نشرت صحيفة "ازفيستيا" يوم 28 ديسمبر/كانون الاول مقالا تحت هذا العنوان.
اجرت القوات الجوية الصينية اختبارا ناجحا لطائرة "جي -10" البحرية، الامر الذي لم يثبت قدرة الصين على صنع السفن الحاملة للطائرات، بل ومن صنع ذلك النوع من الطائرات الذي يـستخدم على الحاملات بشكل مستقل.
ويمكن اعتبار هذا الحدث تحديا مباشرا لكل من روسيا والولايات المتحدة.
فقد اقلعت الطائرة وعادت لتهبط على سطح الطراد الحامل للطائرات "شي لانغ"، وقد اطلقت عليه هذه التسمية نسبة الى الجنرال الصيني الذي ضم عام 1861 جزيرة تايوان.
حاملة الطائرات "شي لانغ" هي في الحقيقة حاملة الطائرات السوفياتية "فارياغ" التي باعتها أوكرانيا الى الصين في أواخر التسعينيات. وترسى "فارياغ" منذ عام 2002 في ميناء داليان حيث كان الخبراء الصينيون طوال هذه الفترة يعملون على ترميمها و تطويرها.
ولا تخفي بكين رغبتها في جعل حاملة الطائرات السوفيتية قاعدة لتطوير تكنولوجياتها الخاصة بصنع سفن الاسطول الحامل للطائرات. لكن ثمة مشكلة وحيدة حالت دون تحقيق تلك الخطط، وهي عدم وجود ال طائرات التي تتمكن من الهبوط على سطح السفينة والافتقارالى الخبرة والكفاءة لدى الطيارين البحريين الصينيين.
وحاولت الصين طول هذه الفترة الحصول على التكنولوجيات اللازمة في روسيا. وقد تم عام 2003 توقيع اتفاقية للحصول على ترخيص بصنع طائرات "سو-27 اس كا" الروسية في الصين الشعبية. لكن بكين لم تشتر الا 100 طائرة من مجموع 200 طائرة طلبتها. معللة هذا الامر بالامكانات القتالية المتدنية لطائرات "سو – 27" ، ثم ركزت على تحقيق مشروعها "جي – 11 في". وباشر الصينيون باستنساخ طائرات "سوخوي – 27/30 الروسية الصنع، الامر الذي لا يعتبر سرا لاحد . والى جانب ذلك فانهم قاموا بصنع طائرتين منافستين لطائرات "ميغ – 29" الروسية، وهما طائرتا "جي -10 " و"اف اس – 1". وقد حققت الصين هدفها بتلقيها تكنولوجيات سمحت لها بالتقدم في هذا المجال لمدة 20 – 25 عاما تكنولوجيا.
وبغض النظر عن كل هذه الامور فان الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري الفني ما زالت تستحسن عملية تزويد بكين بالتكنولوجيات المحورية. كما انها سمحت باعادة تصدير المحركات الجوية الروسية الحديثة " ار دي – 93" التي تنصب في طائرات "ميغ" الى دول اخرى . ولم يكتفي الامر بذلك.
فقد اعاد الكسندر ميخييف نائب مدير عام شركة "اوبورون اكسبورت" الى الاذهان ان عام 2009 شهد توقيع اتفاقية توريد 122 محركا جويا من طراز "آ ال – 31 اف ان" تنصب في طائرات "جي - 10 " الصينية. ناهيك عن المحادثات التي تجرى حاليا حول توقيع اتفاقية جديدة تقضي بتوريد 100 محرك آخر من طراز "ار دي – 93" سيتم نصبها في طائرات "اف اس – 1" الصينية التي تنافس طائراتنا "ميغ - 29" بشكل مباشر.
وتتوفر في حوزة الصين حاليا محطة رادار روسية حديثة من طراز "جيمتشوغ" التي قامت بتصميمها شركة "فازوترون" والتي تزود مثيلتها من طراز "جوك" طائرتنا "ميغ – 35" الحديثة.
وساهمت اوكرانيا هي الاخرى في تطوير القوات البحرية الصينية ببيعها حاملة الطائرات"فارياغ" التي لم يستكمل بنائها بعد مقابل 20 مليون دولار. كما انها قدمت الى الصينيين رزمة الوثائق الخاصة بها، بالاضافة الى احد النماذج التجريبية لطائرة "سو – 33" البحرية.
واعترف الكسندر فومين النائب الاول لرئيس الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني قائلا:" ان الصين لا تنوي حاليا التعاون معنا في شراء منتجات يصنعها مجمع الصناعات الحربية، وانما ترغب في اقتناء تكنولوجيات عالية تفتقر اليها بلادنا". واشار لدى ذلك الى ان الجانب الصيني يركز على اجراء بحوث علمية وهندسية وتصاميم تهمه.
وشاطر فياتشسلاف دزيركالين نائب رئيس الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني زميله في رأيه قائلا:" يعتبر هذا الامر بالطبع ذا منفعة بالنسبة لنا. لكن بودنا ان تبذل جهود لصنع مشاريع كاملة وليس اجزاء منعزلة منها". واوضح قائلا:" فيما يتعلق بالتجارب والتصاميم فمن الضروري ان تقوم بتحقيق مشاريع كاملة وليست أعمالا منفصلة".
واعترف دزيركالين قائلا:" ان مشكلة استنساخ الآليات الحربية والاسلحة الروسية لا تزال ملحة بالنسبة لنا. وقد وقع البلدان في السنة الماضية اتفاقية حماية الملكية الفكرية . وآمل بأن تساعدنا تلك الاتفاقية في حل المشاكل المتنازع عليها والتي لها علاقة باستنساخ اسلحتنا".
ويبدو ان هذه الآمال لا يمكن تحقيقها. وكانت صحيفة "ازفيستيا" قد كتبت ان الصين تعرض على باكستان ترخيصا بصنع مقاتلات "اف اس -1" . كما تخطط بكين عما قريب لصنع ما لا يقل عن ألفي مقاتلة حديثة سواء كان لقواتها الجوية او للتصدير. وبين مشتري تلك الطائرات دول مثل بنغلاديش ولبنان وإيران وماليزيا والمغرب ونيجيريا وسريلانكا والجزائر، اي تلك الدول التي كانت تشتري تقليديا طائراتنا. وعلى سبيل المثال فان الصينيين اعربوا عن استعدادهم لصيانة مقاتلات "سو-30 ام كا ام" المصدرة الى ماليزيا من روسيا.
وقال ميخائيل دميترييف رئيس الهيئة الفيدرالية للتعاون العسكري التقني:" ان روسيا باعت في السنة الجارية اسلحة بقيمة 8.5 مليار دولار وتعود حصة الاسد منها الى الطائرات الحربية. وفي حال استمرار تقدم الصين بالسرعة نفسها في هذا المجال فان هذا النجاح قد يصبح اخيرا لروسيا في سوق الاسلحة.