ضع نفسك مكان الآخرين

كلما يحدث خلاف في الموقف ويحتدم الجدالُ بيني وبين محدّثييّ كبعض الاقارب اوالزملاء في العمل او المنافسين السياسيين فاني اعود دائما الى نفسي واسألها نفس السؤال "ماذا كنت اقول او افعل لو كنت مكانهم؟" وعندما احاول الاجابة بشكل صادق على هذا السؤال, اجد تماثلا غريباً وغير متوقع بين ما يدّعونه وبين ما ادّعيه, بين ما يفعلونه وبين ما كنت افعله, وعندها اشعر بالارتياح واطرد من مخيلتي الظنون والسلبيات التي عزوتها لهم. الحق يُقال مهما تباينت الطبيعة البشرية واختلفت الاطباع فهنالك انماط سلوكيه ومواقف تترعرع في ظروف معينة وهنالك نماذج بشرية تنمو وتتبلور في بيئات خاصّة. عندما يقوم رئيسك بالعمل "بالنرفزة" عليك لتكرارك التاخر في القدوم الى مكان العمل ضاربا بعرض الحائط كل الاعذار التي تاتي بها فان رد فعلك الفوري في هذه الحالة هو التحامل على هذا الرئيس غير المتفهّم لظروفك..لكن لو فكّرت للحظة وحاولت استيعاب الموقف والمسؤوليات الملقاة على الرئيس في العمل لوجدت انه على حق وانك ستقوم بنفس التصرّف لو كنت مكانه. يجب ان تضع نفسك مكان الآخرين لتفهم تصرّفاتهم وتعي مواقفهم وتحسن التعامل معهم وعندها تستطيع العيش معهم بسلام. ان تفهّم مواقف الغير لا يعني الموافقة عليها لذلك لا ضير ان يكون هنالك اختلاف في الرأي بينك وبين الآخرين لأن مواقف الناس واراءهم ما هي إلا وليدة الظروف التي يعيشونها. ضع نفسك مكان صغيرتك عندما تجهش بالبكاء لدى مغادرتك البيت ومكان امك عندما تلومك على أمرٍ لم تقُم به وزميلك عندما يقاطعك لانك لم تتواجد حينما كان في امس الحاجة اليك. ضع نفسك مكان جارك, ومدرّسك, وحماتك, ومديرك عندما تشكو من تصرّف بدر منهم وحينها سيسهل عليك فهم تصرفاتهم وردود فعلهم. يُقال ان كبار المحققين يحاولون وضع انفسهم مكان مرتكب الجريمة للحصول على الادلة الدامغة لتقديم لائحة الاتهام وحلّ طلاسم الجريمة. لكي تفهم الناس راجع نفسك .. فأنت واحد من الناس، وما ينطبق عليك ينطبق على معظمهم .. راجع رغباتك وماذا تريد.. راجع اهتماماتك وما الذي يرضيك؟ وما الذي يثير غضبك؟ ثم ما الذي يدفعك ان توافق او ترفض أمراً ما. إذا أجبت على هذه الأسئلة بشكل صحيح فإنّ هذه الإجابة تنطبق عليك وعلى غيرك

. اذا اردت ان تُعامل باحترام واهتمام وان تُحقّق مصالحك وان تُفهم وجهة نظرك من قبل الآخرين عليك ان تكون على استعداد ان تحترم وتهتم بمصلحة الآخرين.. هنري فورد يقول: يكمن سر النجاح في القدرة على استيعاب وجهة نظر الشخص الآخر.ورؤية الأشياء من الزاوية التي يراها هو بالإضافة إلى الزاوية التي تراها أنت..

اخرج من حدود ذاتك ومن إطار النفس والأنا، ضع نفسك في دائرة واحدة مع الآخرين، إذا أخطأوا تذكّر أنك أيضاً تخطئ، إذا رأيتهم مشغولين بمصالحهم، تذكّر إنك أيضاً تسعى إلى مصالحك. لا تكن احادي النظرة وترى الامور من ثقب الابره ولا تتعامل مع الدنيا كانك مخلوقها الوحيد

ד"ר רפיק חאג'

חבר סגל פעילות מנדל בצפון | קרן מנדל-ישראל | מרכז מנדל למנהיגות בנגב נייד. 050-5323509 | פקס. 08-6201440