عندما ننظر إلى السماء في ليلة صافية غير مقمرة، نرى الكثير من الأجسام المضيئة المنتشرة في السماء. وكثيراً من الأحيان نتسائل: كم تبعد عنا هذه الأجسام؟ كم عددها؟ وما هو موقعنا في هذا الكون؟ لكي يتسنى لنا الإجابة عن هذه التساؤلات يجب علينا أولا التعرف على هذه الأجسام المضيئة, والوقوف عند مميزاتها, وسبيلنا إلى ذلك هو علم الفلك.
فعلم الفلك هو العلم الذي يبحث في مسارات ومدارات الأجرام السماوية المختلفة, مثل الكواكب, النجوم وغيرها. فكلمة فلك في اللغة العربية تعني: المدار؛ المسار, وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ سورة يس آية 40.
أما في اللغة الأجنبية فيسمى علم الفلك אסטרונומיה – Astronomy , ومصدر هذه الكلمة يوناني, وهو عبارة عن دمج كلمتين:
من هنا نرى أن علم الفلك باللغة الأجنبية معناه "قوانين الأجسام", وهذا المعنى شبيه جدا بمعنى كلمة الفلك في اللغة العربية.
ورحم الله ابن الشبل الحكيم البغدادي الفيلسوف, إذ يقول:
بربك أيها الفَلَكُ المـــــدار أقصد ذا المسير أم اضطرارُ بربك قل لنا في أي شأن ففي أفهامنا منك انبهـــــارُ
الأجرام السماوية - גופים שמימיים – Celestial Bodes كلمة أجرام جمع جرم وتعني الأجسام, فالأجرام السماوية عبارة عن جميع الأجسام المتواجدة في الفضاء الخارجي, بغض النظر عن كتلة هذه الجسام. ونعني بالفضاء الخارجي – חלל חיצון – Outer Space المجال المتواجد خارج الغلاف الغازي (Atmosphere ) للكرة الأرضية. أما الغلاف الغازي فيسمى الفضاء الداخلي Inner Space . ويتميز الفضاء الخارجي بعدة ميزات أساسية أهمها:
•الفراغ – عدم وجود مادة. •ظلام دامس. •الضغط صفر. •درجة الحرارة في الفضاء الخارجي 2.7K ( -270C ). •السكون العميق. •انعدام الجاذبية. وعليه فعندما نتحدث عن الأجرام السماوية نتحدث عن جميع الأجسام السابحة في الفضاء الخارجي. لكي نفرق بين الأجرام السماوية المختلفة من الناحية العلمية يجب علينا أن نقسم هذه الأجسام إلى عدة مجموعات ذات صفات متشابهة.
أ. النجوم – כוכבים - Stars :
تعتبر النجوم الحجارة الأساسية للكون. لذلك تشكل النجوم حوالي 90% من الكون, بكلمة أخرى عندما ننظر إلى القبة السماوية في الليل ونرى الأجسام المضيئة فمعظم ما نرى هو نجوم. تختلف النجوم عن بعضها البعض بالكتلة البدائية للنجم, حيث أن الكتلة هي التي تحدد عمر النجم. تتميز النجوم بما يلي:
•أجسام غازية.
•التركيب الغازي 71% هيدروجين و 28% هيليوم و 1 % غازات مختلفة.
•جاذبية كبيرة جداً.
•كتلة كبيرة جداً, الكتلة الحرجة للنجوم اكبر من 0.1 كتلة الشمس
•(MStar> 0.1 MSun ).
•مصدر طاقة ذاتي, وحرارة عالية جداً.
تعتبر الشمس نجمًا متوسط الحجم مقارنةً مع باقي النجوم.
ما هو مصدر الطاقة في النجوم؟
كما ذكرنا سابقاً, أن كتلة النجوم كبيرة جداً, ولهذا يزداد الضغط في مراكز النجوم, مما يؤدي إلى ازدياد في درجة الحرارة. ازدياد في الضغط ودرجة الحرارة يؤدي إلى ما يسمى بالاندماج النووي لعنصر الهيدروجين, والذي ينتج هيليوم وطاقة هائلة, مثل الطاقة التي تصدرها الشمس.
ب. الكواكب – פלנטות - Planets : هي عبارة عن أجسام يميزها ما يلي:
•أجسام صلبة أو غازية. •أجسام معتمة. •سطحها بارد. •لها جاذبية اقل من جاذبية النجوم. •كتلتها صغيرة نسبة إلى النجوم, اقل من 0.1 كتلة الشمس (MPlanet< 0.1 MSun ).
•ليس لها مصدر طاقة ذاتي. هذه الأجسام لا يمكن رؤيتها, إلا إذا سقط الضوء عليها فتعكسه فنراها. هذه الأشعة المعكوسة تتميز بأنها ضعيفة ولا تؤذي العين, وتسمى نـور. لذلك يقال نور القمر أو نور الأرض مثلاً.
ج. الأقمار أو التوابع – ירחים - Moons : هي عبارة عن أجسام أصغر من الكواكب, سطحها بارد ومعتم. هذه الأجسام تابعة للكواكب, مثل القمر الذي يدور حول الأرض.
د. الكويكبات – אסטרואידים – Asteroids - Planetoid : عبارة عن أجسام صخرية أو جليدية صغيرة جداً تتراوح أقطارها ما بين سنتمترات إلى 1000 كم. هذه الأجسام ليس لها مسار محدد وتتصف ببرودتها.
هـ. المذنبات – שביטים - Comets هي عبارة عن كرات جليدية (خليط من الثلج والغازات مثل الأمونيا والميثان وثاني أكسيد الكربون ) بعيدة جداً عن الشمس- يتراوح أبعادها ما بين 30AU إلى 25000AU . في هذه الأبعاد ليس لهذه الأجسام ذنب وتسمى كويكبات, وعندما تقترب من الشمس, وعلى بعد حوالي 5AU تبدأ هذه الأجسام بالذوبان مكونةً ذيلاً طويلاً وراءها, وعندئذ تسمى بالمذنبات. مصدر تسمية المذنبات باللغة الإنجليزية Comet , يوناني وتعني ذات الشعر الطويل.