قبل فترة قصيرة أشرت لبعض الإعلانات التلفزيونية التي تدعو الجماهير للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة , وهي من إصدار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات . وكانت حيثيات هذه الإعلانات تعدد إنجازات حكومة المالكي , وفي نهاية الإعلان توجه المرآة او الرجل الذي عدد الإنجازات السؤال الى الجمهور : احنه نعرف المن ننتخب , لكن انتوا تعرفون ؟ والمقصود طبعاً التحريض لانتخاب صاحب الإنجازات المالكي , في دعاية تسبق العملية الانتخابية , وفي نفس الوقت استغلال الأموال الحكومية لصالح قائمة المالكي .
في هذه الأيام تقدم فضائية " العربية " دعاية عراقية , ضاهرها التحذير من الارهابين , وكيفية التعاون للمحافظة على الأمن . وحيثية الإعلان خريطة العراق وإيران , ويحترق خط الحدود بين البلدين , ويظهر بدله خط حدود ( المدافعين ) عن العراق , وهي المنطقة الغربية . ومن المؤكد ان هذا الإعلان لم يصدر من المؤسسة الإعلامية الرسمية , أو المستقلة للانتخابات , والتي تدعو إعلاناتها - رغم المؤاخذات الفنية الكبيرة عليها - الى نبذ العنف ومحاربة الإرهاب, والدعوة لوحدة العراقيين . الا ان هذا الاعلان الصارخ في تأجيج الطائفية , وتنشيط العداء بين المكونات العراقية , وهو يؤكد على ان الذي يحمي العراق هم ابناء المنطقة الغربية فقط . ونحن لا نستبعد الدفاع عن العراق على شرفاء المنطقة الغربية , وعندهم الكثير من الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن شرف العراق ووحدته , ولا يختلفون عن العراقيين الذين يناظرونهم في المكونات الأخرى, إلا ان الذي وضع هذا الإعلان لا يبتعد عن خبث ونذالة بقايا عصابات البعث . وواضعوه يعتقدون بغباء ان مثل هذا الاعلان يلمع من وجه البعث ويعيده الى الواجهة كما صرح المطلك , خاصة في هذه الفترة الانتخابية حيث يدعو البعض من السياسيين للعفو عن البعثيين بما فيهم المجرمين تحت لافتة " المصالحة الوطنية " كورقة كسب انتخابي رخيص . ان هذا الإعلان يثير كره واحتقار العراقيين من الذين قد يقبلون العفو عن حثالات البعث عن مضض , وتثير عندهم وعند اغلب العراقيين موجات غضب جديدة لا تخدم من بعيد او قريب دعوات " المصالحة الوطنية " والتي سيستفيد منها البعثيون فقط .