عبد الحكيم مرزوق
لاشك أن الإعلام يأخذ دوراً هاماً مع الجهات المعنية والمنظمات الأهلية في توعية المواطنين أولاً وإعلامهم بمخاطر طاعون العصر المسمى بالايدز... وهذا يفترض من كافة الجهات والمؤسسات العامة والخاصة والأهلية الالتفات إلى الدور الهام الذي يلعبه الإعلام بوسائله المختلفة المسموعة والمقروءة والمرئية.ولما تلعبه الرسائل التي تبث عبر كل تلك الوسائل من تأثير على الأفراد والجماعات.
ومع أن سورية لا تقع في منطقة الخطر التي يقسمها الدارسون والباحثون حسب نسبة الإصابات التي فيها وهي لا تحمل تلك الأرقام الكبيرة الموجودة في دولة تقع في منطقة الخطر كالقارة السوداء والسعودية وإيران إلا أن على الجميع (الجمعيات الأهلية+وزارة الصحة) الالتفات إلى هذا الجانب الهام وذلك للعمل من أجل خفض الإصابات بهذا المرض من خلال نشر المزيد من التوعية ومن خلال إعداد الرسائل الإعلامية المختلفة التي تنذر بخطر هذا المرض على الأفراد والجماعات وكيفية انتقال هذا المرض.
*الأمور التي يجب أن يعرفها الإعلامي لإعداد رسالته الإعلامية التي يفترض إيصالها إلى الجمهور المتلقي.
1-الأرقام والبيانات الحديثة عن مرض الايدز.
2-النشرات الدورية التي تصدر عن مختلف الجهات والتي تتعلق بهذا المرض.
3-التطورات التي قد تحصل في العلاج التي قد يتوصل إليها العلماء في أنحاء العالم
4-الدور الذي تقوم به الجمعيات الأهلية والمنظمات الشعبية في سعيها لنشر التوعية والحد من انتشار هذا المرض قدر الامكان والعمل على توضيح هذا الدور للرأي العام من خلال النشر.
5-درجات خطورة مرضى الإيدز والمراحل التي يمرون بها والمرحلة التي يمكن الشفاء منها.
وسائل الاعلام.. أدوار مختلفة
لا تلعب وسائل الإعلام أدواراً متشابهة في تقديم رسائلها الإعلامية ولا في كيفية وطريقة التلقي كما أن الاختلاف يشمل المتلقي حسب درجة ثقافته وشهادته العلمية ووعيه وعمره فمثلاً قارىء الصحيفة يختلف عن مشاهدي التلفزيون لأن الأول يفترض أن يكون على درجة لابأس بها من الثقافة وهو أولاً وأخيراً يتقن القراءة في حين هذا الشرط لا يتوفر في مشاهدي الرسائل التلفزيونية أو الإذاعية كما أن الأمر يختلف بالنسبة لمتلقي الرسائل الإعلامية عن طريق المجلات إذ أنها تتطلب شريحة تهتم بالنقد والتحليل وليس مجرد المتابعة الخبرية لهذا الحدث أو ذاك ولذلك فإن الرسالة الإعلامية التي يمكن بثها عن الإيدز مثلاً يجب أن تدرس بعناية وفق الشريحة التي تتوجه لها أولاً والوسيلة الإعلامية التي ستبث من خلالها, كما يمكن دراسة موقع ومكان وضع الرسالة الإعلامية من حيث درجة انقرائية الصحيفة/الأولى والأخيرة/هما الأكثر انقرائية والثلث الأعلى من الصحيفة هو الذي يحظى بعين القارىء على الأغلب.
وبالنسبة للرسائل التلفزيونية فيمكن الأخذ بعين الاعتبار وضع تلك الرسائل في ساعات الذروة، الفترة التي تحظى بمتابعة كثيفة من الجمهور، وهذا يكون حسب الدراسات والأبحاث قبل النشرة الإخبارية في الـ 30ر8 مروراً بالمسلسل اليومي والتي تنتهي في العاشرة والنصف أو الحادية عشرة ليلاً ولعل ذروة الذروة تكون قبل المسلسل اليومي وأثناءه حيث يمكن بث الرسائل الإعلامية في تلك الفترة وفي الاستراحات الإعلانية أثناء عرض المسلسل.
