المنظومة الشّمسّية تشمل على نجم الشّمس في المركز، وحوله تدور الكواكب بشكل منتظم، بالإضافة إلى الكواكب هنالك أجسام صغيرة ايضاً تدور حول الشمس، هذه الأجسام تسمّى بالكُويكبات. سّميت بالكُويكبات لأنّها عبارة عن أجسام، تحمل نفس صفات الكواكب ولكنّها صغيرة، لذلك تصغير كوكب كُويكب، مثل تصغير شجرة شُجيرة.
شكل هذه الكويكبات بشكل عام تشبه البطاطا أي مُتطاولة الشّكل. تتركّب هذه الكُويكبات من نَوعين: 1. كُويكبات صَخريّة. 2. كُويكبات جَليديّة. في هذا الكتاب سوف نتعلّم بشكل عميق عن هذه الكُويكبات، تعالوا بنا لنبدأ بالنّوع الأوّل:
- الكُويكبات الصّخريّة هي عبارة عن أجسام صغيرة بالنّسبة للكواكب، لا تتعّدى أقطارها أكثر من 1000 كم. تتركّب هذه الكويكبات من الصّخر، ولكنّها غنيّة جدّاً بعنصر الحديد وعنصر الأريديوم. لذلك نستطيع أن نتعرّف بسهولة على الكُويكبات من خلال نسبة عنصر الحديد فيها. معظم هذه الكُويكبات متواجدة في المجال ما بين كَوكَب المريخ وكَوكَب المشتري.
الحزام الّذي تتركّز به جميع الكُويكبات الصّخريّة يسمى "بحزام الكُويكبات". يبعد هذا الحزام عن الشّمس حوالي 450 مليون كيلومتر.
تتفاوت هذه الكويكبات بالحجم، َفمِنها ما هو صغير جدّاً، أي تتراوح اقطارها بضع السنتمترات، ومنها الكبير وتتراوح اقطارها بالأمتار، ومنها الضّخم التّي تتراوح اقطارها بالكيلومترات، ومنها العملاق وتصل أقطارها لمئات الكيلومترات، ولكنّ أكبر كُويكب رصده العلماء هو كُويكب "سيرس" الّذي يبلغ قطره حوالي 1000 كم. عدد هذه الكُويكبات كبير جداً ويقدّر بالملايين، ولكنّ العلماء استطاعوا أن يرصدوا ويُسجّلوا بعض هذه الكُويكبات، فمثلاً لغاية اليوم تعرّفَ العلماء على حوالي 2 مليون كُويكب، المتواجدة في حزام الكُويكبات.
أوّل من اكتشف هذا الحزام هو العالم الأيطالي "غيوسب بياجيه"، عام 1801، وهو الّذي اكتشف أكبر هذه الكُويكبات وقد سمّاه "سيرس"، الّذي يبلغ قطره حوالي 1000 كم. وبعده بدأ العلماء في العالم باكتشاف المزيد من هذه الكُويكبات، إلاّ أنّه بقي كُويكب "سيرس" أضخم الكُويكبات. في داخل حزام الكويكبات يحدث أحياناً تصادمات، إذ يصطدم كُوكيب بآخر، مِمّا يؤدّي إلى خروج إحدى هذه الكُويكبات من الحزام مُتجهةً نَحوَ الكرة الأرضيّة. وعندما يقترب هذا الكُويكب من الأرض، تبدأ جاذبيّة الأرض بجذبه إليها. فعند اقترابه من الأرض تزداد سرعته بسبب جاذبيّة الأرض، وعند دخوله إلى الأرض تبدأ مقاومة الهواء والغازات في الغلاف الغازيّ لدخول هذا الكُويكب. احتكاك الكُويكب مع الهواء يؤدّي إلى ارتفاع درجة الحرارة، إلى حوالي 1000 درجة مئويّة.
لذلك يحترق الكُويكب ويبدأ بالتَّجَزُّء والتَّفَتُّت في الغلاف الغازيّ، ولا يصل إلى سطح الأرض، وهذا ما يُسمّى بالشُّهب. هذه الشُّهب لا تُؤَثِّر علينا، لذلك لا تشكل خطراً على الإنسان. ويمكن مشاهدة الشُّهب عن طريق رَصدِ القُبّة السّماويّة في اللّيل، وفي لحظة معينة تُشاهد جسماً نارّياً لامعاً، قد ظهر واختفى فجأةً، هذا هُو الشُّهب. يشير العلماء إلى أنَّ معدل دخول الشُّهب إلى الأرض كبير، وأنّه بكل ثانية يدخل شهاب إلى الأرض في أماكن مختلفة منها. وبشكل عام تتراوح أقطار الكُويكبات الّتي تحترق في الغلاف الغازيّ والمكونة للشُّهب من 1 – 30 سم.
وفي بعض الأحيان يصل إلى الأرض كويكب كبير نسبّياً، يصل قطره إلى أكثر من متر واحد. هذا الكُويكب يدخل الى الغلاف الغازيّ للأرض، ويحترق بسبب الإحتكاك ومقاومة الهواء له، ويحترق جزئيّاً، لذلك يستطيع هذا الكُويكب أن يخترق الغلاف الغازيّ ويصطدم بسطح الأرض، عندئذٍ يسمّى بالنّيزَك.