عضات الكلاب والقطط تمثل 1% من الحالات الواردة لقسم الطوارئ بأميركا وأوروبا (الأوروبية) مازن النجار-الجزيرة نت في مراجعة بحثية جديدة، تناول العلماء متلازمات العدوى المصحوبة بالصديد والعدوى الناجمة عن العضات التي تسببها القطط والكلاب، وجدت الدراسة ازديادا ملحوظا في عدوى بكتيريا ستافيلوكوكَّس الفم المقاومة للمضاد الحيوي "ميثيسِلِّن" وتسمى اختصارا "أم.آر.أس.أي".
تنتقل هذه البكتيريا بين القطط والكلاب والمتعاطين معهم من البشر وبالعكس أيضا، وهي تسبب العدوى في الجلد والأنسجة اللينة. وأكثر صور العدوى شيوعا هي تلك الناجمة عن العمليات الجراحية.
أجرى هذه الدراسة فريق من الباحثين بكلية طب جامعة جنوب فلوريدا في تامبا بقيادة الدكتور رتشارد أويهلر، وسوف تنشر بعدد الشهر القادم (يوليو/تموز) من مجلة "لانسيت للأمراض المعدية".
بحسب مديكل نيوزتوديه، تمثل عضات الكلاب والقطط 1% من الحالات الواردة لأقسام طوارئ المستشفيات بالولايات المتحدة وأوروبا سنويا. النساء والمسنون معرضون عموما لعضات القطط، لكن الأفراد دون العشرين عاما أكثر تعرضا لجروحها أو إصاباتها.
تقع معظم حالات العض لصغار الأطفال من كلاب غير مقيدة وبداخل حوزة أصحابها، وخُمْس الحالات تحدثها كلاب غير مُعقّمة من البكتيريا.
مضاعفات الإصابات والشريحة العمرية بين خمس وتسع سنوات هي الأكثر تعرضا للعضات بشكل خاص نظرا لصغر أجسامهم، ولعدم إدراكهم للسلوك المستفز للحيوانات.
في الأغلب، يتلقى الأطفال العضات بالوجه والعنق والرأس لقصر قاماتهم، في حين يتلقاها الراشدون في اليد ثم الوجه وفروة الرأس والعنق والفخذ أو الساق.
ينبغي علاج عضات الكلاب والقطط فورا، سواء كانت الإصابة سطحية أو عميقة، وكذلك التصدي لمخاطر العدوى الحادة، كغسل الجرح بمحلول ملحي مضغوط بشدة إن أمكن، وبالمضادات الحيوية أحيانا.
يمكن حدوث العدوى في حوالي خُمس إجمالي الحالات. وتسببها بكتيريا باستوريلا وستربتوكوكّس وفوسوبكتيريوم وكَبْنوسَيْتوفاغا بفم الحيوان، وربما أيضاً مُسببات أمراض أخرى من جلد الإنسان. كذلك، ينبغي التحسب لداء الكلب في البلاد التي يتواجد بها وبائيا.
وقد تحدث مضاعفات حادة لجروح العضات، كتعفن الدم، خاصة لدى العدوى ببكتيريا "سي" كنيمورسُس، و"پي" ملتوسيدا، وستافيلوكوكّس "أس.پي.پي"، وتشمل البكتيريا المقاومة للمضاد الحيوي "أن.آر.سي.أي"، وستربتوكوكس "أس.پي.پي".
الأفراد المرضى بأمراض الدم كسرطان الدم (لوكيميا) والذَأبة، والذين يتلقون علاجات ستيرويد مزمنة تضعف مناعتهم، قد يصابون بتعفن الدم بسبب جروح العضات المؤدية لعدوى بكتيريا البكتيرويد وفوسوبكتيريوم ونيسيريا وبريڤوتلا.
خزانات العدوى ومنذ زيادة انتشار سلالات بكتيريا ستافيلوكوكس أوريوس "أم.أر.سي.أي" بالمجتمع، تم توثيق عدة أدلة سريرية على استيطانها للحيوانات الأليفة. وتشير الأدلة غالبا لانتقال عدوى هذه البكتيريا مباشرة للحيوانات من أصحابها البشر.
نوّه الباحثون للحيوانات الأليفة كالحصان والكلاب والقطط، وأنها تعتبر خزانات محتملة للعدوى. فعدوى الجلد المتصلة بستافيلوكوكس أوريوس تحدث لدى الحيوانات الأليفة بمختلف المظاهر، مثل الأكزيما البسيطة وحتى التهاب الخلايا العِجانيّ.
يمكن أن تمتد البكتيريا من الحيوانات لأصحابها. وتعالج العدوى المتصلة بالحيوانات الأليفة بعلاجات خاصة تماثل العلاجات الموصوفة في معظم متلازمات ستافيلوكوكس لدى انتشارها في المجتمعات. ويعتقد العلماء أن هناك الكثير الذي ينبغي تعلُمه عن عدوى البشر ومصادرها من الحيوانات الأليفة.
ويخلص العلماء إلى أن أصحاب الحيوانات الأليفة يجهلون غالباً احتمال انتقال مُسببات الأمراض المهددة لحياتهم من الكلاب والقطط التي برفقتهم. وتمثل العضات مسببا رئيسيا للإصابات بأميركا الشمالية وأوروبا، خاصة إصابات الأطفال. وتشكل العضات باليدين والساعدين والرقبة والرأس سبباً محتملاً لاعتلال صحي خطير.
المصدر: الجزيرة