مالك الريماوي الخميس 12/11/2009 مسرحية إذ قال يوسف تنتهك اليقين فينا وتسائله. وكأنها تريد أن تساعد الهيدرا على أن تنفث ضبابها. مخرج المسرحية يهديها: إلى الباقين "الذين أضحوا "خرائب تسكنها أشباح الذين هُجِّروا، إلى المسكونين بشبح السؤال.
إذا كان المسرح يقوم على حضور الجسد الإنساني ليخلق للتعبير لغة في وجه لغة العنف الصامت، فإن المسرح عندما يكون فلسطينياً فهو مسرح قسوة بالضرورة، مسرح لا بد له من عنف داخلي وخارجي لاستنطاق الصمت وكسر حلقاته، وفتحه على أمكنة الكلام. في هذا السياق، تندرج مسرحية "إذا قال يوسف"، فهي في سعيها لفتح الصمت وإعادة إنتاجه خطاباً مسرحياً يتسع لما هو "التاريخ"، ولما هو أكبر من التاريخ، ألا وهو "تنهيدة العاشقة"، تنهيدة ندى وهي تخبر عشيقها "علي" أنها لن تعيش معه، لأنها لا تستطيع أن تحتمل فكرة أن من يتنفس بين ذراعيها هو قاتل أبيها، أو المتهم بذلك. إن تنهيد كهذه هي تنهيدة من نجا من الحرب مشوهاً، تنهيدة كمطرقة تضربك في الداخل، تصيبك في منطقة الكينونة وتخبرك بما يعجز ألف تقرير أن يخبرك إياه، وتحرك فيك ما تعجز عنه كل الأرقام ولغتها المجردة.
وإذ قال يوسف الحكاية، فإنه سيقول حكاية الحب عندما تعترضه الحرب فيردد صرخة سيزان "إن الحياة لمرعبة"، وتأتي الموسيقى وترنيمة النساء العائدات من النبع بجرار الماء "ماؤنا بارد مثل الحجر ماؤنا ناعم مثل الشجر". إن الترنيمة وعمق الإيقاع فيها من جهة، وظلال الصورة وإيحاءات الجسد المائي فيها من جهة أخرى، هي تجربة لتشكيل ما لا يتشكل، فالموسيقى المتجسدة إيحاءً والجسد المائي الحاضر إيقاعاً هما هيئة وشكل ما هو غير مرئي، فالموسيقى هي إيقاع الكينونة وجسد المرأة تجسيدها، وحضور الماء هو جمع للموسيقى والجسد في العنصر الأكثر حزناً في العالم. إن الماء هو رمز الحزن الكثيف لأنه يبكي مع الناس جميعاً، فالماء هو حزن الجسد وبكاؤه.
فما هو غير مرئي وتشكله المسرحية حركةً وحواراً وموسيقى هو قصة القصة، وموقع الإنسان فيها بوصفه نقطة الحبكة؛ أي شكل القصة وبؤرة تنظيمها، وهذا ناتج عن طاقة المسرح وقدرته على أن يجمع فاعلية الفن إلى خبرة التاريخ، ما يجعله لا يعرض التجربة أو يحكي عنها فحسب، بل يخرط الجمهور فيما يجري، فالمسرح لا يعطينا إلا التجربة نفسها، تجربة الموت كذوبان في الوطن، وتجربة الحب كغرق في المرايا، وتجربة استرداد الذاكرة كعودة للبئر المدفونة.
