لفظة "بريك" ترمز الى الاحرف الاولى لتسميات اربع دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين. وقد اقترح مصرف "غولدمان ساكس" لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2001 استخدام هذا اللفظ المختصر للأشارة الى الدول الاربع التي تتطور اقتصاداتها بوتائر عالية. وقد تتفوق بمؤشراتها الاقتصادية على اليابان في المستقل القريب. وتنبأ المصرف آنذاك بان يتفوق الحجم الاجمالي لاقتصادات هذه البلدان في عام 2050 على المؤشرات الاقتصادية لمجموعة الدول السبع الكبرى. أما بحلول عام 2025 فسيتقدم على اقتصاد الولايات المتحدة. وقد ادرجت شركة "دو جونس" الامريكية عام 2006 علامة "بريك" الخاصة في قوائم البورصة العالمية. وتحتوي تلك العلامة التجارية على 15 شركة رائدة من البرازيل والصين والهند و5 شركات روسية تعتبر اسهمها اكثر الاسهم طلبا في البورصة.
تشكل اراضي دول بريكس نسبة 30% من مجموعة اراضي الكرة الارضية. اما سكانها فيشكلون نسبة 42% من مجموع سكان المعمورة. وتمتلك دول "بريكس" في الوقت الحاضر نسبة 8% من الموارد الاقتصادية العالمية وتوجد فيها نسبة 45% من الأيدي العاملة في المعمورة. وبلغت نسبة تشغيل السكان القادرين على العمل في هذه الدول نحو 70%. أما الناتج المحلي الاجمالي فيها فيبلغ نسبة 18% من الناتج الاجمالي العالمي. وتمتلك تلك الدول 32% من الاراضي العالمية الصالحة للزراعة وانها تنتج ما يربو على 40% من القمح. ويشكل حجم التجارة في تلك الدول نسبة 15% من التجارة العالمية. وبلغ احتياطي الذهب والعملات في دول بريكس 1.3 تريليون دولار مما يفوق ما هو عليه في الدول السبع المتطورة اقتصاديا. وتتطور سوق الاستهلاك في تلك الدول بوتائر عالية، وتزداد كل سنة بمقدار 500 مليار دولار. وقد استهلك سكان دول بريكس عام 2009 السلع والخدمات بمبلغ 4 ترليونات دولار. فيما استهلك سكان الولايات المتحدة 10 تريليونات دولار. تمتلك دول بريكس موارد تعتبر هامة للاقتصاد العالمي مما يجعلها تحتل مواقع متقدمة. وتتصف البرازيل على سبيل المثال بقطاع الزراعة المتطور. وتعتبر روسيا من اكبر الدول المصدّرة لموارد الطاقة في العالم. وتمتلك الهند الموارد الفكرية. اما الصين فتمتلك الموارد البشرية الهائلة وتشتهر جمهورية جنوب افريقيا بقطاع التعدين المتطور والتكنولوجيات المتقدمة في هذا المجال الى جانب الثروات الطبيعية الغنية. ويعود اليها ثلث الناتج المحلي الاجمالي لافريقيا جنوب الصحراء مما يعادل 286 مليار دولار. كما انها تشغل المرتبة ال 36 في قائمة افضل البلدان لممارسة البزنس. وقد اتخذت مجموعة بريكس لحد الآن عددا من القرارات الهامة. وعلى سبيل المثال فان اجتماع وزراء زراعة بريك الذي عقد في مارس/آذار عام 2010 اتخذ قرارا بتشكيل قاعدة البيانات الخاصة بالزراعة وتشكيل فريق العمل الدائم الخاص بشؤون الزراعة. اما قمة بريك عام 2010 فاسفرت عن توقيع مذكرة التعاون بين مصرف "فنيش إيكونوم بنك" الروسي والمصارف التجارية في كل من الهند والصين والبرازيل والتي تقضي بتيسير التحويلات النقدية الدولية ودراسة امكانية تشكيل منظومة مصرفية موحدة في مجموعة بريك. واتفقت مدن بطرسبورغ وريو دي جانيرو ومومباي وتسينداو في مايو/آيار عام 2010 على التعاون في مجال الانشاء. وطرح المجلس الاجتماعي الروسي مبادرة اقامة التعاون بين المنظمات الاجتماعية. وشهدت ريو دي جانيرو في ديسمبر/كانون الاول عام 2010 افتتاح معهد البحوث الذي يقوم بدراسة مشاكل بريك. وتعقد في اطار بريك لقاءات على مستوى وزراء الخارجية والمالية والخ ، وذلك الى جانب قمم بريكس.
جرى في عام 2008 أول لقاء بين وزراء خارجية دول "بريك" في مدينة يكاترينبورغ الروسية. واجتمع وزراء مالية هذه الدول في مدينة سان باولو البرازيلية.
وعقدت أول لقاء على المستوى الاعلى لزعماء دول "بريك" في يوليو/تموز عام 2008 ، وذلك في جزيرة هوكايدو اليابانية حيث اجتمعت آنذاك قمة "الثماني الكبرى". وشارك في قمة "بريك" رئيس روسيا دميتري مدفيديف ورئيس جمهورية الصين الشعبية هو جين تاو ورئيس وزراء الهند مانموهان سينغ ورئيس البرازيل لويس ايناسيو لولا دا سيلفا. واتفق رؤساء الدول على مواصلة التنسيق في أكثر القضايا الاقتصادية العالمية آنية، بما فيها التعاون في المجال المالي وحل المسألة الغذائية.
لا يعتبر"بريك" حاليا مجرد لفظ مختصر. ويمكن توقع ان تتحول هذه المجموعة الى منظمة دولية كبرى نظرا لكثرة اللقاءات والاتصالات بين الدول المذكورة.
وقد عقد اول قمة رسمية لمجموعة بريك في 16 يونيو/حزيران عام 2009 بمدينة يكاترينبورغ الروسية. اما القمة الثانية فعقدت في 15 ابريل/نيسان عام 2010 في مدينة برازيليا في الرازيل. واتخذ قرارا بانضمام جمهورية جنوب افريقيا الى بريك في ديسمبر/كانون الاول عام 2009 . واطلقت منذ ذلك الحين على المجموعة تسمية بريكس. واجتمع رؤساء الدول الخمسة وهم الرئيس الروسي دميتري مدفيديف والرئيس الصيني هو جينتاو ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ورئيس البرازيل ديلما روسيف ورئيس جمهورية جنوب افريقيا جاكوب زوما يوم 14 ابريل /نيسان عام 2011 لعقد القمة الثالثة للمجموعة في جزيرة هاينان الصينية . ووقع المشاركون اول اتفاقية حكومية مشتركة تقضي بالتعاون بين مصارف الدول الاعضاء والقيام بالحسابات المتبادلة ومنح القروض بواسطة العملات القومية . كما تبنت المجموعة البيان المشترك الذي ادان استخدام القوة في ليبيا ودعا الى تسوية الازمة بطرق سياسية ودبلوماسية.