دشن يوم أمس أول اجتماع لشبكة الرجال البحرينيين لمناهضة العنف ضد المرأة في بيت الأمم المتحدة. وشارك في الاجتماع عدد من الوزراء وأعضاء مجلسي الشورى والنواب ورجال دين، معلنين عن تأسيس شبكة رجالية تُعنى بمناهضة العنف ضد المرأة تيمناً بالدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بأن كي مون في فبراير/شباط .20008 وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار البحارنة في كلمته الافتتاحية على أن ‘’المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة جعل من الإنسان البحريني ركيزة أساسية تقوم عليها نهضة الوطن، إيمانا منه بأن الإنسان البحريني هو الكنز الذي لا ينضب وبأنه المشروع الناجح أبداً’’.
وقال البحارنة ‘’أخذ المشروع الإصلاحي بيد الإنسان في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية’’. وأضاف ‘’وجاء إنشاء المجلس الأعلى للمرأة تتويجا لجهود المرأة البحرينية المخلصة وليكون لها صرحاً تواصل عبره العطاء والتضحية في مختلف المجالات التي تخدم المملكة’’، مشيراً إلى أن ‘’المجلس استطاع برئاسة قرينة عاهل البلاد سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة أن يخطو وفي زمن قياسي خطوات بناءة عززت من مكانة المرأة البحرينية في كل محفل’’.
وأوضح إن ‘’العنف ضد المرأة ظاهرة يرفضها المجتمع البحريني ثقافة ودينا وخلقا’’، داعياً ‘’الأفراد والمؤسسات الرسمية والأهلية للمشاركة في دعم هذه الشبكة والوقوف يدا واحدة ضد العنف بكافة صوره وأشكاله’’. وأشار إلى أن ‘’المجتمع البحريني عرف دوما بتسامح أبنائه ودعة تعاملهم رجالاً كانوا أن نساء، كما أن وسمعة الإنسان البحريني الطيبة التي تمتاز بسعة الصدر واللين في المعاملة والعزوف عن استخدام العنف في أوقات الشدة أو الرخاء ليست بخافية على أحد’’. ولفت إلى أن ‘’المرأة البحرينية تضرب أروع الأمثلة بكفاحها وطموحها ووقوفها إلى جانب الرجل أما وأختا وزوجة وابنة فأصبحت لا تستحق منه إلا تكريم وتقدير’’.
من جهته قال المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيد آغا ‘’يتخذ العنف ضد المرأة أشكالا عديدة منها العنف الجسدي والجنسي والنفسي والاقتصادي’’ مشيراً إلى أن ‘’بعض هذه الأشكال تزداد أهميتها بينما البعض الآخر يتلاشى نتيجة ما تتعرض له المجتمعان من تحولات ديمغرافية وإعادة للهيكلة الاقتصادية وتحولات اجتماعية وثقافية’’. وأضاف ‘’التكنولوجيا الحديثة قد تجلب معها أنواعا جديدة من العنف، مثل المطاردة عبر الانترنت وعن طريق الهاتف. بعض أنواع العنف مثل الاتجار بالبشر والعنف ضد العمالة الوافدة أصبحت تعبر الحدود الوطنية’’. وتابع ‘’تتعرض المرأة في العام للعنف في أماكن عدة بما في ذلك في محيط العائلة والمجتمع وفي عهدة الدولة وأثناء النزاعات المسلحة وما يتلوها، كما يتواصل العنف ضد المرأة عبر حياتها من قبل الولادة إلى الشيخوخة ويتخلل القطاعين الخاص والعام’’. وأشار إلى ‘’العنف ضد المرأة لا يشكل فقط انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان ولكن له أيضاً تكاليف اجتماعية واقتصادية ضخمة، بالإضافة إلى كونه يضعف من مساهمة المرأة في التنمية والحفاظ على السلام والأمن’’، موضحا ‘’انه يشكل تهديداً خطيراً لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دولياً بما في ذلك الأهداف التنموية للألفية’’.