وما يقال عن التلفزيون يقال عن الإذاعة التي فقدت الكثير من بريقها بعد غزو الاقنية الفضائية للعالم وملء الأربع وعشرين ساعة بالبث المتواصل سواء بالأغنيات والأفلام والمسلسلات والبرامج المختلفة ومع أن الإذاعات أصبحت محصورة بسائقي التاكسي والسرافيس الذين يتلقون وحدهم تلك الرسائل الإعلامية إذ أن ساعات الذروة مختلفة عندهم ولكن المعنيين بشؤون البث الإذاعي يرون أن ساعات الذروة عندهم تبدأ من التاسعة صباحاً وحتى الثانية ظهراً حيث تبدأ فترة الغداء والقيلولة.
أما بالنسبة للمجلات فإن صفحات الغلاف الأولى والرابعة هي التي تحظى بانقرائية أكبر نظراً لكونها صفحات ملونة وتحظى بسعر إعلاني كبير نسبياً إضافة إلى الصفحات الداخلية التي تتوسط قطع المجلة.
ملاحظة:
هذا الكلام عن وسائل الإعلام والرسائل الإعلامية التي يقدمها أراه ضرورياً وأنا أتحدث عن دور هذه الوسائل في تقديم رسائل تعنى بمكافحة الإيدز حيث يفترض بالجهات المعنية بمكافحة الإيدز أن تأخذ كل تلك المسائل بعين الاعتبار وهي تسعى لتقديم رسالة ما تسعى من خلالها لمحاربة ومكافحة هذا المرض الخطير.
كيف تكافح وسائل الإعلام الإيدز:
يمكن لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة أن تساهم بمكافحة الإيدز من خلال مجموعة من الإجراءات ومنها:
1-بث رسائل شبه دورية لتوعية المواطنين من هذا المرض الخطير وذلك بالحديث عن ضرورة ابتعاد الشباب عن القيام بأية علاقات مع أشخاص مشبوهين أو غير مشبوهين من شأنها أن تؤدي بالعدوى.
2-عدم استعمال حقن مستعملة سابقاً يمكن أن تكون ملوثة يمكن أن تصيب بالعدوى
3-عدم استعمال أية أدوات حادة أخرى مثل أدوات الحلاقة وغيرها ربما تكون ملوثة بفيروس الإيدز.
4-دعوة الشباب إلى عدم الانجرار وراء الشذوذ والعلاقات الشاذة التي يمكن أن تؤدي لنفس المصير.
5- بث الأخبار ونشر المقالات والتحقيقات والريبورتاجات التي توضح الآثار السلبية للإصابة بمرض الإيدز وكيفية العلاج وتقديم النصيحة والمشورة للشباب لعدم الانزلاق في ذلك.
6-تقديم البرامج والمسلسلات التي تتحدث عن هذا المرض وتوعية المواطنين وحثهم على الابتعاد عن الأشخاص المشبوهين وعن الفتيات اللواتي لا يتمتعن بسلوك سوي.
7-التعاون مع الجهات المسؤولة والجمعيات الأهلية التي تعمل في هذا المجال من أجل تشكيل جبهة عمل واحدة في مكافحة الإيدز ويمكن للمنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية القيام بدور كبير في هذا المجال وطباعة بروشورات وإجراء لقاءات مع جماهير الشباب والنساء لتقديم التوعية والمشورة اللازمتين.
8-كما يمكن للمنظمات الشعبية والجمعيات الأهلية تشكيل لجان إعلامية من شأنها التواصل مع الصحف المحلية ومكاتب الصحف في المحافظة من خلال تقديم برنامج النشاط الشهري الذي تقوم به على صعيد مكافحة الإيدز والتواصل مع الشباب وذلك للنشر في الصحف أولاً والتواصل المستمر ثانياً للإطلاع على الأدوار التي تقوم بها وبشكل دوري.
كما يمكن لهذه اللجان إصدار نشرات أسبوعية أو شهرية مخصصة للحديث عن الدور الذي تقوم به مراكز الشباب في التوعية وتقديم المشورة للجميع.
وبعد:
هذه بعض الملاحظات التي رأيت من الضرورة الحديث عنها في سياق البحث عن دور إعلامي لمكافحة الإيدز وفي دور هام وخلاق لجيل الشباب في السعي لتمكين وسائل الإعلام من أن تأخذ دورها المناط بها... واعتقد أن العمل الجماعي لا بد أن يكون ناجحاً فيما إذا توفرت النية الصادقة لإنجاحه وأنا أدعو مركز الشباب التابع لجمعية تنظيم الأسرة السورية أن يأخذ هذا الدور وأن يسارع لتشكيل لجنة إعلامية تكون صلة الوصل بين الجمعية ووسائل الإعلام حتى تستطيع هذه الوسائل أن تقوم بدورها بشكل افضل
عبد الحكيم مرزوق، (دور الإعلام في مكافحة الإيدز)