هبط المكوك الفضائي " اتلانتيس " يوم 21 يوليو/تموز في مطار جون كندي الفضائي بولاية فلوريدا بعد رحلة الى المحطة الفضائية الدولية كانت الختامية في برنامج " شاتل " الذي استمر لمدة 30 سنة. اعلنت ذلك وكالة ناسا الفضائية الامريكية.
وكان المكوك الفضائي قد انطلق يوم 8 يوليو/تموز نحو المحطة الفضائية الدولية التي التحم بها يوم 10 يوليو/تموز في اخر رحلة له وعلى على متنه البعثة STS-135 . وانفصل المكوك الفضائي عن المحطة الدولية في الساعة العاشرة و28 دقيقة بتوقيت موسكو يوم 19 يوليو/تموز.
وكانت هذه الرحلة لرائد الفضاء الامريكي كريس فيرغيوسون قبطان المكوك هي الثالثة والثانية لزميله داغ هيرلي وكان يرافقهما في هذه الرحلة الختامية كل من ساندي ماغنوس وريكس ولهايم.
ويستمر طاقم المحطة الفضائية الدولية المتألف من القبطان اندريه بوريسينكو والمهندس الكسندر ساموكوتايف وسيرغي فولكوف ( روسيا ) ورونالد غاران ومايكل فوسوم ( الولايات المتحدة ) وساتوشي فوروكافا ( اليابان ) في عمله حسب البرنامج المعتمد.
وتضمن برنامج المكوك الفضائي اجراء اختبارات للمعدات والتكنولوجيا اللازمة لاتمتة عملية تزويد الاقمار الصناعية بالوقود في مدارهم كما حمل وحدة " رافائلو " للخدمات اللوجستية بحمولة تزيد عن 5 اطنان.
اضافة لذلك في اثناء رحلة " اتلانتيس " مع المحطة الفضائية نفذت عملية خروج واحدة الى الفضاء، قام بها رواد الفضاء المقيمين في المحطة الفضائية ( فوسوم وغاران) وليس الذين قدموا على متن المكوك بعكس ما ماكان متبعا في الرحلات السابقة.
وقام رواد الفضاء من وكالة ناسا بفك وحدة الضخ العاطلة وبمساعدة جهاز التحكم تم نقله الى قسم الحمولة المفيدة في المكوك " اتلانتيس ". وينوي المهندسون كشف اسباب عطل وحدة الضخ. اضافة لذلك كان المكوك قد حمل الى الفضاء وحدة تزويد الوقود للاقمار الصغيرة والذي ثبت على السطح الخارجي للقطاع الامريكي في المحطة باستخدام وحدة تحكم " كانادارم – 2 ". وتضمنت مهمة فوسوم وغاران وضع نماذج من المواد البصرية العاكسة.
والمكوك " اتلانتيس " هو الاخير في برنامج " شاتل " الذي استمر 30 سنة. حيث ستسلم هذه المركبات الى المتاحف الامريكية. ويعود سبب انهاء رحلاتها الى درجة استهلاكها والتكاليف المالية الكبيرة لصيانتها وادامتها.
وكان تشارلز بولدين رئيس وكالة ناسا للفضاء قد حدد فيما مضى الاماكن التي ستوضع فيها هذه المركبات بعد انتهاء رحلاتها الفضائية.
وحسب قوله ان المكوك " اينتربرايز " الذي لم يقم بأي رحلة الى الفضاء المعروض حاليا في متحف معهد مؤسسة سميتسونيان في منطقة مطار دالاس بواشنطن سوف ينقل الى المتحف البحري - الفضائي بنيويورك. ليحل محله المكوك " ديسكفري ". اما المكوك " اينديفور " فسيوضع في المركز العلمي بلوس انجليس بولاية كاليفورنيا. ويبقى المكوك " اتلانتيس " في مركز جون كندي بفلوريدا.
كما تعرض وكالة ناسا على المدارس والجامعات الامريكية قطع من هذه المركبات ( الواح عازلة للحرارة ) ومواد متعلقة بتاريخها.
وبعد توقف رحلات شاتل الامريكية سوف تستخدم المركبات الروسية لنقل رواد الفضاء الى المحطة الفضائية الدولية. المركبة " اوريون " الذي كان من المفروض ان يحل محل المكوكات الفضائية مازالت الاختبارات جارية عليه ولن يتمكن من القيام برحلة قبل عام 2014 . ولغاية هذا التاريخ سوف تستخدم الولايات المتحدة خدمات قطاع الفضاء الروسي كما سبق وان اعلن ممثلو وكالة ناسا. ويعود سبب تأخر استخدام " اوريون " تكمن في الازمة المالية الخانقة التي عصفت بامريكا عامي 2008 و2009 .
وحسب قول ممثل وكالة ناسا انهم مرتاحون من استخدام مركبات " سويوز " الروسية ولا ينوون تبديلها بمركبات بلدان اخرى. وسوف يتم نقل الحمولات والمواد والاجهزة الفضائية عن طريق شركات تجارية تتفق معها الولايات المتحدة.
وسبق ان وقعت وكالة ناسا مع مؤسسة " روس كوسموس " اتفاقية اضافية لنقل رواد الفضاء الامريكان الى المحطة الفضائية الدولية حتى عام 2016 . وهذه الاتفاقية هي توسيع الاتفاقية السابقة بقيمة 355 مليون دولار التي كانت قد وقعت في ابريل/نيسان 2010 وتمس فترة 2013 – 2014 . وتسري الاتفاقية الجديدة حتى 30 يونيو/حزيران 2016.