"طبيب يداوي الناس وهو عليل"
..........................
هذا الشطر ورد في ديوان ابن نُباتَة المصري (ت. 1366م):
... بروحيَ ذياك النسيم إذا سرى طبيب يداوي الناس وهو عليلُ يداوي أسى العشاق من نحو أرضكم نسيم صَبا أضحى عليه قَبولُ
..
(نلاحظ هنا التورية في كلمة "عليل" لدى ابن نُـباتة، فالمعنى القريب هو بمعنى المريض، والمعنى البعيد هو المُطَـيّب، وقد وردت "طبيبًا" في رواية أخرى). ...
لكن المعنى الذي نردده تفسيرًا للآية الكريمة: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم" (البقرة- 44)، هو قول الشاعر: وغيرُ تقيٍّ يأمر الناس بالتقى * طبيب يداوي الناس وهو عليل ...
هذا البيت بمعناه نجده في "موسوعة الحديث" على الشبكة الألكترونية بما يلي:
"(حديث مقطوع) أَخْبَرَنَا أَبُو حَازِمٍ الْحَافِظُ ، أَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ، حَضَرْتُ مَجْلِسَ أَبِي عُثْمَانَ الْحِيرِيِّ الزَّاهِدِ ، فَخَرَجَ وَقَعَدَ عَلَى مَوْضِعِهِ الَّذِي كَانَ يَقْعُدُ لِلتَّذْكِيرِ، فَسَكَتَ حَتَّى طَالَ سُكُوتُهُ، فَنَادَاهُ رَجُلٌ كَانَ يُعْرَفُ بِأَبِي الْعَبَّاسِ: تَرَى أَنْ تَقُولَ فِي سُكُوتِكَ شَيْئًا؟ فَأَنْشَأَ يَقُولُ:
"وَغَيْرُ تَقِيٍّ يَأْمُرُ النَّاسَ بِالتُّقَى * طَبِيبٌ يُدَاوِي وَالطَّبِيبُ مَرِيضُ "
..
إذن فالمعنى مذكور قبل ذلك في العصر العباسي، وهو العصر الذي عُقد فيه هذا المجلس،
وقد ورد كذلك في تفسير ابن كثير للآية المذكورة، وفيه ينسب كذلك إلى الزاهد أبي عثمان الحيري.*، ولم أجد من سبقه بقول هذا البيت تحديدًا. ..
لكن المعنى وارد في الشعر العربي، بتغيير كلمة هنا أو هناك، وقد سبق أبو العتاهية إذ قال في نحوه:
تَدُلُّ عَلَى التَّقْـوَى وَأَنْتَ مُقَصِّـرٌ * أَيَا مَنْ يُدَاوِي النَّاسَ وَهْـوَ سَقِيمُ .....
- تجد في بعض المصادر أن البيت منسوب لأبي سليمان الواعظ، ولسعيد الواعظ، ولأبي معاذ الرازي، والله أعلم