حتى أصبح الفريق في مراكز الوسط امتدحت الجماهير الاتفاقية المدرب الروماني ايوان مارين لدرجة أنهم طالبوا بالتعاقد معه لمدة خمس سنوات نظرا لما فعله من تطور للاتفاق في نتائجه لكنهم انقلبوا عليه فجأة دون سابق انذار وأصبحوا يطالبون بإقالته بسبب عدد من الخسائر لا أنكر أن المدرب يخطئ في بعض الأحيان في قراءته للمباراة أو في تبديلاته لكن اعتبره معذورا لأنه لم يأت للفريق إلا في منتصف الموسم ليفاجأ بجدول مزدحم بالمبارايات المتتالية وتداخل البطولات ولم يجد الوقت الكافي لتعديل الأخطاء التي كانت في بداية الموسم مع المدرب البلغاري مالدينوف والتي جعلت الفريق في المركز الأخير بالدوري وسط استياء من جميع الاتفاقيين بسبب ماوصل إليه حال فريقهم آنذاك رغم كل هذا جاء مارين وحاول قدر المستطاع انتشال الفريق من المؤخرة ونجح في ذلك ونقله الى مراكز الدفء وسط أحساس بالمسؤولية من قبل اللاعبين لكنهم لم يستمروا فيها ولم يساعدوا المدرب لتقديم نتائج ملموسة في كأس ولي العهد أو في بقية مباريات الدوري. وبعد آخر مباراة للاتفاق أمام نجران والتي لم يتأهل عن طريقها الى كأس الأبطال توقع اللاعبون أن الموسم انتهى بالنسبة لهم وعليهم الانتظار خمسة أشهر للعودة من جديد للركض لكن المدرب لم ينته الموسم لديه فقد طالب باستمرار التدريبات اليومية حتى منتصف شهر مايو يعني لأكثر من شهر ونصف وكأنه معسكر جديد للموسم المقبل وهذا يدل على أن هذا المدرب احترافي بما تعنيه الكلمة وكان بإمكانه أن يحزم حقائبه بعد مباراة نجران ويغادر الى بلاده ليتمتع بإجازة طويلة الأمد لكن الرجل احترم عقده وباشر التدريبات من جديد وكأن شيئا لم يكن لذا على جماهير الاتفاق أن تحترم هذا الرجل الذي يبحث عن تطوير الفريق الى الأفضل وعليهم أن يقللوا من نبرة الغضب المستمرة والتي شملت مطالبتهم بالاستغناء عن كل ما يتعلق بالفريق حتى عمال النادي ..!!
أجزم أن إيوان مارين سيفعل أشياء كثيرة للاتفاق من الناحية الفنية في الموسم المقبل بدعم من قبل إدارة النادي التي ستوفر المادة من أجل جلب لاعبين محليين أو أجانب وتغيير جلد الفريق الى الأحسن والبقاء على اللاعبين الذين يحترمون شعار النادي ويفتخرون به وليس العكس ..!! مارين ابتكر معسكر اليومين قبل أي مباراة للفريق لكن هذا القرار وجد تذمرا من قبل اللاعبين بسبب بعدهم عن أهاليهم وهم معذورون في ذلك لظروفهم الخاصة لكن البعض منهم يرفض مثل هذه المعسكرات لأسباب تقيده وعدم وجود فرصة له للخروج والسهر . هناك لاعبون في الاتفاق لايستحقون ارتداء قميص ناديهم الذي سبق أن ارتداه نجوم كبار وصلوا الى المنتخبات الوطنية ومنهم لازال يعمل في هذه المنتخبات أتمنى من اللاعبين الحاليين أن يخصصوا وقتا بسيطا من يومهم لمشاهدة أشرطة قديمة لفريق الاتفاق في الثمانينات ويتعلموا من هؤلاء اللاعبين بما فعلوه في بطولتي الخليج والعرب والتي أقيمت في الشارقة عامي 86م و88م ويشاهدوا إبداعهم الذي ابهر الجميع من خلال إخلاصهم وتفانيهم وقتاليتهم وحبهم لناديهم والذي أثمر عن تحقيق البطولتين أمام فرق قوية وصعبة يحسب لها ألف حساب لكن منهم من سيقول: هذاك زمن راح وولى ولن يعود لأننا في زمن الاحتراف وأنا أقول لهم: إن الاحتراف يتطلب معرفة معانيه وتطبيقه بحذافيره وإذا لم تستطيعوا أتمنى أن تفسحوا المجال لنجوم الثمانينات ليعودوا الى المستطيل الأخضر من جديد لأن متعتهم لم تنته بعد ..!!