موسوي يحث أنصاره على مواصلة الاحتجاج
أقر مجلس صيانة الدستور بوقوع مخالفات في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الأخيرة في الوقت الذي أكدت مصادر أمنية في طهران أن الوضع الأمني يتجه نحو الهدوء، لكن المرشح الخاسر بالانتخابات مير حسين موسوي حث أنصاره على مواصلة التظاهر، بينما أوضحت مصادر إعلامية أن عدد المعتقلين في الاحتجاجات بلغ أكثر من أربعمائة شخص.
وأوضح عباس علي كودخدائي المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور-أحد أهم المؤسسات الحاكمة في إيران- أن عدد الأصوات التي تم جمعها في خمسين مدينة يتجاوز عدد الأشخاص الذين يتمتعون بحق التصويت بالانتخابات التي جرت في 12 من الشهر الجاري.
ونسبت الوكالة الألمانية للمتحدث الإيراني قوله في تصريح للتلفزيون الرسمي الأحد إن عدد الأصوات -التي تدور بشأنها التساؤلات- يبلغ نحو ثلاثة ملايين صوت، مشيرا إلى أنه "لم يتم حتى الآن تحديد ما إذا كان هذا العدد حاسما في نتائج الانتخابات".
يشار إلى أن المجلس قرر إعادة فرز جزئية لعينة عشوائية من صناديق الاقتراع تصل نسبتها إلى 10% فقط من بطاقات الاقتراع، وذلك ردا على الشكاوى والاحتجاجات التي قدمها المرشحون الخاسرون وهم المرشح الإصلاحي ورئيس الوزراء الأسبق موسوي ورئيس البرلمان السابق مهدي كروبي، وقائد الحرس الثوري الإيراني سابقا محسن رضائي.
أنصار موسوي خلال مواجهات سابقة مع الشرطة (الفرنسية-أرشيف)
هدوء حذر
من جهة أخرى، قال قائد شرطة طهران عزيز الله رجب زاده إن الوضع الأمني يتجه للهدوء مشيرا إلى أنه لم تسجل أي حوادث ليلة الأحد الاثنين.
وأضاف المسؤول الإيراني أنه نظرا لقرار وزارة الداخلية بمنع الترخيص لأي تظاهرات لم يشارك الكثير من المواطنين في التجمعات، موضحا أن قلة من مثيري أعمال الشغب -على حد تعبيره- انتشروا في بعض مناطق طهران وأنه تم اعتقال العديد منهم خلال الأيام القليلة الماضية.
واختتم رجب زاده تصريحاته بالتأكيد على أن قوات الشرطة لن تتوانى عن التصدي وبحزم لما أسماها "أعمال الشغب والفوضى".
إطلاق نار وكانت وكالة رويترز للأنباء نقلت عن شهود عيان سماعهم لدوي عيارات نارية الأحد في منطقتين شمال العاصمة الطهران في الأحياء التي تعتبر معقلا لأنصار المرشح الإصلاحي موسوي.
كما تحدثت مصادر إعلامية إيرانية عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة عدد آخر في اشتباكات وقعت السبت بين السلطات الأمنية وأنصار المعارضة، ليرتفع بذلك عدد الذي قتلوا في أعمال عنف منذ اندلاع الاحتجاجات في الثالث عشر من الشهر الجاري إلى 17 شخصا على الأقل.
يشار إلى أن المرشح الإصلاحي الخاسر موسوي دعا في بيان رسمي صدر الأحد أنصاره لاستمرار التظاهر لكن مع ضبط النفس، مشيرا إلى أن قوات الأمن "لن تجرؤ على التصدي للمتظاهرين بشكل قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع بشكل لا يمكن إصلاحه".
" اقرأ أيضا: إيران الثورة والدولة "
عدد المعتقلين وفي بيان صدر الاثنين عن الشرطة الإيرانية قالت الأخيرة إن عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم يوم السبت الماضي بلغ 457 وذلك بسبب قيامهم بالتظاهر دون ترخيص مسبق، لكن البيان لم يأت على ذكر العدد الإجمالي للمعتقلين منذ اندلاع المظاهرات احتجاجا على نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي أعطت الرئيس محمود أحمدي نجاد ولاية ثانية.
في الأثناء جددت طهران اتهاماتها للغرب بالتورط في التحريض لما وصفتها بأعمال الشغب والقلاقل الأمنية في البلاد، كما ورد على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيراني حسن قشقوي.
وقال قشقوي في مؤتمر صحفي عقده في طهران الاثنين "إن عددا من الدول الأوروبية والولايات المتحدة تقوم على دعم جماعات من المشاغبين بدلا من دعوة الشعب للاحتكام إلى الآليات الديمقراطية" على حد قوله.
المصدر: وكالات