فالمسرحية بدأت بندى ويوسف، ندى تود أن تجعل يوسف يستحم، والماء هو رمز الحزن الأنثوي، ويوسف يرفض ويستغيث بعلي بصوتٍ يذوب في الصدى، يوسف يرفض ثم يتشنج ويفقد القدرة على التنفس. هذه بداية ليست مرتبكة، لكنها مربكة للمشاهد ومبلبلة لذهنه، فبصعوبة ندرك أن هذا يحدث الآن في الوقت الحالي، ولكنه يخلق سؤالاً يبقى ينبش الذهن، من هؤلاء؟ وما سر الرائحة التي تشكو منها ندى؟ ولماذا يوسف مرعوب من فكرة الاستحمام لهذه الدرجة؟ وما سبب حالة التشنج التي دخلها، والتي تبدو قديمة وذات تاريخ؟ وما هو هذا التاريخ الذي يفيض على يوسف ويبني ذاكرته المائية؟ ينتهي المشهد الأول وتتولد الأسئلة ليس كرغبة في المعرفة فحسب، بل كدفقة في المشاركة وهوس في التورط.
وتعود المسرحية وتلعب بالساعة الزمنية، وتعيد مسرحة "نكبتنا" أو تعيدنا لنمسرح النكبة فينا، ونرى الحرب كجرح في الكينونة تخترقنا، تفتح فينا هوةً للعدم، هوة يهيم فيها الإنسان، يضيع حبه ويخسر نصف جسده أو نصف ذاكرته، ويحمل تيهه وترحاله، ولكنه لم ينته لأنه يملك الماء، يملك ماء الحكاية، فالحكاية هي مدخل الزمن وفوهة الانبعاث، ويمكنها أن تتيح للكينونة منبعها، وتخلق اندفاعاتها وانبثاقاتها، إن الجرح هوة الموت، وهو أيضاً انبثاق الكينونة واندفاع مائها، إن الحكاية للفلسطيني هي جرحه وهي ماؤه ومكانه لإعادة صناعة الكينونة.
تبدأ القصة من الراهن، وتوغل بالزمن، ولكنها تنتهي بحركة مسرحية تحكي عمق الحكاية، فالديكور المسرحي مكون من قطعة قماش تهيكل جغرافية القرية: هضاب، أراضٍ، بيوت، خطوات البشر وشفافية الماء وعمق الحزن فيه، كل ذلك يختفي فجأة، حبال من الجانبين تشد قطعة القماش، ترتفع القطعة، تشد أكثر، تختفي معالم القرية، تمحا وتبدأ بالتحول إلى سقف خيمة، يظهر تحته يوسف وندى والماء تشرشر عليهما، إنهم فلسطينيو العام 1948 المهجرون، يوسف وندى يحرسان الحكاية، ويحكيان أن لا زمن لهم خارجها، إن هذه النهاية العنيفة والحركة التي أوقفت الزمن، قطَّعت عقارب الساعة، وأطلقت الرصاص على مرآة الوقت، فتحطم الزجاج، سقطت المرآة تواجه الجمهور والممثلين ليقل كل منهم عن الآخر: إنه أنا. إن نهاية المسرحية تنتهي في اللحظة الراهنة لكن الزمن قد توقف، عقارب الساعة تشير إلى العام 1948، الجمهور يقف مصدوماً: إنهم نحن، إننا هم، إن ما رأيناه هو قصتنا هذا هو سر المسرح يريك عالمك، يظهر لك ما دفن في داخلك، يعطيك ما تبحث عنه أو ما تهرب منه، وكأن حاله يقول: كل ما أستطيع أن أعطيك إياه أنني أمكنك من أن تجعل عالمك مرئياً، هذا كل شيء.
إن المسرحية تقول الكثير، ولكن أكثر ما تقوله مسرحياً هو خطاب الماء كقول يخترق مألوف القوم واجتماعهم وينتج الضد فيه. ولذلك، فالمسرحية تبنى عالماً من ماء، فالماء هو ما يجوب كل الأمكنة، فهو مكمن كل الأشياء ومآلها، فكل شيء ينحل فيه ويذوب: الأحزان والألوان وتعب البشر وملح الأرض، فما يبقى هو الماء، لكن الماء نفسه إذا ركد تحولت كينونته من نهر إلى مستنقع.
ماءٌ يغنى، وماءٌ يحمل في الجرار، وماء ينسكب على جسد ندى كأنه غلالة من غرق، وماءٌ يتخبط به علي ويذوب فيه حتى الموت، ولكن الأهم هو ماء ينحني عليه يوسف لينتج لصوته صدىً فيفقد فيه ذاكرته، إنها الصورة المقلوبة ليوسف آخر يغوص في الماء ليكتشف نبوته.
