ملامح يمتطيها العبوس يلفها كما يلف الليل الحالك الكون عندما يحين الموعد .. عينان يتطاير منها التجهم كشرر يصيب المحيط أو سوط يجلد القريب والبعيد دونما سبب .. قد يتساءل الكثير ماهذا الوصف الباعث على النفور فتأتي الإجابة حزينة باكية لتروي قصة واقع حال البشر .. بشر من لحمٍ ودم أعتنق الكآبة وودع الابتسامة . لا أدري هل هو إقتران للأبد أم لإشعار آخر ؟! تلك هي حال ذلك الإنسان الذي نجده في الطريق ونجده في العمل ونجده عند تبضعنا في الأسواق تلك هي حالنا جميعاً إلا مارحم ربي ..
عانقني
لفتت انتباهي تلك الدعوة التي أطلقها مجموعة من الطلبة ذكوراً وإناث في إحدى الكليات الإنجليزية عندما لاحظوا أن الابتسامة غابت عن وجوه وشفاه البشر وحل بدلها " التكشير" ليكون هو عنوان للقاء الأغراب والأصدقاء والإخوة والأقارب !! تلك الدعوة كانت انطلاقا من تلك الملاحظة فخرجوا للطرق يرفعون لافتات حملت عبارات تدعو لتوديع التجهم ولأن يتعانق البشر ويودعوا كل مظاهر العبوس والنفور الرابضة على ملامح البشر.. الشيء الآخر الذي حيرني يكمن في تساؤل خبيث نوعا ما وهو : هل لو قابلت مثل هؤلاء في طريقي ويدعونني للعناق يا ترى من سوف اختار للعناق .. هل هي تلك الأنثى التي تدعوني لعناقها بكل تجرد فأكون ضربت عصفورين بحجر أم سوف أعانق ذلك العلج الذي يعج بالخشونة ؟
المحطة الأخيرة
ليال العيد تبان من عصاريها