هُزمنا يا حبيبي ألف مرة..فحملنا أجسادنا منذ مئات السنين إلى الدروب الضيقة.. وتقاذفتنا المهاجر والبيوت النائية، صَمَتنا يا حبيبي وتعالتْ أصوات الأقزام ومكبرات الصوت، ورُجمت بأيد غادرة أحلامنا الصغيرة، وها أنا أكتب إليك ياحبيبي بالحبر السري. من يوم اللي تكون يا وطني الغيم كنا سوا ليوم اللي بيعتق يا وطني الموج.. رح نبقى سوا اتفقنا واختلفنا عشرات السنين.. اتهمتكَ بالظلم والقسوة.. وسقتني إلى محاكم التفتيش بتهمة الحب والعشق، لكنني سامحتكَ.. وحفرتُ اسمكَ في صدري وخافقي: يا شام يا شامة الدنيا ووردتها ويا قميصاً بلون الخوخ مشغولا وددتُ لو زرعوني فيكِ مئذنة أو علقوني على الأبواب قنديلا ياشام إن كنتُ أخفي ما أكابده فأجمل الحبِ حبٌ بعدُ ما قيلا هاهي الشمس قد دخلت إلى تجاويف الكهوف من جديد، لقد جاء زمننا.. سكتت ملايين الحناجر المسرطنة.. فتعال يا حبيبي نرتّل الأناشيد المنسية. أُغلقت أبواب جميع المعابد.. وخُتمت بالشمع الأحمر..فتعال نقدم قرابيننا أمام هياكل الحب المقدسة،فشعلتها متّقدة أبداً. نام حراس الكلمة بعد أن غبّوا النبيذ المعتق في أقبية الكنائس الشرقية والغربية، فتعال يا حبيبي لنكتب قصائدنا المارقة على جدران الأزقة والزواريب.أُحرقت كتب القوانين والشرائع، وهُدمت أقواس المحاكم وزنزانات الحبس الانفرادي.. فتعال يا حبيبي نتبادل العناق على وقع صوت الملاك الهارب من الاعتقال: إذا الأرض مدَورة يا حبيبي.. رح نتلاقى سوا ياحبيبي بحقلة زيتون.. بـ فيّ القنطرة.. إذا يا حبيبي الأرض مدَورة تسللت حزم الضوء إلى زوايا الغرفة الكئيبة.. وتعالت أصوات المكبرات.. وداعبت خصلات شعرها نسيمات صباحية رطبة،فانسلّت من سريرها.. ورمقتْ المنبه الجاثم ببرود على الطاولة، وأسرعت إلى الشارع باحثة عن وسيلة لإدراك عملها قبل اتهامها بممارسة الحلم .
ثرثار، "كلمتين وبس"، (حلم) خاص: مرصد نساء سورية