الماء في المسرحية رمز الحزن في الوطن، وعلامة الحزن عليه في المنفى، وهو شفافية الحب ووسطٌ للذوبان ومنبع للذاكرة وذاكرة للمرآة، وبما أن الكثير من الناس يتمرأون في الماء، فإن البعض قد غرقوا في المرآة. المسرحية تعيد إنتاج الغرق في المرآة، حتى لا نبقى مجرد صور فيها.
يوسف وندى ثنائي مرا في الجحيم وعبرا تجارب تركت أثرها على الخامة، تجربة الغرق، يوسف يغرق في مرآة البئر، يوسف الطفل ينحني على البئر لينتج الصدى، فيدفع للبئر بيد أخيه وكأنه الفلسطيني النبي يلقى في البئر، لا ليكتشف نبوءته، بل ليفقد ذاكرته فيزرعها في البئر، ثم يردم البئر فوقها، وينسى يوسف أن ينسى، فالذاكرة في البئر، والبئر في ذاكرة الأرض تنتظر يداً تنقش الأرض فوقها لتكتب البئر وتمحو خطيئة دفنه.
وندى تغرق في مرآة الحب، وتودع ذاكرتها عند يوسف، تحمله وعدها لعلي، يوسف يحمل الوعد، يوسف يؤول الرؤيا، ينسى كلام ندى وينتجه تأتأة، ولكن عندما تأتي الصدمة الجماعية وتصفع الصدمة الفردية، فإن يوسف ينسى أن ينسى، ويقهر غيبوبة الذاكرة ويتحول فجأة لمتكلم نشط.
وندى تفقد ذاكرتها الأسرية، يُقتل أباها ويتكشف كعميل بعد أن كان من مقاتلي ثورة العام 1936. ندى تسكب المدى على جسدها وتهجر عليّ، وتتنهد بين يديه وتذوب في المرآة، مرآة الهجر ومرارة المنفى، ولكنها ترفض الرجل وتسلم نفسها لحبه، تبقى صوت البئر المخنوق وصوت المرآة أو صوت الغارقين فيها، فالمرأة هنا صوت المرآة وحارسة الذاكرة المدفونة، فلذلك تتعهد رعاية يوسف بعد أن ينزرع علي في الوطن، بعد أن زرع الأعداء رصاصةً في قلبه، فلا يبقى إلا يوسف فهو قميص علي، وهو حلم البئر وذاكرته المدفونة، وهو ذاكرة الشجرة المقتلعة وهو الوعد "وعد بعودة الذاكرة أو هو الذاكرة الحاملة للوعد"، فهو اللغة المتعتعة، والذاكرة المائية، وبذلك فهو رجل يحطم الضيق في منطق الرجال، وفي عتم رموزهم، فندى تبلبل النظام الرمزي العاجز بجسدها ولغته، والجدة تفكك التاريخ بسرده متعتعاً، ويوسف يدخل الماء الأنثوي للرجال وذاكرتهم المرآوية اليابسة.
إن مسرحية "إذ قال يوسف" هي مسرحية "النكبة والحلم"، فالمسرحية تتناول النكبة وهي تعترض أحلام الناس وتطحنهم، وبالتالي فهي منسوجة من حكايات البشر عندما يتمرأون في الماء ويغرقون في المرايا، ولهذا فهي رواية التاريخ عندما يتسع لتنهيدات الناس، ويقبل أن يكتب بلهجاتهم، ويقرأ ذاته مبلبلاً بصوت يوسف المختنق ورؤية الجدة التي ترى التاريخ مبربراً، فتقلب الوقائع وتمزج بين الأحداث، وتعيد إنتاجها بشكل يظهر الملوك والمستعمرين عرايا من انتصاراتهم وأوسمتهم وغطرستهم، فقد قتلونا دوماً وهجرونا دوماً، ومع ذلك انتهوا وبقينا دوماً.
