قلم : تيسير سلمان محاميد-أم الفحم
يشهد القاصي والداني ، للمواطن الفحماوي؛ وعلى مدار سنين انتمائه والقيام بواجبه دون تردد أو تأخير طوعا وحبا وفاءً تجاه بلده وبلديته وخاصة عندما يكون الأمر يتعلق بدفع الضرائب إيمانا منه بأن البلد أمانة تطبيقا وليس شعارا..وإيمانا بمشروع بناء الإنسان وليس العكس ..! واعتقادا أن هذه الأموال التي يدفعها المواطن سوف تعود إليه حتما من خلال خدمات أساسية وأعمال تطويرية تقوم بها السلطة المحلية على أشكال مختلفة،مما دفع الوزارات المتعاقبة إلى منح بلدية أم الفحم وعلى مدار سنوات الهبات والميزانيات بالملايين بسبب نسبة الجباية العالية قياسا مع باقي السلطات المحلية العربية وحتى بعض السلطات المحلية اليهودية أيضا ..! لكن ومع كل أسف وألم الواقع يشهد...دون جدوى ..وعلى ما يبدو خاب ظن المواطن الفحماوي ولم يعد يثق. ..فالشوارع والطرقات كانت ولا زالت مهترئة وفي أسوأ حال ..كما لو أنها في مخيم للاجئين بعد قصف أو اجتياح ....الشوارع المبلطة وكأن الأرض قذفتها من باطنها غضبا.. .. بعد فترة قصيرة جدا على تبليطها ..تتحول إلى أحجار مبعثرة وبألوان الطيف ..وعلى ما يبدو بسبب الغش في العمل وانعدام المهنية وغياب مطلق للمراقبة من قبل المراقبين والمؤتمنين ...! وظني قد يكون الهدف من تبليطها أصلا ليس خدمة للمواطن المؤمن..! بل.. إرضاء لمقاول أو التزام لعائلة أو...الشوارع الإسفلتية حدث ولا حرج.. .ناهيك عن المطبات غير القانونية ..وكأنك تلهو في مدينة ملاهٍ مرعبة !..وفوضى الأرصفة وعشوائية البناء وانعدام التخطيط الأمر الذي ينذر بمستقبل وخيم يصعب تصحيحه حتى لو وجدت النوايا الحسنة عند الإصلاحيين مستقبلا ...!! عدا عن الاختناقات المرورية وعدم توفر المواقف العامة ..وفوضى الورش الصناعية في الأحياء السكنية وانتشار الهوائيات المسرطنة ....وتفشي ظاهرة العنف على كل أشكاله والوانه... الأمر الذي أحدث أزمة انعدام ثقة بين المواطن والمسؤولين.. لدرجة أن المواطن أصبح يتقاعس عن دفع الضرائب والمستحقات عن قصد وسبق إصرار وكوسيلة احتجاج وللتعبير عن موقفه باعتبار أن هذه الأموال لن تخدمه ولا تعود بالنفع عليه ولا على أولاده أو البيئة المحيطة به ولا حتى على البلد بشكل عام ..!! والملفت للنظر والغريب في الأمر أن بلدية أم الفحم والمسؤولين فيها تنصلوا من المسؤولية جراء هذا التدهور وجراء إخفاقاتهم في مجالات شتى فـالقوا كل اللوم وحملوا أسفار فشلهم وأعباءه وتبعات سوء إدارتهم على غيرهم ومن بينهم المواطنين الذين منحوهم الثقة المطلقة وعلى مدار عقود.... !! في ظل هذه الأزمات والمحن وعلى ما يبدو بدأ المواطن الفحماوي يدرك أكثر من أي وقت مضى وبدون تردد أو خجل وخاصة جيل الشباب أن التغيير هو السبيل الوحيد للنهوض بأم الفحم من جديد وإصلاح الواقع وهذه فعلا فرصة حقيقية قد لا تتكرر إن لم نحسن استغلالها ..وقد تتكرر في وقت يصعب فيه التغيير والإصلاح. ..! والتاريخ القديم للأمم والشعوب وكذلك الحديث يعلمنا أن السلطان يعشق السلطة أكثر من أي شيء آخر..وإن أراد التخلي يوما ما.. أي سلطان كان.. ووفق إرادته يفعل ذلك بعد أن يضمن أن كل شيء بعده يمسي دماراً .. !لذلك لا يمكن التعويل على تخلٍّ أو تنحٍّ..بل يجب أن نأخذ بزمام الأمور ونصنع التغيير بأنفسنا .. وأخيرا أما نحن الفحماويين ونحن على أعتاب الانتخابات المحلية العام المقبل 2013 فأمامنا خياران لا ثالث لهما : إما أن نجدد العهد للسلطة الحالية لتكمل ثلاثين عاما تماما كما أن مبارك حكم مصر وحافظ الأسد سورية والقذافي وملوك وأمراء الخليج ونقبل تبعاتها ونكف عن البكاء والولولة والعويل لأن هذا من صنيع أيدينا وليس قدرنا كما يعتقد البعض ....أو أن نصنع التغيير ونطرح البديل وبكل ثقة ..ولا داعي للقلق لن يأتي أسوأ من هذا الحال الذي نحن عليه اليوم ..ولن نتأخر أكثر من هذا التأخر...ولن ننزلق إلى منحدر أسفل مما نحن فيه...من هذا المكان الذي نحن فيه اليوم.. ..أم الفحم يمكنها فقط التقدم والصعود ........