بأمسية "صمت الحروف... صوت الألوان"

العشرات يشاركون بأمسية "صمت الحروف... صوت الألوان" إحتفاءا بالشاعر رشدي الماضي في مركز الكرمل الثقافي

شارك العشرات مساء الخميس المنصرم في مركز الكرمل الثقافي بحيفا في أمسية "صمت الحروف.. صوت الالوان"، ورسائل الفن والأدب، التي تصافحت بها كلمات الشاعر رشدي الماضي مع لوحات ابداعية للفنان كميل ضو، وتأتي الامسية بمناسبة صدور الديوان الجديد للشاعر الحيفاوي رشدي الماضي، والتي قامت بإصداره بحلة قشيبة مكتبة "كل شيء". وافتتحت الامسية عُلا عويضة والتي رحبت بالحضور، وبالشاعر المربي رشدي الماضي والذي عمل بسلك التربية مدة 36 عاما، وشغل منصب مدير مدرسة المتنبي لأزيد من 20 عاما، ويشغل حاليا منصب عضو إدارة في جمعية التوجيه الدراسي ومركز مساواة، والفنان كميل ضو الخطاط والمعلم الذي درّس لمدة 30 عاما، وتميّز بخطه وشارك بالعديد من المعارض داخل البلاد وخارجها. وتحدث الشاعر فهيم ابو ركن قائلا:" تنشر صحفنا المحلية العديد من القصائد التي نمر عليها مر الكرام وننساها ولا يبقَ الا شعور بالخيبة، ويؤخذنا الانجراف الى استنتاج خاطئ بأن القصيدة تمر بأزمة، ومن هذه القصائد القليلة والنادرة والتي يطيب لنا أن نقرأها ونتمتع بتعابيرها قصائد رشدي الماضي فلغته لها نكهة مميزة". وتابع:" الشاعر رشدي الماضي وهو من قرية اجزم المهجرة أخذ الشعر ملاذا ليعبر به عن اواصر الحنين والحب والوفاء، ولأن الشعر ترجمة المشاعر، ازداد شعره ميزة بأسلوب الحداثة وشعره لا يحده قانون ويستطيع المستمع ان يميز ويغربل جيدا بأن هذا الشعر لا يمل منه، ونحن نقف امام شاعر اطلع الدراسات بزخم كبير، ليخرج الينا بنتاج خصب عميق ". واضاف:"شاعرنا رشدي الماضي ملم ويستعمل تعقيدات هذا العصر عصر الاغتراب والخوف، ومن جهة اخرى يخاطب الروح ، وهو أمير الكلام ونشاهد تطوره اللغوي وهي لغة فصيحة مميزة تختلف عما يتوقعه القارئ ويصيب المعنى الصحيح، والمضمون يتناول الانسان والوطن، ويبدو الحب والشغف يغلفان مشاعره تجاه هذا الوطن". الفنان المربي مارون قعبور قال:"منذ القدم نظر الى الشعر والرسم على انهما ينبوعان متداخلان من الابداع رغم اختلاف الوسائل، وقيل ان الشعر رسم ناطق والرسم شعر خاطف. الكثير من الشعراء كتبوا تاريخ الابداع وهو تاريخ مشترك وان اختلفت صور التعبير والرسم والشعر، وهناك منطقة مشتركة حسية وروحانية في آن واحد، انهما لغتان مختلفتان ويشتركان بالكيفية، الرسام والشاعر يبدعان ويبقى دورنا القراء لنحكم عليهما، وكي نحكم على العمل الجميل فليس بالضرورة ان نكون مبدعين الا اصحاب ذوق لنستمتع بالجمال، ويبقى الجمال يدعو الى امعان النظر بإنتباه ومن هنا تأتي اهمية الشعر، ونحن نقف امام عقد قران خاص ومميز بين الشعر والرسم، والمميز وانه يكرم شاعر خاص ورسام راق وانه اليوم لعرس مميز لان بالتحضير لهذا العرس عبر عن مضامينه باللغة العربية وما أدقه من اختيار