إن مسرحية "إذ قال يوسف" هي ذاكرة البئر المدفونة، والشجرة المقتلعة، والأحلام المجهضة، ذاكرة الساعة التي توقفت عند الرقم 48، هذه كلها مجازاتٌ يمكن أن تكون علامات على الكارثة، ولكن المسرحية تعيد ترتيبها وهي تعيد تشغيلها كمولدات لهوية تعمل ضد الكارثة وتمحوها، إنها تعيد إنتاج الصورة التي كنا ضحاياها، وتعيد تشغيل الساعة ليس بحثاً عن ذاكرة مضت، بل عن ذاكرة بئرٍ مكتومة، بئر دفنها الأب بعد سقوط يوسف فيها، إن البئر علامة الوجود وسر الانبثاق الممحوة تحت القشط، التي لا بد من إعادة فتحها "فردم البئر كما يقول يوسف خطيئة".
وكذلك ذاكرة الشجرة، شجرة يقتلعها زارعها ليرحل بها، ليحمي نقاء ذاكرتها، كي لا تمسي صفحة لذاكرة العدو ولا تحفظ مغازلته لزوجته أو أسماء أبنائه،لكن هول الحرب تنسيه أن الشجر هو ذاكرة الأرض، وأن الشجرة عارية الجذر ستبقى تبحث عن جرح الأرض الذي انبتت منه، فتركته هوة مفتوحة، شجرة هي الأخرى منبتة عن أرضها، منزوعة من ذاكرتها، تسعى لكي تعود وتردم الجرح الذي تركته خلفها، وتشد جوف الأرض لسطحها.
يوسف يتمتم ذاكرة نصفها غائرٌ في بئر، والنصف الآخر بين أنياب ذئبٍ ولدته الأسطورة، وندى تحرس حكاية الجرح، جرح العشق الذي تفجر نصفه وذاب النصف الآخر في ذاكرة الماء.
إنها ليست الحكاية التي يحكيها معتوه، بل هي الحكاية التي لم نرويها لأنها نحن، لكننا اليوم نحضرها للمسرح لتفسر ذاتها، لعلنا نرى على المسرح ما دفناه في بئرِ الماضي، أو ما غرق في المرايا، المسرح يوقظنا وهو يقذف الرؤية منا إلينا، فيمسي المطرقة الموقظة للفعل فينا، مطرقة تطرق فوهة البئر المدفونة، وتطلق صوت التاريخ المكبوت، إنها دعوة لنفجر ما دفن فينا. إن المسرح يملك مقدرة قول الواقع والدعوة لتغييره ليس ذلك فحسب، بل إنه يمسرح للتاريخ مهمته ويجند لها مشاهديه، فعبر المسرح تتولد قوةٌ للفهم وقوةٌ للخلق وهذه مفاتيح أبواب الأرض.
ثمة حالات قليلة يبلغ الوعي فيها قمته عندها يكون كالواقف على حافة انهياره، فالوعي ينقلب على نفسه على التخوم، فالألم هو أحد طرق المعرفة أو أكثرها حدةً وقسوة، "أن أموت حتى لا أموت" هذا منظور علي، أما منظور ندى أحكي لأنحل في الحكاية وأبقى، ويوسف يردد "أنا أحلم بما أنني لا أستطيع أن أتذكر". ثلاث حالات حدية توغل في اجتياز الحدود، يوسف ينحني عل البئر فيزرع فيها ذاكرته، وعلي يتمسك بالأرض فيدخلها بجسده، وندي تغسل جسدها بالماء وتنحل في الحكاية.
الحب، الحلم، الألم، هي لحظات يتحقق فيها العنف الداخلي، عنف ضروري لإعادة تفعيل الكينونة، إزاحتها، تحويلها، تفجيرها. المسرحية تتحرك هنا في مناطق تمكن الوعي من تجاوز كل محدوديته لكي يتحرك من التاريخ إلى التاريخ، من تاريخ الحدث والرزنامة، إلى تاريخ البشر وتاريخ فعلهم فيه.
