عقد يوم الخميس المنصرم 5/1/2012 في حيفا لقاء تنسيقي وتشبيكيللجمعيات العربية من اجل دعم العمل المشترك، بمبادرة المؤسسات اتجاه، جمعية عدالةومركز مساواة، في محاولة لصياغة سياسة موّحدة للتصدي للهجمات الشرسة التي تشنهاالكنيست الحالية والحكومة اليمينية الفاشية على مؤسسات حقوق الانسان، ومؤسساتالمجتمع المدني، على جماهيرنا الفلسطينية بشكل خاص والحريات عامة.
وأجمع الحاضرون على أهمية هذا اللقاء، وعلى أهمية تطويرالعلاقات بين الجمعيات والتنسيق بينها في القضايا التكتيكية والاستراتيجية للمدىالبعيد. شارك في هذا اللقاء العديد من المندوبين عن المؤسسات العربية الفاعلة فيالمجتمع العربي ومنها : المؤسسة العربية لحقوق الأنسان، مدى الكرمل، جمعية بلدنا،لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، مركز إعلام، جمعية التطوير الإجتماعي، نساء ضدالعنف، أصوات، المشغل، جمعية تطوير المكتبات في الوسط العربي، وإنجاز.
من جهته أكد صبحي صغير رئيس إدارة "اتجاه" – اتحادالجمعيات العربية، على أهمية تنشيط اتجاه كوحدة لجمع العمل الأهلي وإعادة هيكلةالبنية المجتمعية الفلسطينية في مواجهة نهج السلطة. مشيرا الى ضرورة تبادلالمعلومات والمعرفة بين الجمعيات العربية، التنسيق والتشبيك، مؤديا بالتالي الىخلق أجواء تكاملية.
بينما أشار المحامي حسن جبارين – مدير عام مركز"عدالة" على أهمية الالتفاف حول "اتجاه" ودعم هذهالجمعية. وشدد جبارين على ضرورة مواجهةالموجة العنصرية، بالذات أنها استمرارية لقانون منع إحياء ذكرى النكبة، وقانون منعالدعم عن الجمعيات التي تدعم مقاطعة اسرائيل دوليا، وخصوصا التصدي للبند المتعلقبيهودية الدولة في قانون الجمعيات.
وتطرق مدير مركز مساواة – جعفر فرح، في مداخلته لطريقة العملالتي يتوجب على الجمعيات العربية تبنيها في مواجهة هذه الموجات العنصرية الفاشية،مشيرا الى أنها يجب أن تأخذ منحى دبلوماسي دولي، وآخر على مستوى العمل البرلمانيفي الكنيست، وفي المستوى الثالث شدد على ضرورة الالتفاف حول الجمعيات المحليةودعمها، لكونها أول من يتضرر من هذه السياسات. وأكد أن التفاوت في عمل الجمعيات هوأمر طبيعي، فبعضها يعمل على المرافعة، وآخر على تقديم الخدمات، مشيرا الى تكملةأحدهما دور الآخر.
وصرّح محمد زيدان – مدير المؤسسة العربية لحقوق الإنسان:"هنالك قوانين خُلقت لكي تُخرق، موجة القوانين هذه هي غير عادية وتستوجب رداغير عادي، علينا تسجيل موقف جريء وجدي بإجماع أكبر عدد من الجمعيات".
وقالت عايدة توما – سليمان، مديرة "نساء ضد العنف"أن هذه المبادرة مهمة لتطوير آليات العمل المشترك في المجتمع المدني، مضيفة:"نحن تجاوزنا مرحلة الهجمات العنصرية، وبتنا في مرحلة الدولة الفاشية. عمليةالهجوم ليست على إثنية واحدة، وانما باتت تشمل كل شيء. خصخصة العنصرية أمر قديم،وعلينا البحث عن أصدقاء جدد وعدم تحميل نفسنا أكثر من طاقتنا". وخلصت الىضرورة عقد لقاءات إضافية لتحديد الأهداف والاستراتيجيات المستقبلية لمؤسساتالمجتمع المدني العربية.
وتحدث بروفيسور نديم روحانا – مدير "مدى الكرمل" عنالتجربة التي مرّت بها الجمعية بحيث أوقفت الحكومة الكندية تمويل مشروع بحثي كانتقد أقرته نتيجة ضغوطات سياسية، وقد اضطرت الحكومة الكندية الى التنازل خلال التماسقدمته "مدى" ضد الحكومة الكندية لتستعيد التمويل عبر اروقة المحاكم.وشكر الجمعيات العربية والأحزاب على موقفها والتفافها حول مدى الكرمل في تلكالفترة، مشيرا الى ضرورة استمرار هذه المبادرة وتطويرها. وأكد على ضرورة عدم منحأي جهة فرصة الاستفراد بالجمعيات المحلية.
وشددت آية مناع – أحد منسقي اللقاء، على ضرورة وضع قضية النقبوالتصدي لمخطط برافر، على رأس سلم أولوياتنا، مقترحة عقد اللقاء القادم في النقب،دعما لصمود أهله وجمعياتنا العربية.
وتقرر في الاجتماع على أن يشكل هذا المنتدى هيئة ثابتة معاحتمال توسيعها وضم مندوبي جمعيات أخرى، التنسيق الدائم مع لجنة المتابعة العلياللجماهير العربية وتمرير رسالة شاملة تمثل المؤسسات العربية للحكومة الاسرائيليةوللمؤسسات الدولية من خلال السلك الدبلوماسي في البلاد. وسيتم صياغة ورقة موقفموحدة لكافة الجمعيات وإرسالها للسفارات والاتحاد الأوروبي والحكومة الاسرائيلية! كما تم الاتفاق على أن يلتقي المنتدى بشكل دوريلتنسيق الجهود الجماعية.