نترات الفضة أو محلول برمنغنات البوتاسيوم ) في حالة تشقق الشرج ، خاصة إن كان هنالك غزو فطري ثانوي مرافق . لكن هذه الأدوية تسبب تصبغ معند للأيدي و الملابس ، لذلك غالبا" ما يقتصر استخدامها على مرضى المشافي . إن كان لدينا تحسس جلدي أكزيمائي واضح ، قد يفيد استخدام بعض مستحضرات الهيدروكورتيزون الضعيفة لفترة محدودة . إلا أن استخدام مثل هذه المراهم على المدى الطويل يمكن أن يحدث أذية في الجلد و يؤهب لانتان فطري ثانوي . يستطب علاج الآفات العجانية المرافقة ( مثل البواسير الداخلية أو النواسير الشرجية ) بعد أن تتم السيطرة على المرحلة الحادة من التهاب الجلد . في حالة الحكة الليلية المزعجة ، يكون لمضاد الهيستامين الجهازي ( مثل البروميتازين أثناء الليل ) تأثيرا" مسكنا" للحكة و منوما" بنفس الوقت . عند الأطفال ، يجب الشك بوجود ديدان شريطية ، و عند التأكد منها يتم علاجها بالبيبرازين . 5. الهبوط و عدم الاستمساك : و يشمل : · الهبوط المستقيمي : يميل هذا الداء عند الأطفال لأن يتراجع عفويا" حالما تتم السيطرة على الإمساك ( عادة بإعطائه حمية غنية بالألياف ) ، أما عند كبار السن فيحتاج غالبا" إلى علاج جراحي . إن تطويق الشرج باستخدام خيط نايلون أو تيفلون أو سيلاستيك أو سلك أمر مليء بالاختلاطات و لا ينصح به . حتى لو كانت مادة التطويق لا تسبب التقرح تدريجيا" نحو السطح ، إلا أنها تحرض على انحشار البراز مع زيادة عدم الاستمساك . و من ناحية أخرى تؤدي عملية تثبيت المستقيم على جدار العجز ( سواء" عبر مداخلة بطنية أو عجانية ) إلى نتائج جيدة إلا أنها تزيد من الإمساك المرافق . و يمكن إنقاص هذه النسبة عبر إجراء استئصال سين أو كولون أيسر مرافق . · عدم الاستمساك : يمكن معالجة عدم الاستمساك التالي لرض مباشر على المعصرة الشرجية عند معظم المرضى عن طريق الخياطة المباشرة للمعصرة المقطوعة . و قد أصبحت مثل هذه الإصلاحات الجراحية حاليا" أكثر أمانا" و سهولة عبر استخدام الصادات الوقائي . و من الممكن حاليا" تجنب انفتاق الجرح عبر تطبيق حمية خالية من البقايا لفترة أسبوعين ، حتى يتم الاندمال . إن الرضوض التالية لعمليات الولادة عند الحوامل على المعصرة الشرجية يمكن أن تترافق مع إزالة تعصيب جزئي للمعصرة المتبقية ( غالبا" بسبب تمطط التعصيب المرافق ) ، و لا يكون الإصلاح التشريحي للمعصرة هنا ناجحا" دوما" .