الكتابة فن ومهارة - بقلم محمد صبيح

الكتابة فن البلاغة والبيان , وصناعة ذوي العقول والالباب واهل الدراية والخبرة , اولي الشرف والامانة والهمة والصدق , وبخاصة اذا كانت تعبر عن خلجات النفس وانات الضمير , وما يجول في الوجدان من خواطر واشجان , وما

يختمر في العقل من افكار ومعارف وما يختزن من مشاهد واحداث ,تنقل بصدق وامانة وتدون كذلك , سواء اكانت متعلقة بالفرد او بالمجتمع . وهي شرف البحث عن الحقيقة التي تجلو بنورها الظلام فتمزق بحروفها المنيرة استار

الزور والبهتان , وتعبر عن الواقع بالامثلة الحية والصدق , وما فيها من مسرات واحزان وما فيها من تجارب واحداث , وما يصيبنا من مصائب وما يعترينا من بلايا ونكبات في هذه الحياة الدنيا , والتي عي لهو ولعب وزينة ومتاع لا يدوم

و لا يطول اذ يقف الوجدان والعقل حيال العاطفة والتي تغذي المهارة والاسلوب لفظا ومعنى وتركيبا حيث ترفد الفكر باللفظ والعبارة وذلك للاعراب والافصاح لمخاطبة الناس عن طريق القراءو والفهم والتحليل ,ومن هنا كانت الكتابة

من اوسع الفنون الانسانية خطرا واهمية لما لها من تأثير وقدرة على المقارعة والمحاجة في المخاطبة واحقاق الحق بالادلة والبرهان ,(كما اوصى الاديب الكاتب , عبد الحميد الكاتب ) مخاطبا وموصيا اهل صناعة الكتابة في الدولة

العباسية . كلما كان الكاتب حاذقا ماهرا واعيا صادقا بامتلاك ناصية الكتابة كلما تبوأ المنزلة الرفيعة واحتل المكانة الرفيعة في الدولة وبين الناس , بحسن درايته وروايته وتفهم المواقف النبيلة وغيرها , فانما هو خبير بالنفوس وخفاياها

يتحسس ما يؤلمها ويسرها , وهو المعين الثر بحكمته وتجربته وذكائه , فقد يعيش حالة ما او فترة زمنية في ثناياها عاديات وحادثات على اغي مستوى كانت , يتناولها بصدق وامانة موثقة بالدقة والدليل . اذ ان الحياة مليئة بالتجارب

والتغيرات والانقلاب سريعة ة التطور والتغيير فهي في مخاض دائم , لا تدوم على حال , فاحوال السرور والاطمئنان لا يدوم ولا يطول , واحوال اللآشجان والاحزان قد يكون لها بالغ اللآثر وعميق الحسرة والغصص.

اذن الكتابة رسالة سامية وغاية نبيلة وقصد شريف كريم , وذلك لحفظ التراث والعادات والتقاليد الموروثة والقيم الاصيلة , وحماية الدين وتبرئته من العبث والاهواء والنزوات , وتحصين العقيدة من الادران والشوائب والدفاع عنها وعن ا

المثل العليا والاخلاق الفاضلة الكريمة , من ان تطالها يد الشر والبغي وحفظ التاريخ والاداب وما فيه من امجاد وبطولات ومفاخر على مر الزمن خلودا وحقيقة وبصمات واضحة نقف عندها اجلالا وعظمة وعزة وشموخا ,.

كل ذلك يتوخى الكاتب الدقة والامانة والاخلاص في شتى الميادين وكافة المجالات وبيان دور الانسان في بناء الحضارة والتقدم وعمارة الحياة .الكتابة نتاج العقل البشري وعصاة الفكر الانساني على اختلاف الازمنة والعصور . ومن هنا

تنوعت الكتابة واغراضها وهي اكثر من ان تحصى ,او يحاط بها , وهناك الكتابة في الادارة والاداب والعلوم والسياسة والاجتماع والتاريخ والاخلاق وعلوم الطب والاختراع والبحث والاستقراء , واجل ه