العجائب أكثر من سبع أو عشر

من البديهيات أن عجائب الدنيا السبع تضعك في حالة اندهاش و تساؤل مستمرين, لكن أن تعيش كل يوم عجيبة دون أسئلة فهذا هو الجديد. فالعجيبة الأولى: أن القانون هو المنظم الرئيس لحياة المرأة منذ ولادتها وحتى مماتها وهي براء أن تشارك في وضعه أو حتى من أن تعرفه , لا يعرفونه إلا بعد وقوعهن بمشكلة خاصة, إلا قلة من المثقفات, وتفاجئن إن هذا القانون المفروض انه الحامي لهن هو العقبة الأساسية لتطورهن. والعجيبة الثانية :إننا نكتشف نحن النساء إن عقد الزواج هو عقد مدني يمكن من خلاله أن نضع شروط من شأنها أن تحمينا في المستقبل . وعلى ضوء هذا الاكتشاف قامت جمعية المبادرة الاجتماعية (المرخصة الشهر الثالث 2004م .والمنحلة فيما بعد بتاريخ24/1/2007م) باستطلاع رأي حول ضرورات تغيير القوانين المجحفة بحق المرأة وكان هدف الاستطلاع التعرف على اتجاهات الناس نحو تغيير التشريعات المتعلقة بالمرأة وإلقاء الضوء على الآثار السلبية لبعض المواد القانونية على الأسرة والمجتمع وكانت أدوات الاستطلاع تصميم استبيان مؤلف من 24 سؤال وتحكيمه من قبل مختصين وتجريبها على عينة مصغرة واستخدام المقابلة المباشرة وكان مجال الاستطلاع محافظات (دمشق-ريف دمشق-حلب-طرطوس حمص-دير الزور-السويداء) شملت العينة 2855 مواطن ومواطنة فتشكلت العجائب المتلاحقة حول هذا الاستطلاع. فالعجيبة الثالثة:ان84%من الرجال في ريف دمشق أجاب بنعم على سؤال:هل الطلاق التعسفي يؤثر سلباً على المرأة ؟ بالمقابل 94%من نساء ريف دمشق كان الجواب بنعم وهي نسبة عالية تدل على تنبه المجتمع بمختلف المحافظات للضرر والأذى الذي يلحقه الطلاق التعسفي بالنساء المطلقات وكذلك حق المرأة المطلقة بالتعويض كانت أعلى نسبة من الرجال 82% بنعم في السويداء فهذا يؤكد الوعي المجتمعي لتغيير القوانين المجحفة بحق المرأة والتي ظهرت من خلال التناسب بين أصوات الرجال الرافضة والنساء أيضاً. فهذا يدلل على الفجوة بين الفكر الجمعي الحالي وبين القوانين الناظمة والحاكمة لهذا المجتمع وكما قلنا إن هذا الاستبيان استدرج عجائب أخرى فالرابعة إن بعض أئمة الجوامع استنكر هذا الاستبيان واعتبروه رجسٌ من عمل الشيطان, وان القائمين عليه كفرة وعملاء للصهاينة وهذه الخزعبلات ستؤدي إلى أمركة المجتمع السوري فكيف يحق لثلة من الناشطات والناشطين والمختصات والمختصين, أن يتجرؤوا فقط ويسألوا العامة من الشعب عن رأيهم في تغيير بعض القوانين التي يعيشون في ظلالها وتحكمهم وتتحكم بهم فكانت العجيبة الخامسة: إن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل, اعتبرت هذا الاستطلاع, ليس فقط رجسٌ من عمل الشيطان وخروجه عن الطاعة العمياء والقطيع, بل هو عمل يطال آمن الدولة وسلامتها فكيف وقد آثار شجب وسخط قلة من المشايخ الذين يحمون آمن البلد. فما كان من الوزارة بأن قامت بنعي هذا الاستبيان الحاصل أصلاً على جميع الموافقات النظامية والمتسلسلة بدءاً من الموافقة الأمنية وانتهاءاً بموافقة الوزارة, لكن هناك أصوات أقوى من كل تلك الأنظمة والإجراءات التي جرت معها العجيبة العجاب السادسة: والمتسلسلة وبشكل نظامي أيضاً حل تلك الجمعية (جمعية المبادرة الاجتماعية) الآثمة من قبل الوزارة وذلك للصالح العام, وحُجبت الجمعية من العمل ومُنعت من متابعة النتائج التي كلف الوصول إليها الكثير من الجهد والعمل والبحث للوصول إلى هذه النقاط والنتائج الهامة وتتالت العجائب لتأتي السابعة: بمسودة مشروع لقانون الأحوال الشخصية الطالباني الرجعي والطائفي بامتياز, والذي يصف المرأة بالمطوءة وهي فقط وعاء للإنجاب والبيت وبعد حرب طاحنة بين بعض الناشطين والناشطات والإعلاميين والمثقفين, وبعض الأحزاب وبين هذا المشروع تم سحب هذا المشروع من السوق وكأنه مادة فاسدة لم يعرف من طبخها حتى الأن من يقول أننا لسنا سباقين فنحن نسبق العالم بعجائبه,فالعجيبة الجديدة والثامنة: تجلت بالمشروع الجديد لقانون الأحوال الشخصية والذي ذيل بتوقيع وزارة العدل والعجيبة فيه انه على أساس جديد لكنه هو نفسه القديم حتى انه يلبس حلة جديدة على العيد (لم يتأثر بغلاء المازوت!!!!) وعلى هذا المنوال قد تصل عجائبنا المدهشة والسوداوية والمأساوية إلى العشر أو أكثر !!!