العام 1948 لحظة انفجارية في التاريخ، لكن البناء الدرامي وما فيه من تعدد في الأصوات يوسف، ندى، علي، الجدة، تواريخ متعددة تعبث في القشرة، وتذهب نحو تاريخ مضاعف تاريخ الوطن، وتاريخ البشر، تاريخ البئر وتاريخ الشجرة، تاريخ الاقتلاع المزدوج، الناس تهجر البيوت وتهجر الحب الذي تولد فيها أيضا،ً إنه موت الذات في حبها، وموت الحب في الذات، أو موتهما معاً، عندما يختفي الوطن تموت كل الأشياء، وتصبح مجرد أوهام معلقة في خيوط الذاكرة، ذاكرة يحرسها معتوه أو تتلوها عاشقة، كلاهما ينسى حينما لا يريد، لكنه يتذكر حينما يؤمر بأن ينسى، كلاهما يعيش حالة من التناقض العميق، فكلاهما قد غاص عميقاً في الغرق، غرق في الحب أو غرق في الماء، ولكن كليهما أيضاً أزيح من مكان غرقه.
إذا كان الأستاذ المثقف قد مثل منظوراً يرى الأشياء بصوابية ابن البلد، فيجعل من منظوره ضد منظور الجندي البريطاني ويترجم خطابه للفلسطينيين -إنه ما زال يكذب- ويحس بالألم عندما يمر قرار التقسيم، ويعترف بأننا هزمنا. إن هذا منظور بعينين اثنتين وهو ضد العين الاستعمارية العوراء، ولكن هذا المنظور لم يعد وحده كافياً لاستكشاف الواقع والكشف عن العطالة فيه، ولهذا قدمت المسرحية منظورات أخرى هي منظورات فيها "حَوَل" ما، لكنه انحراف في قراءة التاريخ، انحراف هو في التاريخ تصويب له.
إن الجمهور الفلسطيني عندما يشاهد دراما النكبة لا يكون متفرجاً ولا يكون ممثلاً، بل يكون يرى الأشياء المهجرة فيه، ويرى نفسه مهجراً في أشيائه، أو على أكثر دقة يرى نفسه رأياً أو يرى نفسه مرئياً. ولكن مسرحية "إذ قال يوسف" قد تجاوزت ذلك، فقد رأينا أنفسنا مخنوقين بالنكبة، ولكننا نملك حكاية نشطة في خلقها لنا، وفي خلقنا لها، حكاية هي نحن في سيرورة تحرر.
ــــــــــــــــــــــ
مسرحية "إذ قال يوسف" تأليف وإخراج: أمير نزار زعبي، وتمثيل: يوسف أبو وردة، وسلوى نقارة، وعلي سليمان، وعامر حليحل، وبول فوكس، وسماء واكيم، وطاهر نجيب، وتريز سليمان. عرضت على مسرح القصبة يوم الأحد 25/10.
والمسرحية تحكي حكاية بيسمون؛ قرية صغيرة في شمال فلسطين؛ عشية حرب العام ثمانية وأربعين، يوسف وعلي أخوان في مقتبل العمر، تربطهما علاقة غريبة ومعقدة، علي القوي الوسيم العاشق، ويوسف البسيط طيب القلب المُتَعلق بأخيه. يعيشان وحدهما، معاً يحاولان التغلب على الصعاب والمضيّ قدماً، معاً يكتشفان حقيقتهما، وهي قصةُ حُبٍ بين علي ونَدى، حبٌ لم يكتمل، غدا مستحيلاً وضاع. فماذا يحدث للناس العاديين حين تصطدم حياتهم الطبيعية والعادية جداً، بكارثةٍ اسمها الحرب. ستون عاما مَضَت، فأين هم اليوم، كيف يعيشون، هل عادوا لحياتهم الطبيعية أم أنهم محاطون دائماً وأبداً بالذكريات والصور؟