غضضنا الطرف عن المدعو وليد جنبلاط المرة تلو المرة، بل كنا ندافع عن مواقفه احيانًا كثيرة ونسوغها معتقدين بان المرحلة او المصلحة تقتضي هذا الاسلوب؟!!، وذلك على امل أن يصحو من نزقه.. وعلى امل أن يكون ذلك النزق هو النزق الأخير، كنا نضع امام ناظرينا والده الفيلسوف الكبير كمال جنبلاط قائد حركات التحرر العربية وجده شكيب ارسلان امير البيان العربي.. كنا نعتقد بأنه لا بد أن يكون قد ورث شيئًا من حكمة وذكاء وعبقرية والده وجده ولكن تبين لنا بأنه قزمًا لا يستطيع أن يصل إلى قدم والده او ركبة جده. على اثر تصريحاته السابقة الجافة والشرسة التي احرجته للغاية اراد المذكور أن يخرج من المطب الذي اوقع نفسه فيه فتفتق ذهنه على دعوة القوى الوطنية الدرزية المواجهة لحكومة اسرائيل داخل اراضي ال-48 لتغطي على نزقه، والتقينا معه ومع الوزراء عن الحزب التقدمي الاشتراكي في عمان، والقينا الخطب واتفقنا على تأسيس هيئة اعلامية مشتركة لمناصرة القوى الوطنية المناهضة لسياسة حكام اسرائيل وخاصة فرضها التجنيد الاجباري على دروز ال - 48 , وانتهى المؤتمر , وهرب وليد جنبلاط من قاعة المؤتمرات , وفوجئنا برجال المهمات الخاصة الاردنية وهم يحملون الهراوات متأهبين للانقضاض علينا لأننا لم ندفع ثمن اجرة القاعة فدفعنا متسائلين: كيف يضعنا الداعي بمثل هذا الموقف البائخ. والمهم في الامر ان جنبلاط الصغير هذا لم يقم بتنفيذ تعهداته. واليوم سمعناه يبيح دم دروز سوريا الموالين للنظام؟!! والدروز شريحة كمختلف الشرائح فيها من جميع الألوان إذا صح التعبير فهناك الموالي وهناك المعارض وهناك الحيادي وهذا امر طبيعي وكل حسب قناعاته، ولكن أن تصل بوليد الوقاحة حد اصدار الفتاوى فهذه وقاحة ما بعدها وقاحة، وقاحة تتجاوز كل الخطوط الحمراء، والسؤال هو: من انت حتى تصدر الفتاوى؟ من اجاز لك الوصول إلى هذا الحقل المليء بالألغام وأنت تعلم بان الحرب في سوريا هي حرب كونية.. انت تعلم بان الولايات المتحدة وغيرها من دول الاستعمار ممن يريدون التخلص من التنظيمات التي تحارب وجودها على اراضي العرب لسرقة ثروات امتنا تدفع بهذه التنظيمات إلى سوريا لمحاربة النظام هناك كي تتخلص منها.. نعيد ونكرر.. ان محاولة الافتاء هذه تجاوز لكل الحدود الحمراء.. لن نغفر لك بعد اليوم.