اما ان تكون قائدا او لا تكون....القصة لا تستدعي حنكة من لا حنكة له.....سياسة متعثرة مغلقة الافاق والحدود،شخصية مهزوزة مبعثرة متلكأة لاتمتلك الحد الادنى من مقومات الكارزماتية،اعتقد انه ليس بذنبك،قذفت في مكان فسقطت قائدا.
ربما يستغرب البعض مما اكتب خصوصا انني فلسطينية ولست مصرية،ولكن الواقع العربي اليوم والواقع المصري والفلسطيني متلازمان،كثيرة هي القضايا التي كان لمصر شأن عظيم بها ومنها القضية الفلسطينية،ولطالما كانت مصر قائدة مؤثرة في التحولات السياسية والثقافية والاقتصادية،جميعنا نعلم مصر ونعيشها حضارة ولهجة وثقافة،لم يتوقع احد منا ان تصل الامور في مصر الى هذا الحد الذي افقدها مكانتها وهيبتها واصبحت كالكرة تتقاذف بين ارجل الساسة دون مراعاة الحد الادني من اهميتها والتي اعتقد انها العمود الاساسي في تثبيت العالم العربي من الانهيار.....
دعوني اتعصب قليلا لمصر صاحبة ال90 مليون نسمة،دعوني ابحث واياكم عن خبايا مصر في التاريخ العربي منذ الاستعمار وحتى اليوم،كانت المنطقة اكثر امنا وسلاما وكانت مصر مفتاح التحولات في مسار القضية الفلسطينية،وكان الشعب المصري دائما الدرع الواقي لهذه القضية وكان صمام امانها...نعم كنا دائما نرى مصر عروبة وهدفا ومنارة، كنا نتكل عليها في جميع قراراتنا،على الرغم من الاخطاء التي وقعت بها مصر خصوصا في الاتفاقيات التي ابرمت بين اسرائيل والفلسطينين،وكنا جميعا نصف الحزب الحاكم الممثل بشخص مبارك واعوانه بالخائن المتخاذل العميل،الا انه ورغم ذلك كان هناك الموقف الشعبي المصري الذي كان يترصد لاي محاولات للمس بالقضية الفلسطينية،وكنا نرى المظاهرات التي تخرج للشوارع تنادي فلسطين حرة وكان اوجها الحرب على غزة في العام 2008......
لن ننسى الشيخ امام والفنانين المصريين الذين سطروا باوتارهم فلسطين ووطن للمصريين قبل الفلسطينين،لن ننسى المثقفين والفنانيين المصريين حين كانت رسالتهم لفلسطين كوطن لهم كما هي مصر،ولكن ما الذي الت اليه مصر الان؟؟؟؟؟
قمة الغباء في قائد ليس بقائد،حول مصر من قاعدة امنة للتحولات في العالم العربي الى بلد الفوضى تحت عنوان الثورة،اود ان اخبرك سيدي شيئا غائبا عنك اوله انني اتابع خطاباتك وودت لو لمرة واحدة ان افهم خطابك واجاباتك التي توحي بجهل مدقع في السياسة،لا رؤية واضحة ولا وعي بالشارع وتحولاته،وتجاهل تام لمطالبه،بعض خطاباتك سيدي توحي انك لست في مصر ولا تقف امام نافذتك ترى حناجر التمرد على غباءك.....
لم تفهم للحظة واحدة انك قدمت على دبابة الشعب الذي تخلص ممن قبلك ليجد فيك المخلص المنقذ.....تعليم وصحة وبنية تحتية وتنمية وحرية وديمقراطية وانفتاح واقتصاد مزدهر وسيادة واستقلال للقرار...........
قرر الشباب المصري اتخاذ خطوة الدمار من اجل مستقبل افضل،لم يكن ميدان التحرير الا معتقلا للحرية وجد الشعب من خلاله مصر الدنيا تمتلك الدنيا بعيدا عن القمع والظلم والاستبداد والقهر والفقر.....
جئت على دبابة الشعب لتسحل الشعب وتقتله وتقضي على حرياته تحت اسم الاخونة وتحت اسم الدين....اسأل بحق الله ان تفهم وان تعي واقعك المزري،رأيت حوارك عبر فضائية الجزيرة جعلتني اشعر ان مصر امنة وان ما يجري في الشارع هم مصريون جهلة،اي قائد هذا الذي قدم على سلم الثورة يصف شعبه بالجهلة،فلم قبلت ان تحكم جهلة اوصلوك الى هذا المكان........
الامر الاخر.....هل كان الشعب المصري يريد تبديل وجوه،اي ان يسقط مبارك ليأتي بمرسي...
