ماهر النقري
2011-04-30
كنت قد قررت أن انتظر حتّى تهدأ الأحوال في بلدي الحبيب وانا بعيدٌ عنه كآلاف المغتربين يخفق قلبهم وتكاد لاتجفّ دموعهم منذ بداية العاصفة التي تهبّ على سورية! ولكن ما شاهدته اليوم على قناة الاخبارية السورية (منذ عشرة أيام تقريبا، ملاحظة من المرصد) قد اكّد بعضا من هواجس عشتها وأعيشها وكبرت يوماً بعد يوم فاردت ان اتشاركها معكم وربما تساعدوني في تصحيح فهمي للأمور ان كنت أخطأت او بالغت!
الشعب يريد الحريّة فما علاقة النقاب والسماح للمنقبات بالعودة الى اماكن عملهن التي تمّ ابعادهم عنها (وهي كما اعتقد التدريسّية منها) بالحريّة؟ وهل تتوافق الحريّة مع اذلال المرأة بتغطيتها والغاء حضورها البشري كجسد واضح المعالم وتحويله لِ OBJECT؟ هذا المطلب كان على رأس القائمة في مطالب كثير من المتظاهرين كدرعا وبانياس ;كما طالبوا بفتح المعاهد الشرعيّة فما هو المطلب التالي في الغد القريب؟؟
لماذا يصرّ اخواني السوريين على إعطاء تحركاتهم طابعاً دينيّاً حيث تنطلق دائماً من الجوامع. ربما يقول قائلاً أنّ المطالبة بالحريّة لا تعرف مكاناً ولكن لنعترف أنّ ذلك قد شكّل استفزازاً لكثير من أطياف المجتمع السوري (الرجاء الاطلاع على رابط اليوتيوب المرفق(
ظاهرة رجال الدين واحتلالهم لشاشات وسائل الاعلام فأصبحوا الناطقين باسم المتظاهرين وتحوّل الصياصنة وعيروط الى صانعي اللحظة واليوم على الاخبارية السوريّة التقوا ببعضٍ من اعضاء الوفد الذي يحمل مطالب مدينة درعا وكان ثلاثتهم رجال دين يشعّ الايمان من جباههم وتحدّثوا بكلام خلّاب عن الكرامة والحريّة...فهل تخبروننا عن حريّة المرأة.....حارتنا ضيّقة ومنعرف بعض!
تتحمل وسائل اعلامنا المسؤولية بأدائها الغبي حيث استنجدت بأصحاب الرؤى الالهية لتهدئة الشارع وكخطّة دفاعيّة (غير مدركين لخطورة الامر وان كانت نتائجه ستظهر في المستقبل) فتحولنا الى كرة يتقاذفها رجل دين من هنا ورجل دين من هناك ولينسحب الاصلاحيين الحقيقيّن عن المشهد العام تماماً.
بالرغم من أنّ هذه الاصوات قليلة وبالتأكيد لا تمثّل نسبةً كبيرة من يحملون مطالب حقيقيّة بعيدة عن ان تكون ضمن قالب ديني ولكنها ظاهرة بوضوح وتطغى على المشهد العام لأسباب عديدة وأيادي خفيّة وهنا ياتي دورنا في مكافحة واخراس هذه الاصوات من الجانبين وعدم السماح لها بالتمدّد قبل ان تصبح الناطق الرسمي والوحيد لآمال الأمّة السورية.
لن اطيل المقال فصورة الاحداث واتجاهها ما يزال غير واضحٍ ابداَ ويوجد كثيراً من الخيوط الرفيعة التي تفصل بين ما هو حقيقي وما هو محقّ وما هو غير ذلك! وصراحةّ انا لا احسد الحكومة السوريّة أبداً على موقفها ولا أعرف كيف ستتعامل مع هذه المطالب وقد استجابت لاحداها بالفعل بإعادة المنقبات الى اماكن عملهنّ!
هل العلمانية في سوريا خطر؟؟ ساعونا في الاجابة عن هذا السؤال فنحن بعيدين عن الحدث وأنتم في قلبه وربما بالغت في هواجسي...فأنا حقّاً بعيد.....
- انسجاما مع رغبة المرصد بالمساهمة في التهدئة، نعتذر عن نشر رابط الفيديو الذي يستشهد به الأستاذ ماهر، وغيره من الروابط المتعلقة بمثل هذه القضايا. مرصد نساء سورية
ماهر النقري، (العلمانية في سوريا تلفظ أنفاسها الأخيرة) خاص: مرصد نساء سورية