وما أحكمه وما أجمله". أما رئيس إدارة مركز مساواة جعفر فرح قال: نحن لم نتوقع ان يكون المعرض بهذا الجمال، نحن جنود هذه المعركة وشعرنا بأهمية الدمج بين الكتاب والعمل الفني والشعر، وها نحن اليوم نجني معكم ثمر هذا النجاح، ولكننا نسعى لاشراك طلاب المدارس، فللأسف اليوم وبسبب ابتعداهم عن الكتب، وانشغالهم بالتلفزة والانترنت سنحضرهم لهنا للاستماع لمحاضرات منكم". وتابع :" مركز مساواة دخل مؤخرا لمشاريع اخرى بالاضافة لحقوق الاقلية العربية وهي المشاريع الثقافية وذلك لاهمية هذا الحيز، للتحدث عن الثقافة كمطلب لنا وكبديل للعنف ودعينا كل مؤسسات شعبنا لتزيّن الحيّز العام بالعمل الفني وكان لنا عدة مشاريع". واختتم بالقول :" اشكركم لاختيار المكان هنا، ولاشراك الناس بهذا العمل الرائع، واشكر الطاقم الذي تجند لهذا الحدث المهم". الفنان كميل ضو قال: "هذه الامسية امسية مميزة لاننا نكرم شاعر مميز وهو الاستاذ رشدي الماضي، قبل 4 اشهر التقيت بصالح عباسي وولدنا فكرة بتكريم الاستاذ رشدي ومن هناك بدأنا ببناء لوحات تشكيلية واستطعنا ان نكرمه بـ 21 لوحة، وهو ليس فقط شاعر، بل أنه بتحدى ايصال الشعر لأبعد ما نفكر وهو يخوضك الألم والامل الولادة والولادة الجديدة وكل الامور التي تخص الانسان، وللاستاذ رشدي رصيد 36 عامًا في سلك التعليم والتربية، ومن الصعب على المربي الابداع بفترة التعليم ولكني اشكر الله ان الاستاذ رشدي تقاعد وبات يعطي بغزارة ونتمنى ان يمد الله بعمره لنستمتع بقصائده". الفنان والخطاب بشارة ديب قدم معزوفة مميزة للشاعر الفلسطيني الراحل عبد الرحيم محمود، واغنيتان من تلحينه. أما الشاعر رشدي الماضي فقد كان له الكلام الختامي للأمسية، إذ قال:" بعد الكلام لم يتبقى لي ما أقول وسأقول بإختصار " أن في الدار بئر غضبان، اركب معي خيول قائدي يرتفع الكلام أمامك واليوم أكملت لكم فصول روايتي مفتاحا يتقافز الى حيفا الى كنعان عائدا عائدا". وتابع: "في هذا الزمن الحساس والدقيق ولن ابالغ اذا قلت في هذا الزمن اللئيم يتجاذبنا هاجز الوطن المنشود يتبعه ميزان الحق وفارسا يعتنق الحرية فكيف يضيع حق ورائه مطالب، نبقى نافذة التي انتظرك قريبا. وهاجز الوطن الوجود ولو كان معنويا وطن الكلمة الكلمة الطيبة والمتلزمة والتي يبتعد عنها الحدي كعامل وفي في مصنعها العامر وأمحور كلامي عنها، وهذا ما نراه يتجسد جليا في هذه الامسية وامام هذه اللوحة الانسانية، وهذه اللبلة جمعت كوكبة من المؤسسات والمبدعين في ماء الفن والادب ولا يسعني الا ان اقدم شكري الى صديقي صالح عباسي الذي بمشروعه الحضاري يعطي للكلمة قيمة وقامة عالية، واشكر مركز الكرمل الثقافي ومركز مساواة وجمعية التوجيه الدراسي لاحتضانهم الامسية في بيت دافئ ربما لا يثير الدهشة والجمال من الخارج، وعندما ندخله نحس بالدفئ والمحبة، ونشكر الشاعرة علا عويضة والفنان فهيم ابو ركن والفنان مورين قعبور والفنان بشارة ديب".