ان عدم وعيك السياسي واعتقد انك ظلمت في هذا المكان ولا ادري لماذا كنت انت،الراصد لتاريخك في الولايات المتحدة الامريكية يرى انك شخص منعزل غير محاور،حتى ان بعض طلابك لم يكونوا يفهموا حديثك, وانا لا الومهم فقد سمعناك مرات عديدة وزلات لسانك والمعلومات الخاطئة التي تدلي بها تؤكد على ضعف واضح في ادائك ككقائد وكان الاحرى بحزبك ان يعي ان هذه مصر وليست دولة اخرى.....
ان قضية الاخوان في مصر ليست كما في غزة،فحركة حماس ليست نموذجا،فحكم 2 مليون نسمة يقبعون تحت الحصار من الجانب الاسرائيلي والمصري ايضا ليس كمن يحكم الملايين التي قررت الثورة على ذاتها لتحيا بعزة وكرامة،من قال سيدي ان من يحكم باسم الدين يجب ان يقتل ويكفر ويحجب ووووووووو
انت جئت على دبابة الثورة،الشعب له مطالبه وحاجياته ويجب ان تكون اكثر وعيا،فالقضاء في عهدك فوضى،والشارع فوضى،والدستور كالبنطال تلبسه اليوم وتخلعه غدا،ولا احد يعلم ماذا تريد ولماذا تقول وما تقول وكيف تقرر وووووو
تساؤلات جعلت مصر على هامش المنطقة،تحولت من صمام امان الى دولة تبحث عن الامان،اعتقد انك في هذه الحالة اليوم اعدت مصر الى الحلقة المفرغة واعطيت الامان للغرب واسرائيل التي في عهدك اكثر ارتياحا،فالتنسيقات العسكرية على اكمل وجه،والفوضى في مصر جعلتها الى الوراء في التنمية والتقدم وعليه فوضى لا نعلم نهايتها....
ان العسكر في مصر .....خط الدفاع الاول لحماية مصر من اي اعتداء خارجي ولكن اليوم حولتهم الى امن دولة على الشعب،فمصر مخترقة للنخاع من جميع الجوانب العسكرية والاقتصادية ،وهذااعتقد بسبب غبائك.....
لم لا تعترف بأنك عاجز وتقرر الانسحاب وترك الساحة لمن يستطيع قيادتها،ماذا تنتظر،عول الشعب المصري على التغيير بعد الثورة،اعتقد ان اختيار الشعوب العربية للحركات السياسية ذات الخلفية الاسلامية نابع من اعتقاد هذه الشعوب ان الاسلام هو الحل لانها لا تعي الفرق بين الحركات السياسية المتأسلمة وبين الاسلام كدين وهذه هي المصيبة الكبرى.....
ان الحركات القادمة من خلفيات دينية وخصوصا في العالم العربي والذي اعتقد ان حكم الانظمة السابقة فيه التي شددت على تجهيله وتقنين فرص وعيه، قد لعبت على وتر الدين المخلص والمنقذ،واستخدمت العاطفة تجاه هذه الشعوب التي الى حد منا غير قادرة على التفريق والاختيار في الحكم على الامور, على اعتبار ان هذه الحركات ومنها الاخوان تحكم باسم الدين وبكلمة الله والحق،والامر الاخر لعدم وجود بديل خصوصا بعد ضعف اليسار وسقوط الشيوعية ......عوضا عن سياسة الانظمة الدكتاتورية في منع تشكيل الاحزاب والقمع الديمقراطي في الاختيار ترك الساحة بعد سقوطهم في حالة تخبط عجزت الشعوب من خلالها فهم الثورات التي قاموا بها ولم يستطيعوا رسم خط مسارها.....
هذا الامر دفع بحركات الاسلام السياسي والتي لا تمتلك الخبرة في الحكم،عوضا عن انها ومنها الاخوان المسلمين والتي دفعت ثمنا في حكم هذه الانظمة ان تنقل ما تعرضت له الى المعارضة وبدأت باستخدام العنف المبرمج ضدها كنوع من الحماية وهي بذلك اسقطت الظلم الذي تعرضت له على غيرها...................
لم تع هذه الحركات ومن بينها مرسي ان الشعوب العربية تغيرت،وهي تتوق للحريات وما يحدث الان في مصر ما هو الا عنوانا لذلك،لم يستطع الشعب المصري بكافة معارضيه الصمت على سياسة الاخونة حتى في غرف النوم،سياسة اختراق الحيز الخاص قبل العام،اما ان لك ان تعي ان العالم تغير وان الشعوب لن تعيش كما كانت في المدى القريب مع الانظمة الدكتاتورية ولن تعيش كما عاش العباسيون والفاطميون والامويين.............
سيدي الرئيس....نحن في عصر الانفتاح ،نحن في عصر توتير والفيس بوك واليوتيوب،نحن في عصر الحريات لا احتكار على العقل وتوابعه.....ارجوك اخرج من غباءك