ولفت آغا إلى ان ‘’الدعوة وجهت لشخصيات بارزة للانضمام إلى هذه الشبكة والحضور يدل على مستوى من الالتزام مطمئن ومن شأنه أن يساعد الجهود التي نبذلها من أجل إنهاء العنف ضد المرأة’’. إلى ذلك دعت أمين عام المجلس الأعلى للمرأة لولوة العوضي إلى إعادة النظر في أحكام قانون العقوبات الخاص بالجرائم الواقعة على الأسرة. وقالت ‘’قام المجلس الأعلى للمرأة وكذلك المؤسسات الدستورية بجهود من أجل تقليل العنف الممارس على المرأة عبر إنشاء صندوق النفقة وتعديل واقتراح بعض القوانين التي من شأنها الارتقاء بوضعها في المجتمع’’. وأضافت ‘’كما جاء إصدار قانون الأسرة في شقه السني خطوة أخرى متقدمة في مجال رفع المعاناة عن كاهل المرأة’’. واستعرضت العوضي دراسة قام بها المجلس شخص العنف ضد المرأة في البحرين وسلطت الضوء على نطاق انتشار هذه الظاهرة في المجتمع البحريني وأسبابها، مشيرة إلى أن ‘’المجلس بصدد عمل دراسات أخرى تصب في نفس الاتجاه وتتلمس صورا أخرى للعنف الذي يمارس ضد المرأة. واعتبرت أن الرجل هو من أهم الشخصيات التي يجب أن يوجه له الخطاب في هذه القضية لما له من دور كبير، مشيرة إلى أن الإشكالية تقع في الكيفية التي يجب أن تغير بها الثقافة الدينية. وعبّرت عن مساندة المجلس الأعلى للمرأة إلى شبكة الرجال البحرينيين لمناهضة العنف ضد المرأة. واتفق المشاركون على الدعوة لاجتماع آخر مع بداية شهر رمضان المقبل، وذلك من أجل وضع الخطط والتصورات وطرق العمل لنشر الرؤية من أجل تعزيز الدفاع عن المرأة وإشراك أكبر قطاعات من المجتمع.
الغرض من الشبكة وإطارها
لا يمكن إنكار حقيقة أن العنف ضد المرأة يستحوذ على قلق الجميع، رجالا ونساء ففي حين ان النساء يتعرضن للعنف بشكل رئيس من قبل بعض الرجال فان الرجال بأنفسهم يمكنهم القضاء على العنف ضد المرأة، هذه الشبكة التطوعية أنشأت بهدف العنف ضد المرأة عن طريق زيادة الوعي بمخاطر حالات العنف ضد المرأة والدعوة إلى إنهائه وخصوصا من قبل الأولاد والرجال.
من هم أعضاء الشبكة أعضاء الشبكة هم رجال بحرينيون بارزون يتوقع ان يكونوا قدوة لفئات عديدة من الرجال والأولاد ويمكن النظر في توسيع الشبكة لاحقا.
لماذا الرجال؟ الرجال بإمكانهم التحدث والتدخل، إذا لزم الأمر عندما يقوم أصدقاؤهم وأقرباؤهم من الرجال بالاعتداء على النساء أو إهانتهم. حياة قريبات الرجال من أخوات وبنات تتأثر بالعنف وسوء المعاملة. بإمكان الرجال المساعدة في خلق ثقافة يصبح فيها سلوك الأقلية التي تعامل النساء والفتيات بالازدراء سلوكا غير مقبول.
الأنشطة بإمكان أعضاء الشبكة التطوع بالقيام بالاتي أو دعوتهم للقيام به: المشاركة في الاجتماعات السنوية أو شبه السنوية لتقييم الوضع وتقديم أفكار لحملة العنف ضد المرأة. التحدث علنا خصوصا مع مجموعات الشباب والأولاد عن قضية العنف ضد المرأة بغرض رفع مستوى الوعي العام. الدعوة إلى إصدار قوانين جديدة تكافح العنف ضد المرأة. حضور فعاليات الأمم المتحدة المتعلقة بمكافحة العنف ضد المرأة. العمل مع المنظمات المعنية في القطاع الخاص ووسائل الإعلام وغيرها لإنهاء العنف ضد المرأة.
أمثلة أخرى حملة الشريط الأبيض هي اكبر جهد في العام لرجال يعملون من اجل القضاء على العنف ضد المرأة. ففي أكثر من 55 بلدا فإن الحملات يقودها الرجال والنساء على حد سواء، مع ان التركيز هو على تثقيف الرجال والأولاد. في بعض البلدان يتحول هذا الجهد إلى حملة تثقيفية عامة تتركز على إنهاء العنف ضد المرأة. مؤسسو شبكة الرجال البحرينيين لمناهضة العنف ضد المرأة - وزير الدولة للشؤون الخارجية نزار البحارنة - علي فخرو - إبراهيم بشمي - باقر النجار - منصور الجمري - قاسم حداد - صلاح علي - خليل المرزوق - جاسم عبدالعال - الشيخ حميد المبارك - الشيخ ناصر الفضالة - الشيخ ناصر العصفور - الشيخ عدنان القطان
جريدة الوقت البحرينية