في هذا العام، كان الصيف الدافىء طويلا نسبيا في بلاد الشمال، وزار ابنةَ البلطيق صديقان مقدسيان والتقيت بهما، الأول في بداية السبعينات من عمره والثاني في أواسط الثمانينات. الأول قدم في بداية حزيران والثاني في أواخر آب، وكلاهما فضّلا تناول الطعام في مطعم متخصص بوجبات السمك وكان كذلك. تحدثت مع الأول وهو أرمني عن أمور مشتركة عديدة. مما ذكره ولفت انتباهي: “كل عام نحن أقرب إلى القبر من العام السابق له”. المقدسي الثاني، يهودي شرقي، ومما قاله لحظة اللقاء ولحظة الوداع: نحن أصغرُ سنّا من العام المنصرم. لقاءي بالثاني سنوي منذ أعوام كثيرة كثيرة.