اقتلعت الرياح الخماسينية الشديدة التي بدأ تاثيرها على المنطقة منذ فجر اليوم الاثنين اشجارا طاعنة في السن وهدمت براكسات ودفيئات زراعية في عدة محافظات في الاراضي الفلسطينية ولا سيما في شمال الضفة.
فقد بكى الحاج أبو علا العتيلي، عندما شاهد شجرة النخيل التي كانت تقف شامخة في ساحة منزله في بلدة عتيل شمال طولكرم، وقد اقتلعت من جذورها وسقطت أرضاً بفعل الرياح الخماسينية التي إجتاحت المنطقة فجر اليوم الإثنين.
ويقول الحاج أبو علا ان هذه الشجرة تبلغ من العمر أكثر من (270) عاماً، مؤكداً انه ووالده ومن قبلهما جده خرجا للدنيا والشجرة مكانها.
وتحدث الحاج أبو علا عن الرابطة "العائلية" التي تربطه بشكل شخصي وأسرته بشجرة النخيل قائلاً : " عشت حياتي منذ ولدت وانا ارى امام عيني تلك الشحرة، أقلّمها وأحافظ عليها مثلها مثل أبنائي، لم أتصور يوماً انني سأفقدها، حتى عدت من صلاة الفجر اليوم الإثنين، وما ان دخلت المنزل حتى رايتها وهي تسقط أرضاً بفعل الرياح الشديدة ".
ويضيف الحاج أبو علا العتيلي والدموع تومض في عينيه " اليوم بالنسبة لي يوم أليم وحزين، وبداخلي غصّة ووجع كبير، ما أصابني اليوم أصاب قلبي، عشت حياتي آكل من ثمارها الطيبة، التي سأفتقدها ".
وتجمّع عدد كبير من أهالي بلدة عتيل، وبشكل خاص كبار السن من حول الشجرة "المكسورة" معبرين عن حزنهم لفقدانها، واصفين إياها بالشجرة المباركة.
وقالت مديرية زراعة طولكرم، ان القطاع الزراعي تأثر بشكل أساسي ومباشر، حيث تسببت الرياح بتمزيق بلاستيك " السقف " للبيوت البلاستيكية في مختلف مناطق المحافظة، وبشكل خاص مناطق " الشعراوية، طولكرم وضواحيها، الكفريات، وادي الشعير " بنسبة عالية قدّرت بحوالي 60-70% من نسبة البيوت البلاستيكية.
وأوضحت المديرية انها قامت بتشكيل لجان خاصة لحصر الأضرار الزراعية في المناطق المنكوبة.
وأهابت مديرية زراعة طولكرم بالمزارعين بضرورة تحلي الصبر وإتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من وطئة الكارثة ومنها " ري الأشتال المزروعة، تنزيل الأشتال المعرضة للرياح كأشتال الخيار والبندورة، لتفادي حصول خسائر كبيرة ".
بدورها، قالت مديرية الدفاع المدني في طولكرم، ان الرياح أسقطت هوائيات التقاط المحطات التلفزيونية، وعدد من آرمات المحلات التجارية، بالإضافة إلى صحون التقاط المحطات الفضائية.
وأوضحت المديرية أنه لم تقع إصابات في صفوف المواطنين جراء تلك الرياح، داعية الأهالي لأخذ الحيطة والحذر، خاصة وأن الرياح تحمل الأتربة والغبار، والتي من الممكن أن تتسبب بالأمراض.