أبو علي أكد أنه لم يغادر تجربته الشخصية بعد في إبداعاته (الجزيرة نت)
توفيق عابد-عمان
وقع الشاعر والقاص الفلسطيني رسمي أبو علي مجموعته الكاملة عقب أمسية نقدية أقيمت الأربعاء بعمان.
وقدم أبو علي بالمناسبة شهادة إبداعية بعنوان "نعيش في اللايقين" وصف فيها نفسه بأنه مقاتل ثقافي يضع الثقافة قبل السياسة ولم يغادر تجربته الشخصية.
واعتبر أن الكثير من الكتابات الفلسطينية السردية والشعرية خرجت من فروة قصته "قط مقصوص الشاربين" مقرا أنه قرر بسبب نزعته التجريبية دخول عالم الشعر ليشكل نوعا من "حرب العصابات الشعرية".
وقال إن هذا كان تكتيكا ثقافيا ضمن مشروع مضمر لإحداث ثورة ثقافية داخل الثورة المسلحة الفلسطينية لكن الغزو الإسرائيلي لبيروت عام 1982 أوقف كل شيء.
ومن جهته تحدث الشاعر موسى حوامدة عن المجموعة القصصية " ينزع المسامير ويترجل ضاحكا" واصفا كاتبها بأنه يتأبط قلمه برصانة وسخرية مرة وبطريقة فريدة.
واعتبر حوامدة أن أبو علي لم يخضع لسطوة السلطة ولم يركب قطار التسوية (الفلسطينية الإسرائيلية) ليلحق بفرصة ضائعة بل رأى الخراب وأشار للكارثة قبل وقوعها دون أن يكون طامحا في انقلاب أو انشقاق.
رؤية ساخرة وبدورها رأت أماني سليمان، أستاذة الأدب الحديث في جامعة البتراء الخاصة، أن أبو علي اعتمد رؤية نقدية ساخرة للواقع الثوري مما أدى لمعاندة الأنساق والأنماط والسعي لتكسيرها إبداعيا.
وقالت إنه لم يسع لتقديم شخصية البطل الخارق أو البطل المثالي بل التقط شخصياته من محيط الواقع وأعاد بناءهم ليحولهم إلى شخصيات قصصية بسخرية تسعى لمواجهة قسوة العالم.
ومن جانبه رأى الناقد راشد عيسى، أستاذ الأدب الحديث في جامعة البلقاء التطبيقية، أن أبو علي يشتغل على نصف الذات الآخر المشتبك بأسئلة الوجود ومكابدة الإنسان وصولا لصيغة تصالح مع الحياة.
وقال إننا نجد أغلب قصائده ترثي المرارة والتشظي في علاقته بنفسه والآخرين في رحلة بحثه عن الحرية، مضيفا أنه يقدم بانوراما وبورتريه لدلالات العقل وهي مريرة وساخرة واقعية وفانتازيا غرائبية بلغة متداولة سهلة تعكس وجدانه الذي يلعب باللغة ببراءة.
المصدر: الجزيرة